المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24



أشعار لابن الزقاق  
  
1407   11:21 صباحاً   التاريخ: 11/12/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:289-290
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-07 1028
التاريخ: 4-7-2016 17864
التاريخ: 8/11/2022 1385
التاريخ: 31-8-2022 1840

أشعار لابن الزقاق

وكان ابن الزقاق الأندلسي الشاعر المشهور – وقد تكرر ذكره في هذا التأليف مرات كثيرة – يسهر في الليل ، ويشتغل بالأدب ، وكان أبوه فقيراً جدا ، فلامه ، وقال له : نحن فقراء ، ولا طاقة لنا بالزيت الذي تسهر عليه ، فاتفق أن برع في الأدب والعلم ونظم الشعر ، فقال في أبي بكر ابن عبد العزيز صاحب بلنسية قصيدة أولها (1):

يا شمس خدر ما لها مغرب                          ارامة خدرك أم يثرب

ذهبت فاستعبر طرفي دما                    مفضض الدمع به مذهب

ومنها :

ناشدتك الله نسيم الصبا                     أني استقرت بعدنا زينب

لم تشر إلا بشذا عرفها                         أو لا فماذا النفس الطيب

إيه وإن عذبني حبها                                     فمن عذاب النفس ما يتعذب

فأطلق له ثلاثمائة دينار فجاء بها إلى أبيه وهو جالس في حانوته مكب على صنعته ، فوضعها في حجره ، وقال : خذها فاشتر بها زيتا.

وقال رحمه الله تعالى في غلام رمی حجرا فشدخ وجهه(2):

وأحوى رمى عن قسي الحور               سهامـا يفوقهن النظر

يقولون وجنته قسمت                                  ورسم محاسنه قد دثر

 

۲۸۹

وما شق وجنته عابثاً                                     ولكنهـا آية للبشر

جلاها لنا الله كيما نرى                        بها كيف كان انشقاق القمر

وقال أيضا(3):

بأبي وغير أبي أغن مهفهف                           مهضوم ما خلف الوشاح خميصه

لبس السواد ومزقته جفونه                 فأني كيوسف حين قد قميصه

وقال أيضا(4):

سقتني بيمناهـا وفيها فلم أزل                      يجاذبني من ذا ومن هذه سكر

وقال(5):

رق النسيم وراق الروض بالزهر                  فنتبه الكأس والإبريق بالوتر

ما العيش إلا اصطباح الراح أو شنب يغني عن الراح من سلسال ذي أشر

وللصباح ألا فانشر رداء سنا                         هذا الدجى قد طوته راحة السحر

وقام بالقهوة الصهباء ذو هيف            يكاد معطفه ينقد بالنظر

يطفو عليها إذا ما شجتها درر             تخالها اختلست من ثغره الخصر

والكأس من كفته بالراح محدقة           كهالة أحدقت في الأفق بالقمر

 

۲۹۰

وقال(6):

تضوعن أنفاسا وأشرفن أوجها          فهن منيرات الصباح بواسم

لئن كن زهرا فالحوائج أبرج                         وإن كن زهرا فالقلوب كمائم

وهو من بديع التقسيم.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ديران ابن الزقاق : ۸۰ والمغرب 2: 325  والغيث ٢ : ٨٤

۲- ديوانه : ۱۷۹ والمطرب : 101 ولمح السحر : 48 والمغرب ۲ : ۳۳۲ والوافي: ١٣٤ .

3- الديوان : ١٩٦ والمطرب : ١٠٣ والشريشي ٢ : 164 والمغرب ٢ : ٣٣٤.

4- ديوان ابن الزقاق : ۱۷۸ والمطرب : ١٠٤ والقوات ٢ : ١٢٦ والوافي: ١٣٤.

5- الديوان : ۱۷۳ والمطرب : 106 والمغرب ۲ : ۳۳۲.

6- الديوان : ١٤٦ والمطرب : ۱۰۸ و الشريشي 2: 353 .

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.