المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أصل الصحة
23-09-2014
مدرك قاعدة اصالة الصحّة
2024-07-24
Organic Acids and Organic Bases
10-3-2016
First-Passage Percolation
15-5-2022
James Bolam
12-12-2016
مشاركة الملائكة في غسل ودفن النبي (صلى الله عليه واله)
13-12-2014


حالات ومشكلات وحلول / الخجل والانعزال  
  
1077   10:02 صباحاً   التاريخ: 14/12/2022
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص132 ــ 134
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

كثيراً ما يؤدي الخجل والانعزال إلى حرمان الأطفال من النمو السليم والتعبير عن الذات. وعلى الرغم مما يكون مستوى الذكاء عند هؤلاء الأطفال ملحوظاً إلا أن آراء الناس فيهم تكون أقل مما هم عليه. لذلك كان لا بد من الاهتمام بهم خاصة أولئك الذين هم شديدو الخجل كونه يصبح مصدراً للإحباط عندهم وعند أسرهم.

وإليكم الحادثة التالية كمثال على هذه الحالة:

(سامي)، ولد عمره أربعة عشر عاماً ذهب إلى إحدى العيادات النفسية في إحدى المستشفيات مع والديه. وبعد إجراء المقابلة معهم تبين أن (سامي)، يعاني من إنطواء شديد على الذات بحيث تكاد تكون علاقاته الاجتماعية معدومة فلا أصدقاء ولا أصحاب. يجلس فترات طويلة منفرداً بحجة الاستماع لتسجيلات دينية. لا بل اقتصرت علاقاته الاجتماعية مع الأهل والأقارب على ما هو ضروري فقط.

ولما أخضع لأحد الاختبارات الشخصية تبين أنه يعاني درجة عالية من القلق العصابي الذي يؤدي إلى العجز واليأس. أما قدراته المعرفية والاستيعابية والذاكرة فكانت مقبولة. لذلك تبين ان (سامي)، يعاني من قصور في العلاقات الاجتماعية.

الخطة العلاجية: ويتم إنجازها عبر القنوات التالية:

ـ تدريب سامي على إلقاء الأسئلة العادية والمكثفة عن موضوع معين.

ـ محاولة التعليق عن ما يسمع من موضوع أو قصة بشكل موافق أو غير موافق.

ـ الاحتكاك البصري الملائم.

ـ تشجيعه على الاهتمام بالناس عبر علاقات ودية.

لقد تم تدريب (سامي)، على هذه الأمور مدة تزيد على الخمسة عشر أسبوعاً عبر عشرين جلسة كل واحدة مدتها أربعين دقيقة.

وقد ترافقت هذه التدريبات مع مجموعة من الأساليب السلوكية التالية:

ـ تدريب العضلات على الاسترخاء.

ـ تقليد المعالج عبر القيام بسلوك شبيه بسلوكه. كتقليده في عملية الاحتكاك البصري.

ـ القيام بعمليات معينة خارج العيادة كإلقاء التحية على بعض الزملاء والدخول معهم في حوار معين، أو القيام باتصالات هاتفية.

وقد تم لفت نظر (سامي)، إلى أن حقائق الحياة ليست كما تبدو له. فمثلاً، ألا يعني التدين التخلي عن السعادة الشخصية، كما أن تحقيق التفوق والنجاح لا يعني الانزواء وتجنب الناس.

هذا وقد لجأ المعالج إلى تحقيق هدف واحد في جلسة واحدة كي يسهل الوصول إلى نتيجة مرضية. فإذا كان الهدف هو التدريب على إلقاء الأسئلة فقد كان الطفل يدرب في كل جلسة على تنمية أحد الجوانب المرتبطة بمهارة إلقاء الأسئلة.

أما عن التقدم في العلاج فقد كان التحسن ملحوظاً ومستمراً طيلة مدة الأربعة أشهر. ولما سئل الوالدان عن مدى التحسن الذي أحرزه ابنهما أجابا بأنه حقق تقدماً ملموساً في مجال العلاقات الاجتماعية وأبدى مرونة في هذا المجال. ولم تمض مدة طويلة حتى استطاع (سامي)، أن ينتقل نقلة نوعية نحو الأفضل بحيث أصبح قلق الوالدين طفيفاً ولم يعد ذلك مشكلة بعد ذلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.