المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05



علم وفضل وعبادة الامام زين العابدين  
  
3987   03:05 مساءً   التاريخ: 10-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص371-375.
القسم :

اخبرني ابو محمد الحسن بن محمد بن يحيى قال : حدثنا جدي قال : حدثني ادريس بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن حسن بن حسن واحمد بن عبد الله بن موسى واسماعيل بن يعقوب جميعا قالوا: حدثنا عبدالله بن موسى عن ابيه عن جده قال :  كانت امي فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) تامرني ان اجلس الى خالي علي بن الحسين (عليه السلام) فما جلست اليه قط الا قمت بخير قد افدته اما خشية لله تحدث في قلبي لما ارى من خشيته لله تعالى او علم قد استقدته منه.

اخبرني ابو محمد الحسن بن محمد العلوي ,عن جده عن محمد بن ميمون البزاز قال: حدثنا سفيان بن عينة عن ابن الاشهاب الزهري قال :  حدثنا علي بن الحسين (عليه السلام) – وكان افضل هاشمي ادركناه - قال: احبونا حب الاسلام مازال حبكم لنا حتى صار شينا علينا .

وروى ابو معمر عن عبد العزيز بن ابي حازم قال: سمعت ابي يقول :  ما رأيت هاشميا افضل من علي بن الحسين (عليه السلام).

اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد بن يحيى، قال: حدثني جدى، قال: حدثني ابومحمد الانصارى، قال: حدثني محمد بن ميمون البزاز، قال: حدثنا الحسن بن علوان، عن أبى على زياد بن رستم، عن سعيد بن كلثوم، قال: كنت عند الصادق جعفر بن  محمد (عليهما السلام)، فذكر أمير المؤمنين على بن أبي طالب (عليه السلام)، فأطراه ومدحه بما هو أهله، ثم قال: والله ما أكل على بن أبي طالب (عليه السلام) من الدنيا حراما قط، حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران قط همالله رضا إلا أجذ بأشد هما عليه في دينه وما نزلت برسول الله (صلى الله عليه واله) نازلة قط إلا دعاه ثقة به، وما أطاق عمل رسول الله (صلى الله عليه واله) من ذه الامة غيره وإن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنة والنار، يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه، ولقد اعتق من ماله الف مملوك في طلب وجه الله، والنجاة من النار مما كد بيديه، ورشح منه جبينه، وإن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة، وما كان لباسه إلا الكرابيس، اذا فضل شيء عن يده من كمه دعى بالجلم فقصه، وما أشبه من ولده ولاأهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من على ابن الحسين (عليهما السلام).

ولقد دخل أبو جعفر – ابنه - (عليهما السلام) عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة مالم يبلغه أحد، فرآه قدا صفر لونه من السهر، ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقد ماه من القيام في الصلوة، فقال أبو جعفر (عليه السلام) فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة عليه وإذا هو يفكر فالتفت إلى بعد هنيئة من دخولي وقال: يابنى اعطنى بعض تلك الصحف التي فيها عبادة على بن أبي طالب (عليه السلام)، فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا ثم تركها من يده تضجرا، وقال: من يقوى على عبادة على (عليه السلام)؟!

وروى محمد بن الحسين قال: حدثنا عبدالله بن محمد القرشي قال: كان على بن الحسين (عليهما السلام) إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذى يغشاك؟ فيقول: أتدرون لمن أتأهب للقيام بين يديه.

وروى عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: كان على بن الحسين ليهما السلام يصلى في اليوم والليلة ألف ركعة، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة.

وروى سفيان الثوري عن عبيد الله بن عبدالرحمن بن موهب قال: ذكر لعلى بن الحسين (عليهما السلام) فضله، فقال: حسبنا أن تكون من صالحي قومنا.

اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد عن جده، عن سلمة بن شبيب، عن عبيد الله بن محمد التيمي قال: سمعت شيخا من عبد القيس يقول: قال طاوس: دخلت الحجر في الليل فإذا على بن الحسين (عليهما السلام) قد دخل، فقال يصلى فصلى ما شاء الله، ثم سجد قال: قلت: رجل صالح من أهل بيت الخير لاستمعن إلى دعائه؟ فسمعته يقول في سجوده: " عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك " قال طاوس: فماد عوت بهن في كرب إلا فرج عنى.

اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد عن جده، عن أحمد بن محمد الرافعي، عن ابراهيم بن على، عن أبيه قال: حججت مع على بن الحسين (عليهما السلام) فالتاثت الناقة عليه في سيرها، فأشار اليها بالقضيب ثم قال آه لولا القصاص؟ ورد يده عنها.

وبهذا الاسناد قال: حج على بن الحسن (عليهما السلام) ماشيا، فسار عشرين يوما من المدينة إلى مكة.

أخبرني ابومحمد الحسن بن محمد قال: حدثنا جدى، قال: حدثنا عمار بن ابان، قال: حدثنا عبدالله بن بكير، عن زرارة بن أعين، قال: سمع سائل في جوف الليل وهو يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الاخرة؟ فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولايرى شخصه: ذاك على بن الحسين (عليه السلام).

وروى عبدالرزاق عن معمر عن الزهري قال: لم أدرك أحدا من أهل هذا البيت، يعنى بيت النبى (صلى الله عليه واله) أفضل من على بن الحسين (عليهما السلام).

اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد، قال: حدثنا ابويونس محمد بن أحمد، قال: حدثني أبى وغير واحد من اصحابنا: ان فتى من قريش جلس إلى سعيد بن المسيب فطلع على بن الحسين (عليهما السلام) فقال القرشي لابن المسيب: من هذا يا ابا محمد؟ قال: هذا سيد العابدين على بن الحسين بن على بن ابي طالب عليهم السلام.

اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد قال: حدثني جدى قال: حدثني محمد بن جعفر وغيره، قالوا وقف على على بن الحسين (عليهما السلام) رجل من أهل بيته فاسمعه وشتمه فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: قد سمعتم ما قال هذا الرجل وأنا أحب ان تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا منى ردى عليه قال: فقالوا له: نفعل ولقد كنا نحب ان تقول له ونقول، قال: فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران: 134] فعلمنا انه لا يقول له شيئا قال: فخرج حتى اتى منزل الرجل، فصرخ به فقال: قولوا له : هذا على بن الحسين، قال: فخرج الينا متوثبا للشر وهولا يشك انه إنما جائه مكافئا له على بعض ما كان منه، فقال له على بن الحسين (عليهما السلام): ياخى انك كنت قد وقفت على آنفا فقلت وقلت فان كنت قد قلت ما في فأنا أستغفر الله منه، وان كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك؟ قال: فقبل الرجل بين عينيه، وقال: بلى قلت فيك ما ليس فيك وانا أحق به.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.