أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-9-2020
5076
التاريخ: 2023-05-10
1582
التاريخ: 31-7-2018
8872
التاريخ: 13-9-2020
4883
|
2- أهم الانتقادات الموجهة لنظرية روستو
تعتبر نظرية روستو إسهاماً بارزاً في الفكر التنموي لاسيما من خلال تركيزها على مفهوم الانطلاق الذي أخد مساحة واسعة في الكتابات التي تعنى بشؤون التنمية، ويضع البعض آدم سميث وكارل ماركس وجون مينارد كينز ووليم والت روستو كأبرز أربعة اقتصاديين تركوا أثراً قوياً في الفكر وفي السياسة الاقتصادية في العالم في المائتي عاماً الأخيرة" (1) .
إلا أنه يؤخذ على هذه النظرية بعض النقائص نذكر أهمها فيما يلي:
ـ هناك شبه إجماع بين الاقتصاديين على فشل هذه النظرية في أمرين: في إثبات صحة هذه المراحل تاريخياً ، ثم في إمكانية انطباقها على دول العالم الثالث اليوم. وتعتبر مرحلة الانطلاق أهم مرحلة عرفت انتقاداً شديداً من حيث كونها غير واضحة المعالم وتتداخل خصائصها مع المرحلة السابقة لها (2).
- من الخطأ تاريخياً تحديد مدة لمرحلة الانطلاق إذ تختلف الأمور من بلد لآخر، زيادة على أن هذه المرحلة تتطلب فترة أطول مما تصوره روستو، كما أن معدل الاستثمار اللازم للانطلاق يظهر مبالغاً فيه (3) .
- لا تراعي هذه النظرية خصوصيات المجتمعات واختلافها عن بعضها البعض حيث تحاول أن تضع صورة عالمية موحدة لسيرورة التنمية تطبق مهما كان نوع المجتمع(4)، وهذا عن طريق النظر إلى التنمية كخط متواصل تمر عبره تجارب الدول عبر مراحل مختلفة وهذا ما دفع Paul Bairoch إلى القول في تقييمه لهذه النظرية .
(La croissance n'est pas une autoroute, et la fin de l'histoire n'est pas pour demain)
- تقيم هذه النظرية الخطية البلدان النامية على أساس تجربة العالم الغربي، مع العلم أن تجارب التنمية تختلف وتتنوع حسب خصوصيات كل بلد والظروف التي يمر بها، وكما يقول Cases 1991 B. "لا يوجد طريق واحد للتطور و لا معالجة وحيدة للشقاء في العالم"( 5) .
- نظر روستو إلى مميزات مراحل النمو الاقتصادي على أنها تبقى ثابتة في كل البلدان بغض النظر عن العصر الذي تكون فيه ، فالمجتمع التقليدي في انجلترا في مرحلة ما قبل الرأسمالية هو في رأي روستو مماثل للمجتمعات التقليدية في بلدان آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وبذلك فإن نظريته تحمل طابعاً إلزامياً معادياً للتاريخ لأنه يحرم المجتمعات من خصائصها الحقيقية التي تميزها عن بعضها البعض، وتستبدل هذا الاختلاف بمزيج وحيد انتقائي من المعايير التقنية والاقتصادية(6) .
- فيما يخص مرحلة التهيؤ للانطلاق فإن الدول المستعمرة لا تستطيع تجميع الشروط الضرورية للانطلاق، وهذا ما قاد سمير أمين إلى القول أن المجتمع التقليدي في ظل هذه الشروط مختل لأنه فقد استقلاله وأصبحت وظيفته الأساسية الإنتاج للسوق العالمي في ظل شروط تذهب بكل آفاق عصرنته، فهذا المجتمع التقليدي ليس في طور التحول نحو العصرنة ولكنه أنجز كمجتمع تابع في المحيط periphérique).(7)) ويرى سمير أمين أيضاً أنه وعكس نظرية مراحل النمو لروستو، فإن تنمية المحيط (periphérique) لا تسمح باللحاق بالمركز (centre)، لأنه في كل مرحلة لتطور المركز فإن مرحلة جديدة للتقسيم الدولي للعمل تحضر وظائف ثانوية وتبعية للمحيط(8).
