المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

البيئة الاجتماعية
26-11-2015
Heterophiles
27-7-2018
معنى كلمة إبل
14/11/2022
The efficiency of an ideal engine
2024-06-08
تعريف المدينة الصناعية
14-1-2016
أبو جعفر موسى المبرقع بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ع
12-2-2018


قصَّة طلب الذرّيّة  
  
1709   03:19 مساءً   التاريخ: 25-11-2020
المؤلف : الدكتور محمود البستاني .
الكتاب أو المصدر : قصص القرآن الكريم دلالياً وجمالياً
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 130 - 134 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي زكريا وابنه يحيى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-06-2015 2846
التاريخ: 2023-02-15 1267
التاريخ: 2023-03-28 973
التاريخ: 25-11-2020 1802

في اُقصوصة زكريّا (عليه السلام) ، أو طلب الذرّيّة نواجه بناءً جديداً لهذه المجموعة القصصية مع ملاحظة أنّ قصة امرأة عمران أي قصة الوليد المنذور جاءت وليدتها بطلة للقصة الثانية ، وكذلك سنجد وليد زكريّا سيكون بطلا للقصة الرابعة ، والمهمّ أ نّك لحظت كيف أنّ كلاّ من قصة مريم وقصة امرأة عمران قد تجانَستا وتلاحمتا في أكثر من عنصر لا حاجة إلى إعادة القول فيه .

إلاّ أنّنا نذكّرك بأنّ أي تجانس أو تلاحم بين القصص إنّما يتجسّد في كونه يصبّ في نهاية المطاف في رافد أو أكثر تحوم عليه الأفكار التي تتضمّنها السورة .

ونذكّرك أيضاً بأنّ طابع المعجز والنادر كان يسم القصتين المذكورتين . ثمّ نذكّرك بأنّ الرسم القصصي إنّما كان ينحصر في التقاط أحداث أو مواقف أو بيئات يجمعها خيط متجانس من الأفكار ، بحيث تُترك التفصيلاتُ الاُخرى في سورة مختلفة يفرضها سياق خاص . وسنرى كيف أنّ التفصيلات التي ثبّتها القرآن في سورة «مريم» قد حذفها من سورة «آل عمران» عندما رسم شخصية مريم (عليها السلام) .

وفي حينه ألفتنا نظرك إلى أنّ الهدف في سورة «آل عمران» هو التركيز على المعجز بصفة عامّة ، ثمّ التركيز على سمات خاصة من المعجز .

ونحن حين نتابع الحديث عن القصص التي تضمّنتها سورة آل عمران نجد أنّ القصة الثالثة منها ، تتمثّل في قصة زكريّا (عليه السلام) ، وحين ندقق النظر في هذه القصة نجد أنّ التلاحم والتجانس بينها وبين القصتين : إمرأة عمران ومريم ، يتجسّد في خضوع القصص الثلاث إلى طابع الممارسة العبادية عند الشخصيات الثلاث ، سواء أكانت الممارسة وجدانيةً أو عملية ، ثمّ في خضوع القصص الثلاث إلى عنصر المعجز ثانياً ، ثمّ في خضوعها إلى طابع معجز واحد ثالثاً .

كما نلحظ من جانب آخر ـ وهذا ما يضفي خطورةً اُخرى على العبارة الفنّية في القرآن الكريم ـ تميّز كلّ قصة بخصائص تنفرد بها أوّلا ، ثمّ اشتراك بعض مع البعض الآخر بخصائص تنفرد بهما القصتان ثانياً ، ثمّ اشتراك القصص الثلاث في خصائص عامّة تصل بينها جميعاً ، ثالثاً .

ولنعُد الآن إلى قصة طلب الذرّيّة ، أي قصة زكريّا (عليه السلام) لملاحظة تفرّدها بخصائص تتميّز بها وحدها ، ثمّ لملاحظة خصائص تجمع بينها وبين قصة مريم (عليها السلام) ، ثمّ لملاحظة خصائص تجمع بين القصص الثلاث جميعاً .

وملاحظة مثل هذه الخصائص ـ تذكّرك دون أدنى شك ـ بخطورة البناء المعماري للسور القرآنية واكتشاف المزيد من الإعجاز الفنّي الذي بدأ الدارسون منذ القديم يقفون عليه في حدود قدراتهم الأدبيّة والعلمية ، وفيما واصل الاُدباء والباحثون المعاصرون اكتشاف المزيد من عناصر الأداء الفنّي في القرآن ، وفيما نواصل نحن بدورنا اكتشاف المزيد منه من خلال محاولتنا توضيح البناء المعماري لكلّ سورة ، وترابط كلّ الجزئيات فيما بينها من حيث بداية السورة ووسطها ونهايتها . وهو ما عالجناه في كتابنا (التفسير البنائي للقرآن الكريم) .

* * *

وعلى أيّة حال ، حين نعود لقصة زكريّا (عليه السلام) نجدها كما قلنا تتميز بخصائص تنفرد بها ، وبخصائص تجمع بينها وبين قصة مريم (عليها السلام) ، وبخصائص تجمع بينها وبين قصتي إمرأة عمران ومريم . . .

