الجليد الساكن ليس له أي دور في تغيير سطح الأرض يكتسب اهميته الجيومورفية عندما يبدأ بالحركة ولهذا تكون عملياته كالآتي:

أولاً: عمليات الهدم :

تتميز عملية الهدم للثلاجة بعمليتي التجوية والتعرية في آن واحد بحركته على سطح الأرض يعمل على سحق وتحطيم صخور المجرى بعملية التجوية الفيزيائية وبنفس الوقت يقوم بالتقاط ناتج التجوية الحطام الصخري وحمله إما بطريقة الجر (Traction) أو بعملية السحب والتعلق (Suspension).حيث يزداد احتكاك هذه الحمولة فيما بينها من جهة وبينها وبين صخور القاع والجوانب من جهة أخرى في عملية تسمى طحن المواد الصخرية .

الأشكال الأرضية الناتجة عن عمليات التعرية الجليدية :

 1. الوادي الجليدي :

يتطور بشكل السنة جليدية تخرج من الحلبات الجليدية وغالباً ما يتخير الوادي الجليدي مجاري مائية قديمة وتتحرك من خلاله، يتميز الوادي الجليدي بما يلي:

1. شدة انحداره إذ تتميز أجزائه العليا بارتفاعاتها الشاهقة بينما تكون أجزاءه الدنيا ذات انحدارات قليلة.

2. استقامة مجارية وعدم تعرجها لأن قوة ضغط الجليد المتحرك يعمل على إزالة التعرجات.

3. يتميز قطاعه العرضي في جميع أجزاءه بشكل حرف U وذلك لقوة التعرية الجليدية لأنها جسم صلب غير مرن تستطيع التغلب على جميع العوائق الأرضية الذي يعترض مجراه.

4. تكثر فيه المدرجات وكل مستوى منها يوضح حالة امتلاء الوادي بالثلج.

2. الأودية الجليدية المعلقة :

هي عبارة عن وديان جليدية ثانوية ذات مستويات أرضية أعلى من مستوى النهر الجليدي الرئيسي الذي تلتقي به وذلك بسبب التفاوت في التعرية الجليدية ما بين الوادي الرئيسي والفروع لتباين كمية الجليد فيها فيصبح الوادي الجليدي أكثر عمقاً من الوادي الفرعي (الثانوي) لهذا يبدو مصبه منطقة الالتقاء شديدة الارتفاع وتظهر بشكل مساقط ثلجية أو مائية ولهذا سميت كذلك بسلالم العمالقة.

3. الحلبة الجليدية :

منخفضات أرضية يملأها الجليد تتواجد في مناطق المنخفضات الجبلية وهي في الأصل حقول الثلج تسمى بمسميات عديدة منها Cirque في الفرنسية و Corrie في اسكتلندا و Kar في ألمانيا.

تتكون من العناصر الأرضية التالية :

1. المنخفض : منطقة حوضية يملأها الجليد المتصلب ويتباين اتساعها وعمقها تبعاً للغطاء الجليدي المتواجد فيها، وتتواجد في أعالي المرتفعات وتمثل بداية الأودية الجليدية المنحدرة، يتباين امتلاءها بالثلج تبعاً لتعاقب المواسم الباردة والدافئة ومقدار التغذية الثلجية وعليه يتباين شدة التعرية الجليدية فيها.

2. الحوائط الصخرية :عبارة عن حافات صخرية تحيط بالمنخفض ويتباين ارتفاعها بتباين التعرية الجليدية ومقدار تعميقها للمنخفض.

3. العتبة : هي ممر في الحائط الصخري يكون بمثابة بوابة يخرج منه الجليد وتكون بداية الوادي الجليدي المتحرك من الحلبة نحو الاراضي المنخفضة سميت بالحلبة الجليدية لأنها تشبه الملاعب الرياضية بمدرجاتها وغالباً ما يتعرض جليد الحلبة للذوبان فتصبح المنطقة الحوضية بحيرات مائية تسمى التارن Tarn وتتواجد بكثرة في السويد في قمم الأراضي المرتفعة موروثة منذ عصر البلايستوسين ولهذا تسمى ببلد البحيرات المعلقة.

كما في الشكل (42).

4. الحافات الصخرية الجبلية (الحافات المسننة) تتطور عندما يتقابل حلبتان جليديتان متجاورتان باتجاه متضاد على سفحي جبل وباستمرار التعرية التصاعدية للجليد المتراكم تتراجع جوانب الحلبات العليا إلى الأعلى وتتضاءل المساحات الأرضية التي تفصل بينهما فتصبح بشكل بروزات صخرية حادة.

5. القرون الجليدية الصخرية: تطور لاحق للحافات الصخرية المسننة عندما يتقابل أكثر من حلبتين على سفوح الجبل وباستمرار التعرية الجليدية التصاعدية تتحول الحافات المسئئة إلى قمم منفردة هرمية تسمى القرون (Horns) وبمرور الوقت تتعرض للتلاشي مع زيادة عمليات التعرية الجليدية التصاعدية.

6. الصخور الغنمية (المحززة) عبارة عن صخور صلبة قوية ذات امتدادات طولية في مجرى النهر الجليدي ظهرت بهذا الشكل لصلابتها فلم يستطع الجليد على إزالتها فاضطر على اجتيازها بالعبور فوقها، ولهذا يبدو أثر التعرية الجليدية واضحاً عليها إذ تكون ذات سطوح ملساء صقيله في جانبها المواجه لحركة الجليد وذلك بسبب ضغط الجليد المتحرك عليها ببطه أثناء اجتيازه لهذه العقبة الصخرية مما يؤدي إلى إزالة نتوءاتها وصقلها بينما يتميز سطحها المواجه للمصب بشكل شديد التحزز والانحدار غير المنتظم يرجع ذلك إلى تدني فعالية التعرية الجليدية في هذا الجانب السرعة حركته.

كما في شكل (43) .

7. الفيوردات مظاهر أرضية موروثة من الفترات الجليدية لعصر البليستوسين وهي في الأصل تمثل نهايات الأودية الجليدية ومصباتها في البحار وعند تقهقر الجليد بفعل الفترات الدافئة تقدمت فيها مياه البحر وأصبحت بشكل خلجان محمية تمتد في اليابس.

تتميز بعمقها وشدة انحدار جوانبها وأن أجزاءها باتجاه اليابس أكثر عمقاً مما عليه عند منطقة المصب. هذا ما يؤكد أنها تطورت بفعل التعرية الجليدية تتواجد في سواحل شبه الجزيرة الاسكندنافية وفي جزيرة كرينلاند وكذلك في سواحل شيلي وكولومبيا البريطانية.