المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

مصادر تلوث الهواء- المصادر الطبيعية- حرائق الغابات والحشائش (Forest fires)
1/9/2022
الدلالة تتبع الارادة
13-6-2020
التجربة الهندية في مواجهة بناء اقتصاد المعرفة
2023-03-08
تبني من لا يستطيع الإنجاب
21-4-2016
حاجز الانشطار fission barrier
2-5-2019
Octahedral Equation
13-2-2019


ولاية سعيد بن العاص في خلافة عثمان  
  
4117   09:29 صباحاً   التاريخ: 28-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص340-343.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

عمد عثمان إلى فرض أسرته وذوي قرباه على الاُمّة فجعلهم ولاة وحكّاماً على الأقاليم الإسلاميّة.

يقول المقريزي : وجعل عثمان بني اُميّة أوتاد خلافته ؛ ولم تتوفر فيهم المقدرة الإدارية أو القابلية على تحمّل مسؤولية الحكم فعرّضوا البلاد للويلات وأشاعوا فيها الفساد والجور ويقول المؤرخون : إنّه شجّع عمّاله على الاستفادة من بيت المال ؛ فأبو موسى الأشعري سمح لأحد عمّاله بالتجارة في أقوات أهل العراق ؛ ويرى السيد مير علي أن المسلمين تذمّروا من استبداد الحكام واغتصابهم الأموال .

أسند عثمان ولاية الكوفة إلى سعيد بن العاص فولاّه أمر هذا القطر العظيم بعد عزله الوليد بن عقبة ؛ لاقترافه جريمة شرب الخمر وقد استقبل الكوفيون واليهم الجديد بالكراهية وعدم الرضى ؛ لأنه كان شاباً مترفاً متهوّراً لا يتحرّج من المنكر.

يقول المؤرّخون : إنّه قال مرّة في رمضان : مَنْ رأى منكم الهلال؟ فقام الصحابي العظيم هاشم بن عتبة المرقال فقال : أنا رأيته ؛ فلم يعنَ به وإنما وجَه إليه منكر القول وأقساه قائلاً : بعينك هذه العوراء رأيته؟!

فالتاع هاشم وانبرى منكراً عليه قائلاً : تعيّرني بعيني وإنما فُقئت في سبيل الله! وكانت عينه اُصيبت يوم اليرموك ؛ وأصبح هاشم مفطراً ؛ عملاً بقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ؛ وفطر الناس لإفطاره وانتهى الخبر إلى سعيد فأرسل إليه وضربه ضرباً مبرحاً وحرق داره وقد أثار ذلك حفائظ النفوس ونقم عليه الناس ؛ لأنه اعتدى بغير حق على علم من أعلام الجهاد في الإسلام ؛ وكان سعيد في منتهى الطيش والغرور فقد اُثر عنه أنه قال : إنما السواد ـ يعني سواد الكوفة ـ بستان لقريش , وأثار ذلك عليه موجة من الغضب والاستياء ؛ فقد اندفع زعيم الأحرار مالك الأشتر راداً عليه قائلاً : أتجعل مراكز رماحنا وما أفاء الله علينا بستاناً لك ولقومك؟! والله لو رامه أحد لقرع قرعاً يتصأصأ منه.

