- التركيب الجيولوجي: يعد التركيب الجيولوجي من العوامل ذات التأثير المباشر في اختيار نوع شبكات النقل التي تنشأ عليها أو تحديد موقع تلك الشبكات من النقل البري (الطرق أو سكك الحديد) أو انشاء النقل الجوي من خلال ارضية المطارات نظراً لطبيعة تركيب سطح الارض من الصخور التي تتباين فيما بينها وفقا لمكوناتها ويمكن بيانها كما يلي:

1- الصخور الرسوبية: وهي أوسع الصخور انتشاراً في العالم، اذ تشكل نسبة 70 % من جملة التكوينات السطحية وتتألف من مفتتات نارية أو متحولة بفعل عوامل التعرية التي رسبتها فيشكل طبقات متتالية تتماسك لتكون صخور رملية أو طينية أو حصوية، وهي صخور مسامية ومحدودة الصلابة ويسهل إنشاء الطرق المرصوفة عليها، الا انها تحتاج الى صيانة بين فترة واخرى.

2- الصخور المتحولة: هي في الأصل أما صخور نارية أو رسوبية، تغيرت عن طبيعتها الأولى نتيجة للحرارة المرتفعة الناتجة عن خروج المواد المنصهرة من باطن الأرض أو نتيجة الضغط الشديد الناتج عن حركات القشرة الأرضية أو نتيجة كليهما معا. يحدد التركيب الجيولوجي لأية منطقة مدى إمكانية مد الخطوط الجديدة التي تحتاج إلى سطوح صلبة قوية التحمل حتى يمكن مد القضبان الحديدية لمرور القاطرات بأقصى حمولة لها، كما إن مدى صلابة الصخور تحدد مقياس القضبان، لذا يلاحظ أتساع قضبان الخطوط الحديدية في الأقاليم التي تتسم صخورها بالصلابة، في حين يعمم المقياس الضيق في الأقاليم التي تتسم بضعف بنيتها.

ورغم صعوبة شق الطرق المرصوفة في الأقاليم ذات التكوينات الأرضية الصلبة وارتفاع تكاليفها، لكنها لا تحتاج إلى عمليات إصلاح وصيانة إلا على فترات زمنية متباعدة عكس الحال بالنسبة للأقاليم التي يسود سطحها الصخور الرسوبية، حيث يسهل مد الطرق المرصوفة لكنها تحتاج إلى عمليات إصلاح وصيانة بصورة دورية، كما تحتاج الطرق في المناطق الصحراوية الى صيانة دورية بسبب تراكم الرمال على الطرق او طمر سكك الحديد. كذلك تختلف وسائط رصف الطرق تبعا لطبيعة الصخور السائدة سواء أكانت نارية أم صلبة، كما تتباين المواد المستخدمة في رصف الطرق تبعا لعدة عوامل يأتي في مقدمتها طبيعة صخور سطح الأرض مثل استخدام البازلت في رصف طرق الأقاليم التي تسودها الصخور النارية.

ان التركيب الجيولوجي له تأثير كبير على النقل النهري حيث توجد الجنادل والشلالات والمندفعات وغيرها حيث ترجع في أصل نشأتها الى عامل التركيب الجيولوجي التي تحد من صلاحية الأنهار للملاحة سواء في كل النهر ام في بعض أجزئه . يعد التركيب الجيولوجي من العوامل المهمة في تحديد مواقع المطارات التي يختار لها النطاقات ذات التكوينات الأرضية الصلبة حتى تتحمل الممرات الأرضية رغم تغطيتها بطبقة خاصة من الاسمنت المسلح لتحملها ثقل عمليات إقلاع وهبوط الطائرات.

كما يؤثر التركيب الجيولوجي على انشاء خطوط نقل الطاقة الكهربائية، اذ ان المناطق ذات التربة الرخوة تحتاج ابراج واعمدة الكهرباء الى التسليح بالباطون الخرساني من اجل تحمل ثقل أوزان الاسلاك، والقوة الناجمة عن الرياح مما يؤدي الى ارتفاع تكاليف الانشاء والصيانة المستمرة، في حين تقل تلك الخسائر في مناطق الصخور الصلبة. كما يؤثر التركيب الجيولوجي على تكلفة انشاء خطوط الانابيب، حيث ترتفع التكلفة في المناطق الجبلية وتنخفض في المناطق السهلية ، وتحتاج خطوط الانابيب الى الدفن لحمايتها وتجنبها الاراضي الزراعية والسكنية.