- يركز روستو كثيراً على التغييرات الكمية الحاصلة في القوى المنتجة دون الأخذ بعين الاعتبار التغييرات النوعية في العلاقات الإنتاجية، ومعلوم أنه لا يتصور تطور القوى المنتجة خارج علاقات الإنتاج وحتى عند حديثه عن النوازع الاجتماعية الستة (النزوع نحو تطبيق العلم لأغراض اقتصادية، نزعة قبول التجديد، نزعة السعي نحو التقدم المادي، نزعة الاستهلاك ، ونزعة إنجاب الأطفال) فإن روستو يعتبرها متغيرات مستقلة عن العلاقات الإنتاجية تحدث قضاءً وقدراً و بالتالي فإن مراحل النمو التي اقترحها لا تشكل وحدة موضوعية ونوعية لا من الناحية التاريخية ولا من الناحية المنطقية، ولا يمكن اعتبارها مراحل محددة علمياً كما أن العلاقات المتداخلة بين المراحل غير واضحة(9).
- يشير مفهوم الانطلاق إلى أن التنمية ستكون عملية تلقائية مباشرة بعد وصول الاقتصاد إلى هذه المرحلة ولا ترجع إلى الخلف ولكن يمكن في العديد الحالات وتبعاً لخصوصيات كل بلد أن يترافق الانطلاق الاقتصادي بضغوط اجتماعية وسياسية كبيرة تنسف الاستقرار الذي يعتبر عاملاً حاسماً في استمرارية التنمية وهي الحالة التي عرفتها الأرجنتين في بداية القرن العشرين، والبيرو، وإيران، والبرازيل مع Vargas (10) .
- تتجاهل هذه النظرية الترابطات الدولية وتأثيرها على التنمية، وكأنه ترى أن عملية التنمية في العالم الثالث تتم في فراغ ، والحقيقة هي أن هذه العملية لا تتحدد فقط بالخصائص الداخلية وحدها للدولة في مرحلة معينة ضمن سياق خطي للتغير التاريخي، ولكن أيضاً بمكانتها في البيئة الدولية.(11)
- إن طرح روستو محكوم بخلفية تعود إلى الصراع الفكري الدائر حول مقولة أن الرأسمالية كنظام اجتماعي- اقتصادي هي المسؤولة عن استعمار وتخلف شعوب العالم الثالث هذه المقولة التي دفعت بالفكر الغربي إلى تقديم تفسير تاريخي لأسباب التخلف الاقتصادي عبر طروحات نظرية مختلفة، لذلك يظهر أن هدف روستو من طرح مفهومه لمراحل النمو هو تبرئة الرأسمالية من مسؤوليتها عن تخلف بلدان العالم الثالث، واعتبار أن المرحلة عن الاستعمارية مرحلة طبيعية في سياق التطور.(12)
- لذلك ترى ألسا أسيدون أن مجموعة الحجج التي قدمها روستو ترجع إلى خليط من موضوعات عصر الأنوار (الحرية والنظام) والاستعارات المسيحية (المجد، السمو الرسالة)، وقد عرض روستو الاستعمار وكأنه قد هيأ التربة للتحديث ووفر الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثالثة وليست هناك إذن حاجة للبحث عن الاشتراكية طريقاً بديلاً (13) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مصطفى زروني، مرجع سابق، ص:152 .
2 ـ المرجع السابق، ص: 152.
Matouk BELATTAF, op. cit., p: 102 - 3.
4 3Bernard Conte," Le sous développement : Retard de - 3 développement", http://conte.u-bordeaux4.fr/Enseig/Lic-ecod/docs_pdf/Rostow1.pdf
5 - Gabriel WACKERMANN, "Géographie du développement" -,4 Ellipses, France, 2005, p:211.
(6) محمد آدم خصوصية التطور الاقتصادي في الدول النامية، مجلة النبأ العدد 45/ ماء 2000. ص10 .
(7) Moussa Mohammed Koni, "L'échec du développement: une responsabilité à partager", mémoire de maîtrise en sociologie, université du Québec à Montréal, dec 2000, p.28
(8) IBID., p:31.
(9) عادل مختار الهواري، مرجع سابق، ص ص: 131-132 .
(10) Lassia Konate, cours d'économie du développement, site : http://foad.refer.org/IMG/pdf/Chapitre4-3.pdf.
(11) IBID, p: 7.
(12) عادل مختار الهواري ، مرجع سابق، ص:133
(13) ألسا أسيدون ، النظريات الاقتصادية في التنمية، ترجمة مطانيوس حبيب، دار الفاضل، دمشق (بدون سنة نشر)، ص: 140.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|