أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-06
![]()
التاريخ: 2023-07-14
![]()
التاريخ: 2024-03-03
![]()
التاريخ: 2024-05-28
![]() |
الحجرة الأولى: لم يوجد في النصف الجنوبي من الحجرة رقم واحد إلا أثر واحد وهو تمثال مجيب بسيط الصنع وُجد ملقًى في أحد الشقوق التي في الجدار الجنوبي.
والقسم الشمالي من الحجرة يشغله تابوت كبير من الجرانيت يشبه تابوت «أوسركون» غير أنه أصغر منه بقليل، وغطاؤه قد نُحت في تمثال عظيم من الجرانيت، اتضح بعد محو الجص الذي كان يغطي هذا الغطاء أنه «لرعمسيس الثاني»، ولم يوجد في صندوق التابوت الذي وجد مثقوبًا غير العظام التي كانت في حالة سيئة، وعلى الرغم من أن الحجرة لم تكن تحتوي في داخلها أي شيء فلا بد من أن نعترف بأن الأدوات الجنازية التي وجدت في خارجها بالقرب من الثقب الذي عمله اللصوص كانت في الأصل موضوعة في هذه الحجرة، وهي ما يأتي: ثلاث أواني أحشاء من المرمر عارية من النقش، وغطاء واحدة منها في صورة رأس كلب (Pl. LIV)، وعلى آخر برأس صقر.
ووُجدت قطع من تماثيل مجيبة تشبه التي وجدت مع الملك «أوسركون»، وكذلك قطعة من تمثال مجيب مهشمة يقرأ عليها بصعوبة الطغراء الأول للملك «شيشنق الثالث» بن «باستت» (Fig. 25)، ولا بد أن نذكر هنا أن «شيشنق» بن «باستت» قد مثِّل على الجدار الفاصل في الحجرة الأولى من هذه المقبرة، ومن الجائز أن المومية التي وُضعت في التابوت هي «لشيشنق» بن «باستت» وهو الذي وجد اسمه على التمثال المجيب، وكذلك على الجدار الفاصل في الحجرة الأولى، ومن ثم نعلم أن هذا الملك قد أقام لنفسه مدفنًا خاصًّا، ومع ذلك يجب ألا يغيب عن الذهن أن الملك «أمنمأبت» الذي أقام المقبرة رقم أربعة لنفسه كان قد نُقل بعد دفنه بقليل إلى الضريح الذي كان قد جهزه «بسوسنس» لأمه «موت نزمت»، وعلى ذلك فإن المومية إذ لم تكن «لشيشنق» فلا بد أن تكون لواحد من معاصريه.
الحجرة الثالثة: تدل الظواهر على أن الحجرة الثالثة كان مثلها كمثل الحجرة الأولى؛ قد حُوِّلت إلى ضريح بعد موت «أوسركون»، والتابوت المصنوع من الحجر الرملي الذي فيها قد نزل من سقفها، وصندوق هذا التابوت مستطيل، وسطحه ينقسم طبقتين؛ فالطبقة السفلى مزينة بأربعة أبواب كاذبة على جانبه الطويل، وباب واحد على جانبه الصغير، أما أربعة الجوانب التي في الطبقة العليا فمزينة بإطار يشبه حزم اليراع، وفي هذا الإطار من الجهة اليسرى نقش سطر أفقي في الجزء الأعلى وأربعة أسطر عمودية أيضًا، وعلى اليسار من السطر العمودي رسمت عينان ليرى بها كما يرى الإله نفسه، ومن هذه النقوش أمكن معرفة صاحب هذا التابوت الأصلي، وهاك الترجمة:
قربان يقدمه الملك «لأوزير» سيد «إتي-حري إب-تاش»، ليعطي وجبة جنازية من خبز وجعة وثيران وطيور وبخور وعطور وملابس وكل شيء طاهر يعيش منه الإله لروح (كا) حامل الختم «أميني» المبرأ.
