المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مملكة «متني» في خطابات تل العمارنة.
2024-07-04
مملكة آشور وخطابات «تل العمارنة»
2024-07-04
آلاشيا «قبرص» في خطابات تل العمارنة.
2024-07-04
لمحة عن ممالك الشرق التي جاء ذكرها في خطابات تل العمارنة (بابل)
2024-07-04
معنى الازدراء
2024-07-04
معنى الخبت
2024-07-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مسؤوليات مختلفة  
  
1115   11:36 صباحاً   التاريخ: 9/11/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص125 ــ 127
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2023 1015
التاريخ: 1-1-2023 994
التاريخ: 25/9/2022 1194
التاريخ: 2023-04-10 1113

إن الإنسان يلتفت إلى مسؤولياته المختلفة في مراحل حياته عندما يقتدر على أن يتوجه بقوة عقله إلى مختلف مسائل الحياة ويميز به الحقائق من الأباطيل. وحينذاك يعرف أنه مكلف بأن يتحمل الأنظمة التي يحمله إياها نظام الحياة، ويتقيد بسلسلة من المقررات القطعية التي يتوقف عليها سعادة الإنسان وتكامله فيها، وبكلمة أن يوفق بين سلوكه والحوائج الحقيقية الجسمية والنفسية، أن تحمل المسؤوليات في جميع الشؤون المادية والمعنوية ضرورة يعلنها العقل والوجدان في كل إنسان، ويدعوانه إلى الصبر والثبات في سبيل العمل بها، فذلك أضمن السبل لرقي المجتمع وتقدمه واطراده، ويشجبان جميع العوامل التي تسبب اضطراب نظام الحياة وانحطاط الإنسان فيها. أن للإحساس بالمسؤولية أثراً كبيراً في تربية الفضائل الأخلاقية والمعنويات، وليست المسؤولية عبودية بل هي الحرية الواقعية والحقيقية، وهي ترسم له خطط سلوكه طبق النظام الأصلح. وهي تمتد مدى الحياة بأشكال مختلفة في مختلف نواحيها. وإنما يصح ان يؤاخذ الإنسان ويسئل عما فعل فيما إذا كان متمكناً ومستعداً لتحمل مسؤولياته.

إن عدم الالتزام بالمسؤولية والتجاوز عن حدودها تغافل عن قواعد الحياة، وهو مقدمة الشقاء والانحطاط، فلا ذنب أكبر من تناسي التكاليف والوظائف والانقطاع عن القيود اللازمة بحجة الحرية الفردية المطلقة. إن فقدان الإحساس بالمسؤولية أضر داء معد في المجتمع، فإنه يولد التضاد بين أفراده ويسبب ظهور الاختلافات. فلا بد من أن نمنع سحق التكاليف في سبيل تحقيق الشهوات. أما الأسرى في قيد الشهوات فهم يرجحون آمالهم وأمانيهم ومنافعهم الشخصية على العمل بالوظائف والتكاليف، وهذا هو منشأ سقوطهم وانحطاطهم وترديهم، فلن يبلغ هؤلاء صعيد التكامل الانساني أبداً.

يقول الدكتور كارل: (أن إنساناً يحسب نفسه مطلق العنان لا يشبه البازي المتجول في الفضاء اللامحدود، بل هو أشبه بكلب هرب من مسكنه وصادف أن جره حظه إلى شارع مزدحم يتجول فيه بين السيارات من هنا إلى هناك، إن ذلك الإنسان أيضاً يستطيع أن يكون كهذا الكلب يعمل بهواه فيذهب حيث يشاء، ولكنه أضل من هذا الكلب إذ أنه لا يدري أين يذهب وكيف يتخلّص من المخاطر المحيطة به

إننا نعرف أن الطبيعة لها قوانين تحكمها وتسيرها، فيجب علينا أن نفكر أن حياة الإنسان أيضاً يجب أن تكون محكومة تحت سلسلة من المقررات والأصول. ولكننا كأننا نحسب أنفسنا أحراراً عن الطبيعة في استقلال كامل، فنحب أن نعمل بما نريد، ولا نريد أن نفهم أن قيادة الحياة ليست بأقل من قيادة السيارة من حيث وجوب الالتزام ببعض القوانين. كأننا اليوم نظن أن المصير الحقيقي للإنسان ليس إلا الأكل والشرب والنوم والنكاح، وامتلاك سيارة، وراديو وسينما، ورقص، وثروة، ونرى أن الناس يتنعمون بحياتهم بين تبوغ أنواع السجاير ونشوة السكر من الخمرة).

إن الالتزام بالنظام ضروري للمجتمع البشري، ولا يحصل ذلك إلا برعاية بعض المقررات بصورة مستمرة. فمن كان معتمداً على قواه الذاتية وهمته الشخصية نظر إلى حقائق الحياة بنور العقل والمنطق وتمكن بذلك من تحمل المسؤوليات المختلفة، فهو ينظم برنامج حياته وفقاً لأصول الصدق والحق، ويستقبل ما عليه من التكاليف بالوظائف برحابة صدر، فإذا فشل في شيء من ذلك كان معتزاً بنفسه ايضاً إذ أن هذا الفشل لم يحصل إلا من العمل بمسؤولياته.

إننا يجب علينا أن نفتش عن السعادة في الفرحة الحقيقية، وهي والطمأنينة تسعفان اولئك الذين يعملون دائماً بنداء وجدانهم، إن رضا النفس وارتياح الفكر والضمير لهو خير جزاء يتلقاه العاملون بوظائفهم، إن هذا الإحساس المفرح والمبهج لا ينشأ إلا من عمق أرواح العاملين بوظائفهم وتكاليفهم في الحياة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.