المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مملكة «متني» في خطابات تل العمارنة.
2024-07-04
مملكة آشور وخطابات «تل العمارنة»
2024-07-04
آلاشيا «قبرص» في خطابات تل العمارنة.
2024-07-04
لمحة عن ممالك الشرق التي جاء ذكرها في خطابات تل العمارنة (بابل)
2024-07-04
معنى الازدراء
2024-07-04
معنى الخبت
2024-07-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


صرخات الضعفاء أقوى من أسلحة الأقوياء  
  
1133   10:12 صباحاً   التاريخ: 9/10/2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص37ــ40
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-18 864
التاريخ: 2023-02-07 1102
التاريخ: 27-8-2022 1230
التاريخ: 12/11/2022 1502

كلنا يعرف قيمة الصوت، فهو وسيلة النطق، ومن يخسره، فهو يخسر القدرة على التفاهم مع الآخرين، هذه القدرة التي تميز الإنسان عن الحيوان فتجعله يتحكم بصوته، وينظم نبراته ليكون أكثر ملائمة حسب الظروف المختلفة، ويمزج فيه الفكر والعقل ليتحول الصوت المنطوق إلى كلام معقول، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الصوت بحد ذاته سلاح فعال. ويستطيع كل إنسان وبسهولة استخدام هذا السلاح إذا داهمه الخطر، فلو تعرضت لمحاولة اعتداء أو سرقة في الشارع، فإن صرخة قوية منك كافية لرد المعتدين.. وكثيراً ما تنقذ الصرخة حياة صاحبها من موت محتم، وفي كثير من الأحيان تكون أقوى من السلاح لدى الطرف الآخر.

غير أن البعض قد ينسى إمتلاكه لهذا السلاح إلا النساء فإنهن يحسن استخدامه، فكثيرة هي الفتيات اللاتي إستطعن التخلص من المجرمين الذين أرادوا الاعتداء عليهن باستخدام صراخهن فقط، حتى وإن لم يؤدي ذلك إلى اعتقال المعتدين، ولكن أصواتهن كانت كافية لهزيمة المعتدين ودفعهم للهروب.

إن الطفل عندما يولد يرافقه خوفان: الخوف من السقوط، والخوف من الأصوات.. وهذا يعني أن في أعماق الإنسان منطقة يهزها الصوت المرتفع وتدفع به إلى التراجع.

إذن يمكن القول أن اصوتك سلاحك»؟ فاعرف أين، وكيف، ومتى، تستخدمه؟

وقد يظن الضعفاء أن الوحش إذا ساد الغابة فإن على سكانها أن يتحولوا إلى فئران، ولا خيار ثالث لهما.

غير أن الخيارات المتاحة لك كثيرة جداً، فبين القوة والضعف هناك مسافة طويلة من الخيارات التي تنقذ الضعيف وتطير به إلى أعلى القمم، كالعصفور الضعيف الذي لا يتمكن الأسد من إلتهامه لأنه طائر، فعنصر الضعف هنا يوازيه عنصر آخر من القوة حيث يستطيع هذا الكائن الصغير من خلاله أن يتحرك في أجواء أكثر حرية من الأسد وهي أعالي السماء.

والإنسان في أحيان كثيرة يواجه مثل هذه الظروف الصعبة فيتعرض مثلاً للظلم من قِبَل شخص آخر، فإذا سكت عن حقه فلن يساعده الناس للحصول على ذلك الحق، أما إذا صرخ ونادى بحقه فإنه سيكون الأقرب للوصول إلى مرامه.

أما الركون للظلم فهو مصيبة لأنه يعتبر إعانة للظالم على اضطهاده للناس.

وأما تشجيعه والتصفيق له فإنه يعد مشاركة صريحة له في ظلمه بدعمه والوقوف إلى جانبه.

وخاطئ من يظن أن على المظلوم أن يسكت على الظلم، وينسى قوة الصرخة الشجاعة المرهبة لقلوب الظالمين والمؤنسة لصدور الفقراء والمساكين..

ألا ترى كيف أن كل صرخات الحق في التاريخ تتردد أصداؤها حتى الآن في التاريخ؟

حقاً إن صرخات الضعفاء أقوى من كل أسلحة الأقوياء. وهي من نعم الله المتوفرة لجميع الناس في كل وقت وزمان.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.