التركيب الحضاري للسكان - التركيب السلالي

وللاختلافات السلالية، والعرقية، والانتماءات الطائفية للشعوب، أثر كبير على قوتها العسكرية. فقد دعی هتلر الى سيادة العنصر الجرماني، وسيطرته على الشعوب الأخرى. وتبعا للنازية الألمانية فان الحربين العالميتين كانتا بسبب الصراع العرقي بين الشعوب الأوروبية. هذا وقد تمكن علماء الأنثروبولوجيا من تصنيف الأجناس البشرية الى ثلاث مجموعات رئيسية هي القوقازية، والزنجية، والمنغولية. ويمتاز اتباع السلالة الواحدة بانتمائهم الى اصل واحد، واشتراكهم في الصفات الجسدية كلون البشرة وشكل الوجه والأنف والرأس. غير ان التزاوج بين اتباع السلالات المختلفة ادى الى اضعاف صفات كل منها، بحيث اصبحت كثير من الصفات الجسدية مشتركة لدى الأجناس الاخرى.

وقد ارتبطت بعض الديانات بالقوميات او الأجناس البشرية، كارتباط الديانة والقومية اليهودية فعلى الرغم من أن اليهود هي معتقد ديني، غير إنها ترتبط بالشعب اليهودي، ويهتم الباحث في الجغرافيا السياسية بدراسة التوزيع الجغرافي للأجناس، لما قد يعكسه الجنس او السلالة على السلوك السياسي للإنسان. فالإنسان هو الذي يصنع القرارات السياسية والعسكرية التي تؤثر على البيئة. وقد ربط البعض بين الذكاء والجنس او المجموعة العرقية. ويرى البعض أن 80% من ذکاء الانسان موروثا ، ويعني ذلك ارتباط الذكاء بالسلالة والعرق. بينما يعتقد البعض ان 40% فقط من الذكاء موروث. في حين يعترض البعض على كون الذكاء موروث، ويصرون على ان مقياس الذكاء يتركز على جانب واحد من جوانب الذكاء والابداع البشري، وبالتالي فلا يمكن اعتماده للتمييز بين الشعوب. ويعتقد هؤلاء أن الذكاء يمكن تحسينه عن طريق التدريب.

فيواجه الزنوج في امريكا تمييزا عنصريا ضدهم استنادا الى اسس ثقافية. في حين يصرح بعض الأمريكيين البيض بان الفروق الانتاجية بين الزنوج والبيض يعتمد على اسس سلالية وليست ثقافية. وقد حصل الزنوج على حقوقهم اسميا في اعقاب الحرب الأهلية الأمريكية التي استمرت بين عامي ١٨٦٣ و ١٨٦٩ ،غير انهم لم يحصلوا عليها بشكل رسمي الا في عام ١٩٦٤، وقد حصل الزنوج في جمهورية جنوب افريقيا على حريتهم في عام ١٩٩٤، بعد ان سمح لهم بالاشتراك في الانتخابات العامة لرئيس الجمهورية والتي فاز بها ولأول مرة زنجي هو نلسون مانديلا. وقد جاء الانسان الابيض الى جنوب القارة عام ١٦٥٢، واختلط الأوربيون من اصل هولندي مع البوشمن الهوتنتوت من السكان المحليين، وكونوا سلالة جديدة هي سلالة البوير. وعندما استولى الانجليز على ساحل افريقيا الجنوبي في القرنين ١٨ و۱۹، فر البوير للداخل. وخلال فترة سيطرتهم، جلب الانجليز عناصر سلالية وعرقية أخرى تتكون من الهنود والصينين. وبذلك اصبحت جمهورية جنوب افريقيا تتكون من عدة سلالات وأعراق هي: الزنوج، والبيض او القوقازيون الاوربيون، والصينيون او المنغوليون، اضافة الى السلالة الخليطة المكونة من البوير. اما على صعيد الاعراق فتتكون من الهنود والماليزين، والانجليز والهولنديون، اضافة الى البـانـتـوس والكافـــرز Kaffirs ، والهـوتـنـتـوسHottetos الذين ينتمون الى العنصر الزنجي.