أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015
4946
التاريخ: 22-3-2016
3724
التاريخ: 25-3-2016
3755
التاريخ: 20-3-2016
3559
|
تتابعت كتب أهل الكوفة كالسيل إلى الإمام الحُسين وهي تحثّه على المسير والقدوم إليهم ؛ لإنقاذهم مِنْ ظلم الاُمويِّين وعنفهم وكانت بعض تلك الرسائل تحمّله المسؤولية أمام الله والاُمّة إنْ تأخّير عن إجابتهم , ورأى الإمام قبل كلّ شيء أنْ يختار للقياهم سفيراً له يعرّفه باتّجاهاتهم وصدق نيّاتهم فإنْ رأى منهم نيّة صادقة وعزيمة مصمّمة فيأخذ البيعة منهم ثمّ يتوجّه إليهم بعد ذلك , وقد اختار لسفارته ثقته وكبير أهل بيته والمبرز بالفضل فيهم مسلم بن عقيل وهو مِنْ أفذاذ التاريخ ومِنْ أمهر الساسة وأكثرهم قابلية على مواجهة الظروف وللصمود أمام الأحداث وعرض عليه الإمام القيام بهذه المهمّة فاستجاب له عن رضى ورغبة وزوّده برسالة رويت بصور متعدّدة وهي :
الأولى : رواها أبو حنيفة الدينوري وهذا نصّها : مِن الحُسين بن علي إلى مَنْ بلغه كتابي هذا مِنْ أوليائه وشيعته بالكوفة سلام عليكم ؛ أما بعد فقد أتتني كتبكم وفهمت ما ذكرتم مِنْ محبّتكم لقدومي عليكم وأنا باعث إليكم بأخي وابن عمّي وثقتي مِنْ أهلي مسلم بن عقيل ؛ ليعلم لي كنه أمركم ويكتب إليّ بما يتبيّن له مِن اجتماعكم ؛ فإنْ كان أمركم على ما أتتني به كتبكم وأخبرتني به رسلكم أسرعت القدوم إليكم إنْ شاء الله والسّلام .
الثانية : رواها صفي الدين وقد جاء فيها بعد البسملة : أمّا بعد فقد وصلتني كتبكم وفهمت ما اقتضته آراؤكم وقد بعثت إليكم ثقتي وابن عمّي مسلم بن عقيل وسأقدم عليكم وشيكاً في إثره إن شاء الله .
وهذه الرواية شاذّة ؛ إذ لم يذكر فيها مهمّة مسلم في إيفاده إليهم مِنْ أخذ البيعة له وغير ذلك ممّا هو مِنْ صميم الموضوع في إرسال مسلم.
الثالثة : رواها الطبري وقد جاء فيها بعد البسملة : مِن الحُسين بن علي إلى الملأ مِن المؤمنين والمسلمين ؛ أمّا بعد فإنّ هانئاً وسعيداً قدما عليّ بكتبكم وكانا آخر مَنْ قدم عليّ مِنْ رسلكم وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلّكم : أنّه ليس علينا إمام فأقبل ؛ لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى والحقّ , وقد بعثت لكم أخي وابن عمّي وثقتي مِنْ أهل بيتي وأمرته أنْ يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم ؛ فإنْ كتب أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجا مِنكم على مثل ما قدمت عليّ به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكاً إنْ شاء الله , فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحقّ والحابس نفسه على ذات الله , والسّلام .
وحفلت هذه الرسالة حسب نص الطبري بالأمور التالية :
1 ـ توثيق مسلم والتدليل على سموّ مكانته فهو ثقة الحُسين.
2 ـ تحديد صلاحية مسلم باستكشاف الأوضاع الراهنة ومعرفة التيارات السياسية ومدى صدق القوم في دعواهم , ومِن الطبيعي أنّه لا تُناط معرفة هذه الأمور الحساسة إلاّ بمَنْ كانت له المعرفة التامّة بشؤون المجتمع وأحوال الناس.
3 ـ إنّه أوقف قدومه عليهم بتعريف مسلم له بإجماع الجماهير ورجال الفكر على بيعته فلا يقدم عليهم حتّى يعرّفه سفيره بذلك.
4 ـ إنّه تحدّث عمّا يجب أنْ يتّصفَ به الإمام والقائد لمسيرة الاُمّة مِنْ الصفات وهي :
أ ـ العمل بكتاب الله.
ب ـ الأخذ بالقسط.
ج ـ الإدانة بالحقّ.
د ـ حبس النفس على ذات الله.
ولم تتوفّر هذه الصفات الرفيعة إلاّ في شخصيته الكريمة التي تحكي اتّجاهات الرسول (صلّى الله عليه وآله) ونزعاته , وتسلّم مسلم هذه الرسالة وقد أوصاه الإمام بتقوى الله وكتمان أمره وغادر مسلم مكّة ليلة النصف مِنْ رمضان وعرج في طريقه على يثرب فصلّى في مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) وطاف بضريحه وودّع أهله وأصحابه وكان ذلك هو الوداع الأخير لهم واتّجه صوب العراق وكان معه قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبد الله السلولي وعبد الرحمن بن عبد الله الأزدي واستأجر مِنْ يثرب دليلين مِنْ قيس يدلاّنه على الطريق .
وسارت قافلة مسلم تجذّ في السير لا تلوي على شيء يتقدّمها الدليلان وهما يتنكبان الطريق ؛ خوفاً مِن الطلب فضلاً عن الطريق ولم يهتديا له وقد أعياهما السير واشتدّ بهما العطش فأشارا إلى مسلم بسنن الطريق بعد أنْ بان لهما وتوفيا في ذلك المكان حسبما يقوله المؤرّخون وسار مسلم مع رفقائه حتّى أفضوا إلى الطريق ووجدوا ماءً فأقاموا فيه ؛ ليستريحوا ممّا ألمَّ بهمْ مِنْ عظيم الجهد والعناء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|