أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-22
291
التاريخ: 18-11-2014
3543
التاريخ: 2023-04-04
1175
التاريخ: 2024-09-02
413
|
قوله - سبحانه - : { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } [هود: 106، 107].
وقال ابن عباس(1) ، وقتادة(2) ، والضحاك : (ما) معناها : (من) ، كأنه قال : إلا من(3) شاء ربك ، فلا يدخله النّار.
فيكون استثناء من الخلود ، فكأنه قال : إلا ما شاء ربـك بـالا يخلدهم في النار ، بل يخرجهم (4)عنها.
وقال الزجاج(5) : إن الاستثناء ، وقع على أن لهم زفيرا ، وشهيقا إلا ما شاء ربك من أنواع العذاب التي لم تذكر.
وقال ابن قتيبة(6) : (لهم فيها) يعني : في النار ، في حـال كـويهم في القبـور ، دائمين فيها ما دامت السموات والأرض ، فإنها إذا عدمت ، القطع عذابهم إلى أن يبعثهم الله للحساب(7)
وقالوا : (إلا) بمعنى : الواو ، والتأويل خالدين فيها ما دامت السموات ، والأرض ، وما شاء ربك من الزيادة. [قال(8) الـ ]شاعر (9) :
وكـــــل أخ مفارقـــــه أخـــــوه ـ لعمـر أبـيــك ـ إلا الفـرقــــدان
ولا يتعلق إلا بالخلود ، لأن الاستثناء الأول ، متصل بقوله : { لهم فيها رفير وشهيق} إلا ما شاء ربك من أجناس العذاب.
والاستثناء ، غير مؤثر في النقصان من الخلود. والغرض فيه : أنه لو شاء أن يخرجهم ، وألا يخلدهم ، لفعل ، وأن التخليد إنما يكون بمشيئته ، كما يقول القائل :
والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك ، وهو لا ينوي إلا ضربه.
وتعليق ذلك بالمشيئة على سبيل التأكيد [ لا ](10) للخروج. لأن الله - تعالى - لا يريد إلا تخليدهم على ما دل عليه ، كما يقول : والله لأهجرنك إلا أن يشيب الغراب ، ويبيض القار(11).
أي : أهجرك أبداً . من حيث علق بشرط معلوم أنه لا يحصل.
والمراد بـ(الذين شقوا) من اُدخل النار من أهل الإيمان ، الذين مضوا بطاعاتهم ، ومعاصيهم ، فقال : إنهم معاقبون في النار إلا ما شاء ربـك مـن إخراجهم إلى الجنة ، وإيصال ثواب طاعاتهم إليهم.
ويجوز أن يريد بأهل الشقاء ـ هـا هنـا ـ جميع الداخلين إلى جهنم ثـم استثنى بقوله : (إلا ما شاء ربك) ، أهل الطاعات منهم ، فقال : إلا ما شاء ربك من إخراج بعضهم. وهكذا في { الَّذِينَ سُعِدُوا} [هود: 108] (12)
_______
1- مجمع البيان : 3 : 195.
2- جامع البيان : 12 : 117 باختلاف اللفظ. أيضاً : مجمع البيان : 3 : 195 ، الجامع لأحكام القرآن : 9 : 99 بلفظ مختلف .
3- في (ش) : ما.
4- في (ك) : تخرجهم ، بنون المصارعة الموحدة من فوق ، وفي (أ) : تخرجهم ، بناء المضارعة المثناة من فوق.
5- مجمع البيان : 2 : 164 - 165 ، وفي الجامع لأحكام القرآن : 9 : 100 آورد قول الزجاج وقـال حكاه ابن الأنباري.
6- في (ك) و(هـ) : قبة . وهو تحريف .
7- تأويل مشكل القرآن : 28 ، 76 باختلاف اللفظ.
8- مابين المعقوفتين زيادة من (ح).
9- هو عمر بن معديكرب الزبيدي : 181. أنظر ديوانه :181.
10- مابين المعقوفتين زيادة من (ط) أقتضاها السياق.
11- في (ك) و(ح) : الفار . بالفاء الموحّدة . وهو تصحيف.
12- ثم أنظر تفصيل المسألة في الجامع لأحكام القرآن : 9 : 99 - 103.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|