و«أميني» هذا مبجل عند أربعة الآلهة: «أمست» و«جب» و«تفنوت» و«دواموتف». ويدل شكل التابوت وزينته ونقوشه على أنه من عهد الدولة الوسطى، ويعضد هذا الرأي أن تابوت الملكة «نفرت-حنوت» زوج الملك «سنوسرت الثالث» يشبه التابوت الذي نحن بصدده الآن، واسم «أميني» كان شائعًا في الدولة الوسطى، أما الاسم الجغرافي «إتي حري-إب-تاش» فيعني «الملك الذي في وسط بحيرته»، وهذا يعيد إلى الذاكرة البناء الذي أقامه «أمنمحات الثالث» في «بياهموا» الواقعة في وسط «الفيوم»، ومن ثم نعلم أن هذا التابوت قد اغتصبه ملك من أحد موظفي الدولة الوسطى ليكون مثوًى لموميته، ويمكن التنبؤ بأن هذا الملك هو «تاكيلوت الثاني» الذي يلقب «حز خبر رع» «تاكيلوت»، ولم يَرَ هذا الملك المغتصِب ضرورة لمحو اسم صاحب التابوت الأعلى الذي كانت تغطيه الرمال من جهاته الأربع، واكتفى بنقش اسمه تحت الغطاء وعلى الجانبين الصغيرين من جوانب الصندوق بالمداد، هذا إذا لم يكن الملك قد توفي فجأة وأُتيَ له بهذا التابوت بسرعة، وكتب اسمه بالمداد وترك ما عليه من نقوش قديمة، وبخاصة أنها كانت مختفية تحت الرمل الذي يغطي جوانب التابوت.
و«تاكيلوت الثاني» هذا هو ابن الملك «أوسركون الثاني» من صلبه، أنجبه من زوجة لم تكن الزوجة الملكية الكبرى الشرعية «كارعمع» (راجع L. R. III. p. 351).
وعلى الرغم من أن «تاكيلوت» هذا الذي قنع بأن يُدفن في تابوت مغتصب كان يملك أثاثًا جنازيًّا ثمينًا يعادل الأثاث الذي بقي لنا في مقبرة الفرعون «بسوسنس»؛ غير أنه مما يؤسف له جد الأسف أن كل ما كان ثمينًا فيه قد وصلت إليه يد اللصوص! وكل ما تبقى لنا هو ما يأتي: وُجد بجانب وتحت التابوت إناء ضخم من المرمر، وأربع أواني أحشاء من المرمر، ويبلغ طول الإناء المصنوع من المرمر 60 سنتيمترًا (راجع Pl. XLVI) ونُقِشَ عليه طغراءَا الملك «أوسركون الأول»، وقد وجد كذلك إناءان من المرمر مختومان في صندوق تابوت الملك «بسوسنس»؛ غير أنهما وُجدا خاليين، ومن المحتمل أن هذه الأواني كانت تحتوي على ماء.
ومعظم التماثيل المجيبة (PL. LVI) التي وُجدت لهذا الفرعون كتب عليها: «أوزير» الملك «تاكيلوت»، وهذا المتن كتب بعدم عناية في سطر عمودي على صدر التمثال (راجع Fig. 27)، ولم يوجد إلا تمثال واحد كتب عليه أربعة أسطر وهي: «إن التماثيل تجيب سيدها حاملين الجبل من الشرق حتى الجبل الغربي، ومقدمين طريقًا مجهولًا ليذهب إلى السماء إلى «أوزير» الملك «تاكيلوت».»
وتنقسم تماثيل الملك «تاكيلوت» المجيبة أنواعًا مختلفة من حيث طرازها؛ فمنها اثنان لهما شعر مستعار مسبل ويظهر فيهما وجه «تاكيلوت» مستطيلًا غائر الذقن، وأنفه ضخم، ومن المحتمل أن هذه الميزات كانت خاصة بهذا الفرعون في أثناء حياته. وهناك بعض تماثيل مجيبة لأشخاص آخرين؛ فمثلًا نجد على تمثال اسم «تاشد-خنسو» وهي زوج الملك «أوسركون الأول» وجدة «تاكيلوت».
وكذلك وُجدت ستة تماثيل لشخص يدعى «حور شد-سو» وهو شخص غير معروف، وإنه لمن الصعب أن نحكم إذا كانت هذه التماثيل قد اختلطت بتماثيل «تاكيلوت» عن طيب خاطر، أو وضعت في قبره خطأ، فتمثال الملكة «تاشد — خنسو» قد زاد في عدد الآثار التي من عهد «أوسركون الأول» في مدفن «تاكيلوت الثاني»، وقد كسر اللصوص غطاء التابوت ونهبوا محتوياته، ومع ذلك فإنهم نسوا بعض قطع في قعر صندوق التابوت؛ فمن ذلك قطعة ورق من الذهب قدر راحة اليد، والظاهر أنها من تابوت معدني، وأنها كانت نصيب أحد اللصوص كما شاهدنا مثل ذلك في ورقة أمهرست ليوبولد (راجع مصر القديمة الجزء الثامن).
هذا، وقد وجدت بعض قطع في هيئة مشابك ومربعات وأيد من الذهب مرصعة، وكل هذه القطع لها حلقات صغيرة وقد نظمت مع خرز مستدير أسطواني؛ لتكون شبكة تغطي المومية، وقد وجدت أشياء مثل هذه في تابوت الملك «شيشنق»، ولكنها أكثر عددًا، وقد نظمت هذه الأشياء، وهي معروضة الآن بمتحف القاهرة (راجع Brunton, The bead Network of Sheshonk. Heqa kheper-ra A. S. Tom, XLII p. 187).
هذا، وقد وُجِدَتْ طغراءا الملك «أوسركون الأول» مجهزتين بحلقة من أعلى ومن أسفل؛ لأنهما كانتا تؤلفان جزءًا من صدرية أو سوار.
وكذلك وُجدت قطعتان من جناح، وصل، ومربع من الذهب نقش عليه اسم الإلهة «وازيت»، وهي على الأرجح من صدرية مثل التي وجدناها في مقبرة «بسوسنس» و«أوندباوندد».
وهناك أشياء أخرى مستخرجة بلا نزاع من تابوت «تاكيلوت» سرقها عمال الحفر حديثًا، وبيعت لتجار الآثار (راجع PL. LVI)، وهاك قائمة بها:
(1) لوحة مستطيلة مزينة بطغراءي الملك «تاكيلوت الثاني».
(2) ثلاث طغراءات باسم الملك «أوسركون».
(3) لوحتان مربعتان مُحَلَّاتان بجعران.
(4) علامة تيت (تمثال) وصلٌّ على رأسه قرص الشمس، وزهرة بشنين، وثلاث راحات أيدٍ، وكل هذه الأشياء لها حلقات لتنظم فيها.
وقد كان من جرَّاء تداول هذه القطع المدهشة في أيدي اللصوص أنْ قُطِعَ الخيط والشبكة التي كانت منظومة فيها، وهكذا نرى أن اللصوص القدامى قد فقدوا جزءًا من غنيمتهم لتقع في أيدي اللصوص الأحداث على مرأًى من المشرفين على أعمال الحفر.
هذا، ويدل الظاهر على أن «تاكيلوت» لم يترك شيئًا تشتهيه نفسه إلا وضعه في تابوته الذي اغتصبه من أحد رجال الدولة الوسطى، وها هو ذا بدوره تُغتصب منه حُلِيُّه وأثاثه الذي كان يعتز به كما كان صاحب التابوت الأصلي الذي ثوى فيه هذا الفرعون يعتز به.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|