أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2021
2191
التاريخ: 10-1-2019
2234
التاريخ: 23/9/2022
1729
التاريخ: 31-1-2016
2516
|
نظرية النويات المتعددة
هي أحدث من النظريتين السابقتين قدمها اثنان من الجغرافيين هما هاريس وأولان HARRIS & ULLMAN في عام 1945م، وبناء علي رأي هؤلاء أن المدن تظهر اتجاها في النمو حول عدد من النوايا المتميزة، أي أنها لا تنمو في مركز واحد من المدينة، وأن تجميع استخدامات الأرض المتخصصة حول هذه النوايا قد شجعته عوامل عديدة منها أن بعض النشاطات التجارية أو الصناعية ترتبط بغيرها ارتباطا وثيقة مما يتطلب وجودها في منطقة واحدة، ومثال لذلك تجميع صناعة الملابس في المناطق الداخلية ، ويعكس عدد النوايا في المدن التطور التاريخي الذي يختلف من مدينة إلى أخرى ، ولكن بوجه عام كلما كبرت المدن في مساحتها العمرانية أو زادت في أحجامها السكانية كلما أدي هذا إلي تعدد النوايات المركزية التي تتجمع من حولها مناطق استخدامات الأرض المختلفة، وفي عام 1945 طور هاريس واولمان HARRIS AND ULLMAN نظرية " النوايات المتعددة " لتفسير النمو الحضري ، وتفترض هذه النظرية أن نمو المدينة يتم مبدئية من خلال تطوير استخدامات الأرض حول نواة معينة، أو نوايات عدة، وليس بالضرورة حول مركز المدينة، وتقوم هذه النوايات كنتيجة للهجرة إلي منطقة النواة، أو لقيام صناعة متخصصة فيها، أو أي أمر آخر يساعد علي قيام حياة معينة، ولقد حدد هاريس واولمان أربعة عوامل تتداخل وتعمل معا لتكوين النواة ، وهذه العوامل هي:
1- الطبيعة المتخصصة التي تتطلبها بعض الأنشطة فالمتاجر الكبرى مثلا يجب أن تكون ذات منفذية عالية بالنسبة للعملاء ، والصناعة تتطلب مساحات واسعة من الأرض الرخيصة.
2- ميل الأنشطة المتشابهة للتجمع وبهذا الأسلوب فإن المحلات تستفيد من ارتفاع عدد العملاء المحتملين ويستفيد العملاء من إمكانية مقارنة السلع والأسعار في عدة محال قبل الشراء مثل محلات صياغة الذهب.
3- التناقص بين بعض الأنشطة وتباعدها الطبيعي مثل الصناعة والسكن الراقي حيث تحتم كل منهما تباعد الأخرى.
4- اختلاف قدرات الأنشطة المختلفة في دفع إيجارات عالية واسعار مرتفعة للعقارات حيث أن المحال التجارية الكبرى فقط هي القادرة على دفع قيم عالية للمواقع الممتازة في مركز المدينة بينما المستودعات الكبيرة الرخيصة أسعار سلعها تحتج لمساحات كبيرة غير عالية القيمة.
تبنى هذه النظرية الباحثان هارس وادوارد المن حيث افترضا أن المدن الكبرى تتكون من عدة نوايا وأن لكل نواة وظيفة معينة تختلف عن وظائف النوايا الاخرى وقد افترض الباحثان أن أهم العوامل التي تؤدي إلى ظهور النوى في المدن هي :
1- بعض النشاطات الاقتصادية تقتضي وجود خدمات خاصة فمثلا تجارة التجزئة تقتضي سهولة في الوصول إلي مكان هذه التجارة ، أو الصناعة تحتاج إلي أراضي واسعة ، كما تحتاج إلي خدمات السكك الحديدية.
2- إن هذه النشاطات تتجمع معا لتستفيد من خدمات بعضها البعض كما هو الحال في المنطقة المركزية.
3- إن بعض النشاطات لا يمكن أن تجتمع مع بعضها علي صعيد واحد، ومن ثم لا يمكن أن تتجاور معا ، مثلا البضاعة الثقيلة لا يمكن أن تتجاور مع المناطق السكنية لذوي الدخل العالي ، ولهذا ينشأ كل منها في منطقة بعيدة عن الأخرى علي شكل نواة مستقلة ، و أن بعض النشاطات الاقتصادية كالمستودعات وتجارة الجملة مثلا تحتاج إلى مناطق واسعة ولذا لابد لها من أراضي رخيصة، لذا نجد أنها تتجمع في المناطق ذات الأثمان المنخفضة في المدينة.
4- الاعتماد المتبادل بين بعض النشاطات والمؤسسات وحاجتها الى التقارب من بعضها البعض فالمنطقة الصناعية تحتاج الى مساحات واسعة فضلا عن طرق المواصلات السهلة.
