المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



 الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في سطور  
  
1204   03:26 مساءً   التاريخ: 28/9/2022
المؤلف :  المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص17-20
القسم :

* هو الإمام عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) رابع أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وجدّه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصيّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وأوّل من أسلم وآمن برسالته ، وكان منه بمنزلة هارون من موسى ، كما صحّ في الحديث عنه[1].

وجدّته فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وبضعته ، وفلذة كبده ، وسيّدة نساء العالمين كما كان أبوها يصفها .

* وأبوه الإمام الحسين ( عليه السّلام ) أحد سيّدي شباب أهل الجنّة ، سبط الرسول وريحانته ومن قال فيه جدّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « حسين منّي وأنا من حسين » ، وهو الذي استشهد في كربلاء يوم عاشوراء دفاعا عن الإسلام والمسلمين .

* وهو أحد الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السّلام ) الذين نصّ عليهم النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما ، إذ قال : « الخلفاء بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش »[2].

* وقد ولد الإمام عليّ بن الحسين ( عليهما السّلام ) في سنة ثمان وثلاثين للهجرة ، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين .

* وعاش سبعة وخمسين سنة تقريبا ، قضى ما يقارب سنتين أو أربع منها في كنف جدّه الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ، ثمّ ترعرع في مدرسة عمّه الحسن وأبيه الحسين ( عليهما السّلام ) سبطي الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وارتوى من نمير العلوم النبوية ، واستقى من ينبوع أهل البيت الطاهرين .

* برز على الصعيد العلمي إماما في الدين ومنارا في العلم ، ومرجعا لأحكام الشريعة وعلومها ، ومثلا أعلى في الورع والعبادة والتقوى ، واعترف المسلمون جميعا بعلمه واستقامته وأفضليّته ، وانقاد الواعون منهم إلى زعامته وفقهه ومرجعيّته .

* كان للمسلمين عموما تعلّق عاطفي شديد بهذا الإمام ، وولاء روحي عميق له ، وكانت قواعده الشعبية ممتدّة في كلّ مكان من العالم الإسلامي ، كما يشير إلى ذلك موقف الحجيج الأعظم منه ، حينما حجّ هشام بن عبد الملك[3].

* لم تكن ثقة الامّة بالإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) - على اختلاف اتجاهاتها ومذاهبها - مقتصرة على الجانب الفقهي والروحي فحسب ، بل كانت تؤمن به مرجعا وقائدا ، ومفزعا في كلّ مشاكل الحياة وقضاياها ، بوصفه امتدادا لآبائه الطاهرين .

ومن هنا نجد أنّ عبد الملك بن مروان قد استنجد بالإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) لحلّ مشكلة التعامل بالنقود الرومية إبّان تهديد الملك الروماني له بإذلال المسلمين[4].

* وقد قدّر للإمام زين العابدين أن يتسلّم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه ( عليه السّلام ) فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأول ، في مرحلة من أدقّ المراحل التي مرّت بها الأمة وقتئذ ، وهي المرحلة التي أعقبت موجة الفتوح الأولى ، فقد امتدّت هذه الموجة بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي ، فزلزلت عروش الأكاسرة والقياصرة ، وضمّت شعوبا مختلفة وبلادا واسعة إلى الدعوة الجديدة ، وأصبح المسلمون قادة الجزء الأعظم من العالم المتمدّن وقتئذ خلال نصف قرن .

* تعرضت الأمة الإسلامية في عصر هذا الإمام ( عليه السّلام ) لخطرين كبيرين :

الخطر الأول : هو خطر الانفتاح على الثقافات المتنوعة ، والذي قد ينتهي بالأمة إلى التميّع والذوبان وفقدان أصالتها ، فكان لا بدّ من عمل علمي يؤكّد للمسلمين أصالتهم الفكرية وشخصيّتهم التشريعية المتميّزة المستمدة من الكتاب والسنّة . وكان لا بدّ من تأصيل للشخصية الاسلامية ، وذلك من خلال زرع بذور الاجتهاد .

وهذا ما قام به الإمام علي بن الحسين ( عليه السّلام ) فقد بدأ حلقة من البحث والدرس في مسجد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وأخذ يحدّث الناس بصنوف المعرفة الإسلامية ، من تفسير وحديث وفقه وتربية وعرفان ، وراح يفيض عليهم من علوم آبائه الطاهرين .

وهكذا تخرّج من هذه الحلقة الدراسيّة عدد مهمّ من فقهاء المسلمين ، وكانت هذه الحلقة المباركة هي المنطلق لما نشأ بعد ذلك من مدارس الفقه الإسلامي وكانت الأساس لحركة الفقه الناشطة .

* الخطر الثاني : هو الخطر الناجم عن موجة الرخاء والانسياق مع ملذّات الحياة الدنيا والإسراف في زينة هذه الحياة المحدودة ، وبالتالي ضمور الشعور بالقيم الخلقية .

وقد اتّخذ الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) من الدعاء أساسا هذا الخطر الكبير الذي ينخر في الشخصية الإسلامية ويهزّها من داخلها هزّا عنيفا ويحول بينها وبين الاستمرار في أداء رسالتها . ومن هنا كانت « الصحيفة السجادية » تعبيرا صادقا عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام ( عليه السّلام ) ، إضافة إلى كونها تراثا ربّانيا فريدا يظلّ على مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب ، وتظلّ الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمّدي العلوي ، وتزداد إليه حاجة كلّما ازداد الشيطان للإنسانية إغراء والدنيا فتنة له[5].

 

[1] صحيح مسلم : 7 / 121 .

[2] إثبات الهداة : 2 / 320 حديث 116 .

[3] اختيار معرفة الرجال : 129 - 132 ح 207 ، والجاحظ في البيان والتبيين : 1 / 286 ، الأغاني : 14 / 75 و 19 / 40 ، وابن خلكان في وفيات الأعيان : 2 / 338 ط إيران .

[4] انظر : دراسات وبحوث للعاملي : 1 / 127 - 137 .

[5] السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدّس سرّه ) في مقدمته للصحيفة السجادية




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.