أمّا الطوابع العامّة التي تجمع بين القصص الثلاث ، فتتمثّل أولا في إخضاع القصص إلى المعجز والنادر ، ثمّ وحدة الطابع المعجز نفسه ، أو النادر .

فامرأة عمران كان الحدث المتصل بها هو : الإنجاب .

ومريمٌ أيضاً كان الحدث المتصل بها هو : الإنجاب .

وزكريّا بدوره كان الحدث المتصل به هو : الإنجاب أيضاً .

وإذن قضية الإنجاب تمثل طابعاً تتجانس القصص الثلاثُ فيه ، إلاّ أنّ كلّ إنجاب يظل حاملا خصّيصةً تنفرد الشخصيةُ بها ، وتميّزُها عن سواها .

فامرأة عمران كان الإنجابُ من خلالها متمثلا في ما أوحى اللّه لعمران زوجها بأن يهبه غلاماً ، ثمّ كان الإنجابُ هو مريم . والمهم أنّ إيحاء السماء لعمران يمثّل طابعاً معجزاً ، والإيحاء يخصّ عملية إنجاب خاص .

كما أنّ مريم كان الإنجابُ من خلالها متمثلا في إنجابها عيسى بلا فحل ، فيما يمثل طابعاً معجزاً .

وزكريّا (عليه السلام) أيضاً ، كانت عملية الإنجاب تُجسّد الحدثَ الرئيس في قصته ، ففي خلال كفالته لمريم (عليها السلام) وعند رؤيته الحدث المعجز عند مريم فيما كان الرزق يأتيها بنحو معجز من السماء مباشرةً ، عند مشاهدته ذلك الحدث دعا زكريّا اللّه أن يهبَ له ذريّة طيّبة ، وقد كانت امرأته عاقراً بطبيعة الحال ، كما أ نّه قد بلغ من الكبر عتيّاً . . .

هنا استجابت السماء لدعائه ، فوهبت له يحيى (عليه السلام) .

والمهم أنّ الإنجاب أيضاً كان هو الطابع الذي رافق قصة زكريّا (عليه السلام) . وأنّ ما هو معجزٌ ونادرٌ كان يواكب العملية المذكورة . فإنجاب العاقر عملية نادرة الوقوع كما هو واضح ، وإيحاء السماء له بالإنجاب ، أي عملية الوحي ذاتها ، تمثل كما هو واضحٌ طابعاً معجزاً .

وإذن الطابع المعجز يمثّل القصص الثلاث ، كما أنّ الإنجاب يمثّل الحدث الذي واكب القصص الثلاث .

وأمّا سائر الطوابع التي تسم القصص الثلاثة والطوابع التي تسم قصة زكريّا (عليه السلام) ومريم (عليها السلام)فحسب ، ثمّ الطوابع التي تميّز كلاّ من القصص الثلاث كلّ اُولئك سنقف عليه مفصّلا بعد أن نلمّ أولا بقصة زكريّا في تفصيلاتها التي ترسمها سورة آل عمران ، والنصوص المفسّرة للسورة . ويجدر بنا أن نقف أولا عند النص القرآني الكريم :

قال تعالى ، مبيّناً موقف زكريّا بعد أن رأى الرزق عند مريم (عليها السلام) :

﴿هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ . . .﴾

﴿قالَ : رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ

﴿فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمحْرابِ

﴿أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَة مِنَ اللّهِ

﴿وسَيِّداً وحَصُوراً ونَبِيًّا مِنَ الصّالِحِينَ

﴿قالَ : رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وامْرَأَتِي عاقِرٌ

﴿قالَ : كَذلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ

﴿قالَ : رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً

﴿قالَ : آيَتُكَ أَلاّ تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّام إِلاّ رَمْزاً

﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ والاْبْكارِ

تتلخّص قصة زكريّا (عليه السلام) وفقاً للنص القرآني والنصوص المفسّرة ، في أنّ زكريّا عندما كفل مريم (عليها السلام) ، وكان على إحاطة بالبيئة المعجزة التي اكتنفت مريم عبر تمحّضها للعبادة في المحراب ، وبخاصة عندما شاهد الرزق الذي كان يأتيها من السماء ، حينئذ تحركت حوافزه واستثاره ذلك لأن يتقدّم بطلب إلى السماء ، يتساوق وطموحه العبادي ، وكان هذا الطلب يتمثل في ذرّيّة طيّبة تمارس وظيفتها العبادية على النحو الذي تنشده السماء ، وبما أنّ امرأته عاقرٌ من جانب ، وبما أ نّه قد بلغ من الكِبَر عتيّاً من جانب آخر ، فإنّ طلبه ـ تبعاً لذلك ـ سيكون محفوفاً بالرغبة الملحّة الجارفة ، وما أيسر مثلَ هذا الطلب ، مادام مرتهناً بيد السماء القادرة على كلّ شيء .

وفعلا كانت السماء عند حسن ظنّه بها ، حيث نادته الملائكةُ ذات يوم وهو مشغولٌ بصلاته في المحراب ، بأنّ اللّه يبشره بوليد اسمه يحيى . وتقول النصوص :

إنّ هذا أول إسم يحمل هذه التسمية التي أطلقها اللّه على الوليد ، كما هو صريح القرآن في سورة اُخرى .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .