أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3086
التاريخ: 10-04-2015
4046
التاريخ: 30-3-2016
3055
التاريخ: 5/10/2022
2087
|
* هو الإمام عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) رابع أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وجدّه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصيّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وأوّل من أسلم وآمن برسالته ، وكان منه بمنزلة هارون من موسى ، كما صحّ في الحديث عنه[1].
وجدّته فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وبضعته ، وفلذة كبده ، وسيّدة نساء العالمين كما كان أبوها يصفها .
* وأبوه الإمام الحسين ( عليه السّلام ) أحد سيّدي شباب أهل الجنّة ، سبط الرسول وريحانته ومن قال فيه جدّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « حسين منّي وأنا من حسين » ، وهو الذي استشهد في كربلاء يوم عاشوراء دفاعا عن الإسلام والمسلمين .
* وهو أحد الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السّلام ) الذين نصّ عليهم النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما ، إذ قال : « الخلفاء بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش »[2].
* وقد ولد الإمام عليّ بن الحسين ( عليهما السّلام ) في سنة ثمان وثلاثين للهجرة ، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين .
* وعاش سبعة وخمسين سنة تقريبا ، قضى ما يقارب سنتين أو أربع منها في كنف جدّه الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ، ثمّ ترعرع في مدرسة عمّه الحسن وأبيه الحسين ( عليهما السّلام ) سبطي الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وارتوى من نمير العلوم النبوية ، واستقى من ينبوع أهل البيت الطاهرين .
* برز على الصعيد العلمي إماما في الدين ومنارا في العلم ، ومرجعا لأحكام الشريعة وعلومها ، ومثلا أعلى في الورع والعبادة والتقوى ، واعترف المسلمون جميعا بعلمه واستقامته وأفضليّته ، وانقاد الواعون منهم إلى زعامته وفقهه ومرجعيّته .
* كان للمسلمين عموما تعلّق عاطفي شديد بهذا الإمام ، وولاء روحي عميق له ، وكانت قواعده الشعبية ممتدّة في كلّ مكان من العالم الإسلامي ، كما يشير إلى ذلك موقف الحجيج الأعظم منه ، حينما حجّ هشام بن عبد الملك[3].
* لم تكن ثقة الامّة بالإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) - على اختلاف اتجاهاتها ومذاهبها - مقتصرة على الجانب الفقهي والروحي فحسب ، بل كانت تؤمن به مرجعا وقائدا ، ومفزعا في كلّ مشاكل الحياة وقضاياها ، بوصفه امتدادا لآبائه الطاهرين .
ومن هنا نجد أنّ عبد الملك بن مروان قد استنجد بالإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) لحلّ مشكلة التعامل بالنقود الرومية إبّان تهديد الملك الروماني له بإذلال المسلمين[4].
* وقد قدّر للإمام زين العابدين أن يتسلّم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه ( عليه السّلام ) فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأول ، في مرحلة من أدقّ المراحل التي مرّت بها الأمة وقتئذ ، وهي المرحلة التي أعقبت موجة الفتوح الأولى ، فقد امتدّت هذه الموجة بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي ، فزلزلت عروش الأكاسرة والقياصرة ، وضمّت شعوبا مختلفة وبلادا واسعة إلى الدعوة الجديدة ، وأصبح المسلمون قادة الجزء الأعظم من العالم المتمدّن وقتئذ خلال نصف قرن .
* تعرضت الأمة الإسلامية في عصر هذا الإمام ( عليه السّلام ) لخطرين كبيرين :
الخطر الأول : هو خطر الانفتاح على الثقافات المتنوعة ، والذي قد ينتهي بالأمة إلى التميّع والذوبان وفقدان أصالتها ، فكان لا بدّ من عمل علمي يؤكّد للمسلمين أصالتهم الفكرية وشخصيّتهم التشريعية المتميّزة المستمدة من الكتاب والسنّة . وكان لا بدّ من تأصيل للشخصية الاسلامية ، وذلك من خلال زرع بذور الاجتهاد .
وهذا ما قام به الإمام علي بن الحسين ( عليه السّلام ) فقد بدأ حلقة من البحث والدرس في مسجد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وأخذ يحدّث الناس بصنوف المعرفة الإسلامية ، من تفسير وحديث وفقه وتربية وعرفان ، وراح يفيض عليهم من علوم آبائه الطاهرين .
وهكذا تخرّج من هذه الحلقة الدراسيّة عدد مهمّ من فقهاء المسلمين ، وكانت هذه الحلقة المباركة هي المنطلق لما نشأ بعد ذلك من مدارس الفقه الإسلامي وكانت الأساس لحركة الفقه الناشطة .
* الخطر الثاني : هو الخطر الناجم عن موجة الرخاء والانسياق مع ملذّات الحياة الدنيا والإسراف في زينة هذه الحياة المحدودة ، وبالتالي ضمور الشعور بالقيم الخلقية .
وقد اتّخذ الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) من الدعاء أساسا هذا الخطر الكبير الذي ينخر في الشخصية الإسلامية ويهزّها من داخلها هزّا عنيفا ويحول بينها وبين الاستمرار في أداء رسالتها . ومن هنا كانت « الصحيفة السجادية » تعبيرا صادقا عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام ( عليه السّلام ) ، إضافة إلى كونها تراثا ربّانيا فريدا يظلّ على مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب ، وتظلّ الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمّدي العلوي ، وتزداد إليه حاجة كلّما ازداد الشيطان للإنسانية إغراء والدنيا فتنة له[5].
[1] صحيح مسلم : 7 / 121 .
[2] إثبات الهداة : 2 / 320 حديث 116 .
[3] اختيار معرفة الرجال : 129 - 132 ح 207 ، والجاحظ في البيان والتبيين : 1 / 286 ، الأغاني : 14 / 75 و 19 / 40 ، وابن خلكان في وفيات الأعيان : 2 / 338 ط إيران .
[4] انظر : دراسات وبحوث للعاملي : 1 / 127 - 137 .
[5] السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدّس سرّه ) في مقدمته للصحيفة السجادية
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|