5- نشاطات أخرى تميل الى التقارب من بعضها البعض بسبب المنفعة المتبادلة فيما بينها مثل ميل مخازن بيع المفرد الى التكتل في منطقة واحدة للاستفادة من بعضها البعض.
6- بعض النشاطات لا تنسجم مع البعض الآخر مثل الصناعات الثقيلة ودور السكن.
7- ارتفاع الايجار والسعر العالي للأرض قد يؤدي الى طرد بعض المؤسسات التي لا تستطيع دفع الايجار المطلوب بسبب قلة دخلها فتختار المواقع المناسبة لها في منطقة معينة وتظهر على شكل نوى في المدينة. كما أوضح مكنزي أساس هذه النظرية ، حيث أدعى بأن المدن الكبرى غالبا ما تتكون من عدد من النوى ( جمع نواة ) أو المراكز الثانوية بالإضافة إلى المركز الرئيسي أو المنطقة التجارية الرئيسية ، ومن ثم وسع هذا المفهوم من قبل جانسي هرس C.D. Harris وأدور المن E.L. Ullman عام 1945، وأشار الباحثان أن هذه النوى أو المراكز المتعددة تنشأ نتيجة إلى:
1- وجود مراكز استيطان منفصلة منها بمركز تجاري منفصل أو مركز لفاعلية أخرى ، ثم ما برحت أن امتلأت الفراغات التي تفصل بين هذه المراكز، إلى أن اتصلت جميعها مكونة منطقة مدنية واحدة ذات بؤرات متعددة.
2- إن نموذج النويات المتعددة يقترح أن المدينة لا تنمو في أسلوب حلقي أو قطاعي ولكن في شكل خليات حيث تتطور أشكال معينة من استخدام الأرض حول نويات معينة فيمكن مثلا لصناعة ثقيلة أن تنمو في موقع منخفض في واد وأن تتطور صناعة خفيفة على طول طريق رئيسي أو سكك حديدية والسكن الراقي في أرض مرتفعة.
3- نشوء مراكز جديدة في الضواحي ، وهذه المراكز تتميز ببورات مستقلة إلى حد ما، ومن مجموع هذه المراكز المختلفة يتكون الحيز المدني الكبير ، إن هذه البورات أو المراكز تظهر واضحة.
4- أن نموذج النويات المتعددة يقترح أن المدينة لا تنمو في أسلوب حلقي أو قطاعي ولكن في شكل خليات حيث تتطور أشكال معينة من استخدام الأرض حول نويات معينة فيمكن مثلا لصناعة ثقيلة أن تنمو في موقع منخفض في واد وأن تتطور صناعة خفيفة على طول طريق رئيسي أو سكك حديدية والسكن الراقي في الأراضي المرتفعة .
إن عدد النوى أو المراكز ووظائفها يختلف من مدينة إلى أخرى، ففي كل مدينة لا بد من وجود منطقة تجارية مركزية ، أما بقية المجموعة فريما تكون مناطق للبيع بالجملة أو الصناعة أو مناطق ترفيهية أو حكومية إلى غير ذلك ، هذا وإن بعضها على شكل حي جامعي أو مراكز خارجية ثانوية للبيع بالمفرد، أما الضواحي فاغلبها إما س كنية أو صناعية أو ترفيهية.
وقد توصل هذان الباحثان أيضا إلى أن بعض النوى أو المراكز تظهر في الأدوار الأولى من نشأة المدن ، فمثلا وجدت لندن الكبرى على أساس نواتين هما مدينة لندن ووستمنستر ، الأولى كمركز سياسي - إداري، والثانية كمركز تجاري – مالي.
وقد كان تفسير استخدام الأرض وتوزيعه في داخل المدن والمراكز الحضرية موضوع اهتمام بعض العلماء والباحثين في ميادين علوم المدن خاصة في دول غرب أوربا والولايات المتحدة الأمريكية وعلي رأس هؤلاء دافئ M.R. Davie وذلك في دراسته المقارنة لاستخدامات الأرض الوظيفية في أكثر من عشرين مدينة أمريكية حيث وجدت بعض الملامح الرئيسية المميزة لاستخدام الأرض في المدن تكون علي النحو التالي:
1- المنطقة التجارية المركزية.
2- منطقة مؤسسات تجارة الجملة والصناعات الخفيفة.
3- منطقة سكنية ذات دور واطئة النوعية.
4- منطقة سكنية آت ور متوسطة النوعية.
5- منطقة سكنية ذات دور عالية النوعية.
6- منطقة الصناعات الثقيلة.
7- منطقة تجارية خارجية.
8- منطقة الضواحي السكنية.
9- منطقة الضواحي الصناعية.
