أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-22
1091
التاريخ: 17-2-2022
2103
التاريخ: 22-12-2020
2309
التاريخ: 27-3-2019
2729
|
غالباً ما يحصل العنف لغرض فرض الهيمنة والتسلط على الآخرين ويسعى المرء في ظله من حيث يشعر أو لايشعر، لأن يهب لحياته معنى وقيمة يكسبها الخير والسعادة وإن اخطأ السبيل الى ذلك.
وما اكثر الاماني التي ينشد الانسان نحوها بقوة ويأمل المتخلف عنها حين يجد السبل المؤدية اليها موصدة بوجهه ان يجد طريقه إليها بنحو وآخر. ان الذين لايجدون في انفسهم القدرة الكافية على التحمل يندفعون دون ارادة منهم بكل الاتجاهات ويقدمون على أي فعل من أجل التعجيل في الوصول الى الهدف.
ان استعمال العنف يجلب السكينة لمن يبحثون عن سبيل لتحقيق اهدافهم، لان العنف ينتج عنه أحدى الأمرين:
إما ارغام المقابل على الرضوخ للشيء المطلوب، وبذلك يكون هدف الشخص قد تحقق، وإما التنفيس عن عقدته وغضبه وهذه المسأله بحد ذاتها تؤدي الى تسكين حالته.
ومن اهداف العنف تحقيق السعادة والنجاح، والا فلا موجب لإستعماله بالنسبه للذين يتمتعون بمقدار كاف من السعادة والنجاح في حياتهم. والطفل الذي يحصل من والديه على مقادير كافية من النقود ويرى ان رغباته متحققه لايجد سبباً يدعوه الى المشاكسة والعناد، لكن من لا يجد سبيلاً لتحقيق رغباته في هذا المجال يلجأ الى اسلوب العنف.
حالات ظهوره
لا يظهر العنف لدى الفرد الا اذا تعرضت مصلحته الى الخطر، وتهددت رغباته في الحياة. ونلاحظ هذه الحالة بوضوح لدى الأطفال بشكل خاص حيث تظهر الوداعة والهدوء والارتياح عليهم ما دامت الأمور تجري وفق رغباتهم ولايجدون ما يحول دونها، لكنهم ما أن يلاحظوا أن هناك من يعترض سبيلهم أو يشعرون أنه يحول بينهم وبين ما يرغبون في تحقيقه ينفعلون ويستعدون للشجار والعنف ويعبرون عن رد فعلهم على ذلك بالغضب، وكذلك الذي يتعرض لضغوط وعقد نفسية يسعى الى تفريغ عقدته بأية ذريعة.
ازدياد العنف
اولا: يزداد العنف لدى الذكور أكثر منه لدى الإناث. فيتخذ الطابع الهجومي القوي عند الذكور، بينما يتخذ لدى الإناث طابع الهدوء والاستسلام اكثر.
ثانياً: ان الاطفال الذين لم ينالوا قسطاً كافياً من العطف والحنان وعاشوا انواعاً من الحرمان في حياتهم، أكثر عرضة للاصابة بهذه الحالة من غيرهم كما وتشير التحقيقات العلمية بهذا الشأن الى ان العنف يزداد عند الانماط التالية:
-عند اولئك الذين لم ينالوا قسطاً كافياً من العناية الصحية.
- عند اولئك الذين يعانون من الوساوس والقلق والاضطرابات.
-عند اولئك الذين ليسوا أهلاً لارادة شؤون انفسهم، ويعجزون عن السيطرة على تصرفاتهم.
- عند اولئك الذين يعانون من امراض مزمنة ولا قدرة لهم على تحمل أوضعهم.
-عند الأشخاص الذين ينظرون الى الحياة نظرة اشمئزاز، ويسيئون الظن بالآخرين.
- عند الأشخاص الذين يعيشون في اجواء النزاع والشجار المستمر سواء في بيوتهم أو في مواضع أعمالهم.
- عند اولئك الذين يتصورون ان حياتهم في خطر، وانهم على وشك النهاية.
-وعند اولئك الذين يرون ان شيئاً عزيزاً جداً لديهم يوشك ان يفقد.
أعراض العنف
مع أنه من الصعب ملاحظة هذه الحالة وتمييز الشخص العنيف عن غيره في كثير من الحالات، الا انه يمكن في ذات الوقت تشخيصها لدى كثير من الناس من خلال الملامح التي ترتسم على وجوههم وهيئاتهم خصوصاً عندما يواجهون مسألة يكرهونها ومن هذه الملامح: حدة النظر، والعظ على النواجذ وانعقاد الجبين، وانتفاخ الاوداج، واتخاذ وضع التهيؤ للهجوم والانتفاض.
