الاتجاه التنظيمي:

ينظر الاتجاه التنظيمي الى المدينة باعتبارها شكلا فريدا من النسق الاجتماعي أو التنظيم يشتمل على تطوير وسائل الاتصال والميكانزمات الاجتماعية والسياسية بما يسمح بانتقال المجتمع من الشكل البسيط إلى صورة أكثر تعقيدا كما أن التحضر معناه تراكم التطور والتعقد النظامي، ويحتوي هذا التعقد النظامي تاريخية على تطور الحكومات المركزية القوية، وتطوير الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية وانتشار الأشكال المختلفة للتنظيمات الرسمية وغير الرسمية كالنقابات واتحادات العمال وروابط اصحاب العمل، فضلا عن التغييرات التي لحقت ببناء وحدات التنظيم القائمة ووظائفها كالأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية، واتساق المكانة، والتدرج الطبقي والتكامل المعياري وبناء القوة وطبيعة الضبط الاجتماعي والبيروقراطية.

لا يقتصر التحضر والنمو الحضري في هذا الاتجاه على مجرد زيادة عدد السكان وارتفاع كثافتهم، أو على تطوير نسق اقتصادي تدعمه تكنولوجيا صناعية متقدمة وإنما يعني في الأساس الاتجاه إلي تنظيمات اجتماعية أكثر تعقيدا ، يشتمل ذلك على تطوير وسائل الاتصال الاجتماعية والسياسية التي تسمح بإمكانية الريط والتنسيق بين مجالات وكيانات متخصصة ومتمايزة ، بعبارة اخرى ، فإن النمو الحضري هو انتقال من المجتمع البسيط إلي صورة أكثر تعقيدا كما أن التحضر معناه تراكم التطور والتعقد النظامي بنفس الدرجة وفي نفس الاتجاه الذي سارت فيه التطورات التكنولوجية ، وفيما يرى ويرث" فكلما زاد عدد السكان وارتفعت معدلات كثافتهم وعظم تباينهم ، عبر ذلك عن المظاهر الحضرية تلك التي تتمثل في ضعف الروابط القرابية واختفاء روابط الجيرة وانهيار الأسس التقليدية للتماسك الاجتماعي وتصبح العلاقات الاجتماعية علاقات غير شخصية وانتقالية ومؤقتة وعابرة وجزئية مما يؤدي إلى أفول العلاقات الأولية ليحل محلها العلاقات الثانوية ويحل الضبط الرسمي محل روابط التضامن، كما أشار روبرت إلى أن التغيرات التي ترتبط بالتحضر قابلة للانتشار الى خارج المدينة، فضلا عن تلك التغيرات التي لحقت بناء ووظائف وحدات التنظيم القائمة بالفعل، كالأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية والتدرج الطبقي وبناء القوة، وانتشار الروابط الطوعية كأهم ما يمكن إن تقاس به درجات التحضر والنمو الحضري من مقاييس أو مؤشرات.