البيديمنت الصخرية

لعل هذه الظاهرة أكثر الظاهر الجيومورفولوجية تعقيدا، فلقد أثارت أكبير الجلد في كيفية نشوئها وتشكيلها. والواقع أن وجودها لا يقتصر على الصحاري، فهي واسعة الانتشار في نطاقات السفانا، بل أن بعض البحاث يرون أن من الممكن أن تسوى وتوزان بالمنحدرات المقعرة القاعدة Basal Concave Slopes التي تتشكل تحت تأثير مناخات رطبة أخرى. وظاهرة البيديمنت أساسا هي سطح صخري يميل ميلا هينا سهلا يمتد من أسفل واجهة الجبل نزلا الى الباجادا، وأو النطاق الرسوبي الفيضي Alluvial Zone. وقد تمت تسوية وتشكيل سطح البيديمنت في الصخور، بصرف النظر عن تنوعها وتباين مقاومتها للتعرية (شكل 74).

وسطح البيديمنت يبدو مقعرا في مقطعه العرضي، وينحدر بزوايا انحدار تتراوح بين 7 درجة عند همش البيديمنت العلوي (عند حضيض واجهة الجبل) ونص درجة تقريبا، عند حوافها السفلى. وليس من شك في أن خاصية التقعر التي يتصف بها سطح البيديمنت ترجح أن الماء الجاري عام مهم في تشكيل البيديمنتات. ويؤكد هذا الرأي وجود غطاء رسوبي فيضي فوق أسطح كثير من البيديمنتات. ويؤكد هذا الرأي وجود غطاء رسوبي فيضي فوق أسطح كثير من البيديمنتات، هذا الغطاء يكون عادة متقطعا في صورة رقع، لكنه قد يحجب كلية وجه الصخور الصلدة.

وبالاتجاه نزلا نحو هوامش البيديمنت يصبح هذا الغطاء الرسوبي الفيضي أكثر سمكا واستمرار، وفي النهاية تمر البيديمنت أسفل النطاق الرسوبي الفيضي أو محيط البيديمنت Peipediment. وقد كشفت أعمال الحفر للحصول على المياه، أن سطح البيديمنت أسفل الغطاء الرسوبي، قد يشكل مقطعا محدبا، وهو شكل اشار إليه لوسون Lawson (1915)، وسماه ((الرصيف المحدب أسفل الرسوبيات)) Sub-Alluvial Conevex Bench.

ظاهرة أخرى من ظواهر البيديمنتات تتمثل في امتدادها بداخل مصبات الاودية الخانقية التي تقطع واجهة الجبل أو الهضبة الصحراوية، مكونة لما يسمى الخلجان البيديمنت Pediment Enbayments وينشأ عن النحت الجانبي ان ينحت الفاصل الصخري بين خليجين، وبالتالي يلتحم الخليجان مكونين ما يسمى الممر البيديمنتي Pediment Pass.

هذا وتتنوع الآراء وتتعدد النظريات التي اقترحت لتفسير أصل نشأت البيدمنت وخصائصها، سنعرض لمفاهيمها الرئيسية بعد دراستنا لظاهرتين يشيع وجودهما بالصحاري وترتبطان بالبيديمنت هما: البا جادا، والنطاق الرسوبي الفيضي.