وعند الاستعداد لممارسة العنف، يعض الشخص شفتاه، وقد يحبس أنفاسه أحياناً لكي يقوم بحركة ينقض بها على خصمه وينفس بواسطتها عن عقدته ومثل هذا الشخص، لايكون في وضع طبيعي حين القيام بذلك، ويرافق حالته شدة درجة النبض وارتفاع ضغط الدم، واشتداد سرعة التنفس، وتقلص عضلات الجسم، والقلق والاضطراب، والاختلال في عمل الجهاز الهضمي، وفقدان الشعور الى درجة لا يحس معها بألم الصدمات التي يتعرض لها.
مضار العنف
بالاضافة الى ذلك، فقد يتسبب العنف في الأضرار بنفس الشخص وبالآخرين. فالاضرار التي تلحق بنفس الشخص في هذا المجال، هي الآثار والاعراض التي ذكرناها آنفاً اما بالنسبة للآخرين الذين يوجه اليهم العنف، فإنهم يكونون عرضة للضرب، والايذاء، واللوم والتحقير، والاستهزاء و... الخ من الممارسات العنيفة.
فوائد العنف
ليس العنف شراً خالصاً أو ضرراً مطلقاً في كل الأحوال بل انه يحتوي على بعض النقاط الايجابية والمفيدة أيضاً.
فمن الناحية الخلقية، لاتوجد بالأساس غريزة سيئة بذاتها، بل كل الغرائز تصب في مصلحة الانسان في المحصلة النهائية أما الاضرار المتأتية من هذه الغرائز، فإنها تحصل فقط في الحالات التي تتجاوز فيها الغريزة حد الاعتدال بسبب عدم السيطرة عليها أو استثمارها وفق الضوابط والمعايير العقلية. ومن هنا، يمكن القول ان وجود العنف قد يلجأ إليه لعدة اعتبارات منها:
-الحفاظ على النفس والدفاع عنها.
-الحفاظ على بقاء النوع الانساني من خطر الاعداء.
-ضمان النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة.
-الوقوف بوجه كل ما هو قبيح وغير عقلائي.
-الحفاظ على النظام وبقاء المجتمع الذي نعيش فيه.
-وبالتالي من أجل الدفاع عن الوطن والمبدأ والعقيدة وصيانة العرض.
ضرورة ضبط الحالة
المهم هو ترويض هذه الحالة أو الغريزة وليس القضاء عليها؛ فنحن لسنا بصدد اخمادها والقضاء على آثارها، أو تهذيب الطفل منها، اذ اننا لا نبغي جعل الطفل شخصاً خاملاً لا يكترث لشيء بل لابد من وجود قسم من هذه الانفعالات والتوترات العصبية من أجل ان نثبت بواسطتها انسانيتنا. وندافع عن حرياتنا، لنزيل الموانع والعقبات التي تعترض سبيلنا.
اننا نعتقد ان للعنف، في مواقف كثيرة من حياتنا، فوائدا عديدة شريطة ان نسيطر عليه ولاندع زمامه يفلت من ايدينا. ان هذه المسألة بحاجة الى مربي يوجهها توجيهاً صحيحاً ويحذر الاطفال من آثارها وعواقبها الوخيمة.
دور الأسرة
تلعب الاسرة دوراً اساسياً في هذا المجال خصوصاً وإن الطفل يحاول في مرحلة النمو ابراز شخصيته في البيت من خلال التاسي والاقتداء بسلوك والديه وطريقة حياتهما، وكيفية اتخاذ المواقف ازاء مختلف القضايا.
فما لم تتم اصلاح سلوك الوالدين وما لم تتم السيطرة على المشاكل في العائلة وضبطها لايمكن إصلاح سلوك الأطفال. يجب على من لديهم اطفال يتسمون بصفة العنف وتزعجهم هذه الحالة ان يصلحوا اوضاعهم أولاً، ومن ثم يبادرو ثانياً الى الحؤول دون حصول العوامل التي تثير حفيظتهم وتدفعهم الى استعمال العنف.
للأم دور مهم في اصلاح الأولاد؛ فاذا لم تبالغ كثيراً في دلالهم. وبذلت المزيد من الرعاية لمن يتصف بهذه الخصلة منهم فإن كثيراً من الصعاب يمكن ان تحل في حينها. وبالطبع يمكنها أيضاً استشارة ذوي الخبرة والصلاح في شؤون التربية. لأجل التزود منهم باساليب التربية الناجحة ولمعرفة نوع التعامل المطلوب أزاء هذه الحالات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|