مفهوم الصحاري وأهميتها الجيومورفولوجية

على الرغم من تعدد الآراء في مفهوم الصحراء، فإن هناك اتفاقا شبه عام على أنها الاراضي التي تتميز بالقحولة والجفاف. فالمطر نادر السقوط والنبات قليل الظهور. والصحراء بذلك مصطلح مناخي ونباتي في آن واحد.

وتشغل الصحاري وأشباه الصحاري نحو ثلث مساحة اليابس الارضي. ومن أجل عظم هذه المساحة، ينبغي على دارس الجيومورفولوجيا أن يتعمق في دراسة اشكالها الارضية، وأن يتفهم تفاصيل ظواهرها المورفولوجية. وهناك سبب آخر مماثل الاهمية، يغري بالدراسة والبحث، هو أن الاراضي الجافة تتصف بخصائص مورفولوجية فريدة، تختلف اختلافا بينا على الظاهرات التي تتميز بها المناطق الرطبة.

ففي الصحاري، تنشئ عمليات التجوية والتعرية، المؤثرة الى حد كبير بظروف الحرارة والرطوبة السائدة، قطاعات واضحة حادة وخطوطا خشنة في الصخور المكشوفة. وفيها يتضح الفرق الكبير بين القطاعات المتعادلة المتدرجة الناعمة التي تتصف بها دورة التعرية الرطبة، والقطاعات المجزأة، التي تربط ما بين أجزائها وصلات زاوية, والتي تتميز بها دورة التعرية.

ولقد نجد شكلا أو آخر من هذه الخصائص تتميز به جهات أخرى، في بعض مراحل دورة التعرية، كالمناطق الجبلية التي يصيبها فعل الجليد، أو الاراضي التي تنشط فيها وتشتد العمليات الكارستية. كما وأن الاشكال الارضية في كل الصحاري لا يمكن أجالها وتلخيصها بصورة مرضية في مثل تلك العبارات البسيطة المختصرة والآنفة الذكر، ذلك أن ظواهر البيئة الطبيعية الجافة تتباين تباينا واضحا في الشكل العام والخطوط العريضة، وكذلك في تفصيلات المظهر والهيئة.