وهكذا اتّخذ الحكم المنحرف الذي فرض على الاُمّة بقوة السيوف خيرات المجتمع بستاناً لقريش التي ناهضت الإسلام وناجزته الحرب , وانضم قرّاء المصر وفقهائهم إلى الزعيم مالك الأشتر مؤيدين مقالته ومنكرين على الوالي غروره وطيشه وغضب مدير شرطة سعيد فرد عليهم رداً غليظاً فبادروا إليه فضربوه ضرباً عنيفاً حتّى أغمي عليه وقاموا من مجلسه وأطلقوا ألسنتهم بنقده وذكر مثالب عثمان وسيئاته وأخذوا يذيعون سيئات قريش وجرائم بني اُميّة ورفع سعيد من فوره رسالة إلى عثمان أخبره فيها بشأن القوم فأجابه عثمان بأن ينفيهم إلى الشام وكتب في نفس الوقت رسالة إلى معاوية يأمره فيها باستصلاحهم , ولم يرتكب هؤلاء الأحرار إثماً أو فساداً ولم يقترفوا جرماً حتّى يقابلوا بالاضطهاد والنفي وإنما نقدوا أميرهم ؛ لأنه قال غير الحقِّ وشذّ عن الطريق القويم وقد منح الإسلام الحرية التامة لنقد الحاكمين والمسؤولين إذا شذّوا في سلوكهم وجاروا على رعيتهم وجعل هذه الحرية حقّاً ذاتياً لكلِّ مواطن وألزم الدولة برعايتها وتوفيرها للناس ؛ وعلى أي حال فقد قامت السلطة بإخراجهم بالعنف والقهر من أوطانهم وأرسلتهم إلى الشام فتلقّاهم معاوية وأمر بإنزالهم في كنيسة وأجرى لهم بعض الرزق وجعل يناظرهم ويعظهم ويحبّذ لهم مسالمة السلطة والرضى بسياستها إلاّ أنهم لم يستجيبوا له وأنكروا عليه ما قاله سعيد : من أن السواد بستان لقريش معلنين على أنه لا ميزة للقبائل القرشية على غيرها حتّى تختصّ بخيرات البلاد , ولما يئس منهم معاوية كتب إلى عثمان يستعفيه من بقائهم في الشام ؛ خوفاً من أن يفسدوا أهلها عليه فأعفاه عثمان وأمره بردّهم إلى الكوفة فلمّا عدوا إليها انطلقت ألسنتهم بالنقد في ذكر مثالب الاُمويِّين ومساوئهم ورفع سعيد أمرهم إلى عثمان ثانياً فأمره بنفيهم عن وطنهم إلى حمص والجزيرة فأخرجهم من وطنهم إلى حمص فقابلهم واليها عبد الرحمان بن خالد بأعنف القول وأقساه وسامهم سوء العذاب وأمعن في إرهاقهم والتنكيل بهم فكان فيما يقول الرواة : إذا ركب أمر بهم ليسيروا حول ركابه مبالغة في إذلالهم واحتقارهم ولما رأوا تلك القسوة أظهروا الطاعة والإذعان للسلطة وكتب إلى عثمان في شأنهم فأجابه إلى ذلك وأمره بردّهم إلى الكوفة ولما نزحوا عن حمص جعلوا طريقهم إلى يثرب لمقابلة عثمان فلما انتهوا إليها قابلوه وعرضوا عليه ما عانوه من التنكيل والإرهاق , ولم يلبثوا قليلاً حتّى فاجأهم سعيد فقد جاء في مهمّة رسمية إلى عثمان فوجد القوم عنده يشكونه ويسألونه عزله إلاّ أنّه أعرض عنهم ولم يستجب لهم وألزمهم بالانصياع إلى أوامر واليهم كما أمره أن يرجع ويزاول عمله , وقفل القوم قبله راجعين إلى مصرهم وقد سبقوه إليه فقاموا باحتلاله وأقسموا أن لا يدخله سعيد ما حملوا سيوفهم ثم خرجوا في جماعة مسلّحين بقيادة الزعيم مالك الأشتر حتّى انتهوا إلى الجرعة فرابطوا فيها ليحولوا بين سعيد وبين دخوله إلى الكوفة وأقبل سعيد فقاموا إليه وعنّفوه أشدّ العنف وحرموا عليه دخول مصرهم فولّى منهزماً إلى عثمان يشكوهم إليه ولم يجد عثمان بدّاً من عزله فعزله وولّى غيره مكانه على كره منه ؛ وعلى أي حال فإنّ عثمان قد نكل بالناقدين لسعيد بن العاص وهم قرّاء المصر وفقهاؤه ونفاهم عن أوطانهم من أجل شاب طائش متهوّر ؛ لأنه من اُسرته وذويه وكان ذلك من موجبات النقمة عليه لا في الكوفة وإنما في جميع الأقاليم الإسلاميّة التي انتهى إليها أمرهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.