المناطق السكنية من الدرجة الأولي والثانية: تقع في أكثر من مكان واحد داخل حدود المدينة. ويظهر من النظريات الثلاث السابقة أنها كانت تعكس واقع استخدامات الأرض الوظيفية في بعض المدن العالمية خلال تلك الفترة الزمنية القديمة إذ أن عمر بعضها يزيد علي أكثر من خمسين عاما خاصة وأن المدن الأوربية والأمريكية التي صاحبت التنمية الاقتصادية والتطور الصناعي كانت لا تزال في مراحل تطورها العمراني الأول لذلك فإن النظريات السابقة كانت تتناسب مع ظروف تلك النشأة القديمة، إلا أن النمو العمراني وتطور المدن الكبرى والذي بدأ يزحف إلي معظم دول العالم خاصة المتقدمة أدي إلي تطور المدن بصورة مذهلة حتى وصلت في أحجامها إلى المدن المليونية والعالمية والعملاقة التي وصلت معظمها و عدد سكانها إلي اكثر من عشر مليون نسمة، بل تعدي هذا خاصة في العواصم العالمية الدولية العملاقة .
وعلي ذلك فقد ظهرت مجموعة عديدة من نظريات توزيع مناطق استخدامات الأرض في المدن وتطورت وتعدلت مع التجديد المتزايد في تخطيط المدن وتحديثها خاصة مع بداية منتصف القرن العشرين حيث التقدم العلمي والتكنولوجي في أساليب البناء، ومناهج تخطيط المدن ووسائل تشييد وقيام المدن الجديدة، وما صاحب ذلك من الامتدادات الرأسية والتوسع العمودي في المباني واختلاط مناطق استخدامات الأراضي خاصة التجارية والسكنية ومناطق الخدمات الاجتماعية والترفيهية مع النمو السريع للأحياء الجديدة والمدن والضواحي التابعة للمدن الكبرى.
وقد أصبح من الصعوبة حصر النظريات والقواعد التي تقوم عليها مناطق استخدامات الأرض الوظيفية داخل المدن العالمية نظرا للاختلاف الواضح في نشأة المدن وتطورها العمراني في مختلف دول العالم، واصبحت تلك النظريات الثلاث الأولي لا تجد قبولا ولا أساسا في توزيع استخدامات الأراضي، واصبحت تمثل حقيبة تاريخية قديمة في مجالات توزيع مناطق استخدامات الأرض في المدن العالمية خاصة بين دول العالم المتقدمة .
وكلما اتسع حجم المدينة كلما زاد عدد النوى فيها، أما العوامل التي تؤدي إلى ظهور النوى المتعددة المنفصلة فهي:
1- إن بعض النشاطات تتطلب متطلبات متخصصة وكمثال على ذلك أن منطقة البيع بالمفرد تحتجز منطقة كبيرة من قلب المدينة يمكن الوصول إليها ومنطقة الميناء تكون على جهة مائية ملائمة والمنطقة الصناعية تكون ممتدة على مساحة
كبيرة من الأرض والماء أو على منطقة السكك الحديدية.
2- يحتمل أن تكون النشاطات متجمعة سوية وذلك للحصول على الفائدة من هذا التقارب فمنطقة البيع بالمفرد تستفيد من هذا التجمع الذي يزيد من تركز أكبر عدد ممكن من الزبائن ، وهذا يعمل منافسة في التسوق، كما أن المراكز المالية والدوائر الحكومية تعتمد على سهولة المواصلات فيما بينها وبين الدوائر الرسمية في المنطقة.
3- بعض النشاطات لا ينسجم مع البعض الآخر مثل عدم الانسجام بين الصناعات الثقيلة ودور السكن ، إن هذا التنافر بين المؤسسات يؤدي إلى تكتل الصناعات والمناطق السكنية في مراكز ونوى معينة.
4- ارتفاع الإيجار أو السعر العالي للأرض قد يؤدي إلى طرد بعض المؤسسات التي لا تستطيع دفع الإيجار المطلوب بسبب قلة دخلها ، فتختار الموقع المناسب لها في منطقة معينة وتظهر على شكل نوي في المدينة .
لقد وصف هرس واولمن عددا من المناطق التي تطورت حول النواة في عدد من المدن حيث أن المنطقة التجارية المركزية هي بؤرة التنقلات السهلة وتصلح أن تكون نواة وربما تضم عدة نوى مثل المنطقة المالية والبيع بالمفرد ومنطقة المسارح، وأن البنايات الحكومية غالبا ما تتجمع قرب مركز المنطقة التجارية.
بينما منطقة الصناعات الثقيلة تتطلب أن تكون خارج المركز أي على الحافة الخارجية للمدينة، أما المناطق السكنية فلها متطلباتها الخاصة ، فالمنطقة السكنية الراقية يجدر أن تكون قائمة على أرض جيدة التصريف وبعيدة عن السكك الحديدية، وأما المنطقة ذات الدور الواطئة فغالبا ما تقع بالقرب من المعامل وطرق السكك الحديد .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|