أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/9/2022
1249
التاريخ: 27-8-2019
1595
التاريخ: 8-9-2019
1276
التاريخ: 13/9/2022
1701
|
التجوية الكيميائية:
يعتقد معظم الجيومورفولوجيين الحديثين ان هذه العمليات الثلاث وهي التقشر، والتفكك الكتلي، والتفتت الحبيبي، رغم أنها جميعا تؤدي الى تحطيم طبيعي للصخر الصلد، إلا نها ليست مجرد نتيجة للتجوية الميكانيكية وحدها. وفي رأيهم أن أهمية عامل الجفاف (الذي يمنع حدوث التفاعلات الكيميائية التي تعتمد على وجود الرطوبة) والتغيرات الحرارية اليومية مبالغ فيها. وحجتهم في ذلك ان التجارب المعملية التي قام بها بلاك ويلدر Black Welder (1933) وجريجس Griggs، وثبت منها أن معظم الصخور الشائعة الوجود في قشرة الارض شديدة المقاومة للتجوية الميكانيكية، حتى حينما تتعرض لتغيرات حرارية كبيرة في المقدار وفي السرعة. ومن جهة أخرى، لوحظ أن طبقات الصخر التي تتفكك في الطبيعة بواسطة عملية التقشر Exfoliation غالبا ما تكون سميكة (سمكها بضعة أمتار) بالقدر الذي يستحيل أو يصعب معه التأثير فيها بواسطة التغيرات الحرارية وحدها، حتى ليبدو معقولا افتراض ان الصخر قد تحطم على طول الفواصل التي تكتنف أصلا، التي تمتد موازية لسطح الصخر.
مثل هذه الفواصل التي تعطى للصخور النارية مظهرا طباقيا، يشار إليه عادة بتعبير ((الطباقية الكاذبة Pseudo-bedding)) تنشأ في أغلب الظن من عملية يقال لها ((انزياح الضغط)) Pressure Release أو التمدد Dilation، وتؤثر هذه العملية في الصخور البلوتونية أساسا، وهي الصخور التي تميل الى الارتداد حينما تكتسح التعرية ما فوقها من غطاء صخري سميك، مما يؤدي الى نشوء نظام مفصلي شريطي الشكل مقوس عند السطح. وتبقى المشكلة في تحديد أي من عمليات التجوية تستفيد من هذه الفواصل في مهاجمة الصخر. وبالنظر الى امكانية التداخل المحدود للتغيرات الحرارية في الصخر، فإن فعل التجوية الميكانيكية يبقى متواضعا، بينما يشتد تأثير التحلل الكيميائي، أما عن طريق تسرب المياه في الفواصل أو انبثاقها منها.
وهنا ينبغي لنا أن نؤكد ان المياه لا تنعدم تماما في الصحاري. وقد أثبتت الدراسات التفصيلية للصخور التي أصابتها التجوية في المناطق الجافة بكل وضوح، أنها قد حدث تحليل كيميائي لمكونات الصخر المعدنية، بسبب وجود كميات ولو صغيرة جدا من الرطوبة. ومصدر الرطوبة قد يكون في سقوط أمطار عرضية أو في بخار ماء أنبثق من طبقة صخرية مشبعة بالمياه في عمق معلوم بواسطة الخاصية الشعرية.
وفي الحالة الاخيرة، يحدث كثيرا ان يكون الماء الصاعد محتويا على أملاح ذائبة، تساعده على غزو وتحلل الصخور أثناء مروره خلال مسامها وعلى امتداد فواصلها. وليس بمستبعد أن تكون عملية التقشر ناشئة أصلا بهذا الطريق. ويصعب صعود الماء بالخاصية الشعرية في نطاق محدود، تحليل كيميائي لداخلية الكتل الصخرية والجلاميد الضخمة، وارساب قشرة صلبة على سطحها تدعى طلاء الصحراء Desert Blocks، وهو يتألف من أكاسيد الحديد والمنجنيز. وحينما تنكسر هذه القشرة الخارجية يتعرض القلب المتآكل للإزالة فتتشكل بذلك الكتل الصخرية المجوفة Hollow Blocks، التي كثيرا ما نراها عند هوامش الصحاري.
ويبدو ان تجوية الفجوة Cavity Weathering التي تؤدي الى تكوين فجوات وتجاويف مستديرة (تدعى تافوني Tafoni) في صخر الجرانيت ناشئة هي الاخرى عن التحليل الكيميائي، ذلك أنها تمارس فعلها عادة في المناطق الظليلة حيث تتخلف الرطوبة. وكان كثيرا من القواعد الصخرية في الصحاري حتى عهد قريب ينسب لفعل ضربات الرياح المحملة بالرمال فوق منسوب الارض المحيطة مباشرة، ويعتقد الآن أنها ناجمة أساسا عن فعل التجوية الكيميائية، ويتصل بهذا الامر، ويعضده، انتشار حدوث الندى في الجهات الصحراوية.
فعلى الرغم من أن الرطوبة النسبية عادة منخفضة جدا، وقد تهبط أثناء النهار الى 25% أو اقل من ذلك، فإن التبريد الليلي قد يكون من الشدة بحيث تهبط حرارة الارض الى نقطة الندى وما دونها. وينجم عن ذلك تكثيف غزير للمياه، ومعا أن قطيرات الماء تتبخر بسرعة حينما ينبلج الصباح، فإن تأثيراتها تكون مهمة في المدى الطويل. ونحن نرجح تكوين أنماط من حفر ضحلة وطوابع وكليشيهات، نراها بكثرة فوق أسطح الصخور الجيرية في الصحاري الى فعل الندى.
وصفوة القول أن التجوية الكيميائية تقوم بدور فعال في الجهات الصحراوية، وهو دور كان يقلل البحاث الى عهد قريب من أهيمته، بينما كانوا يرفعون من قد التجوية الميكانيكية الى حد بعيد. ولسنا ندعي هنا الحط من قدر التجوية الميكانيكية، واعطاء التجوية الكيميائية في الصحاري مكانتها في الجهات الرطبة، حيث تتم تجوية أنواع من الصخور، بواسطتها، في مساحات ضخمة وتحوي لمعادنها الى صلصال. لكن التجوية الكيميائية في الصحاري تتحسس أماكن الضعف الصخري، فتغزو الفواصل والشقوق والاماكن الظليلة واسافل الكتل الصخرية وقواعدها، وتؤثر في بعض المعادن المكونة للصخور. وينشأ عن هذا في النهاية تفكك طبيعي فعلى الصخر الى جلاميد وشظايا وحبات صغيرة.
من هذا نرى ان تأثيرات التجوية الميكانيكية الحقيقة في الصحاري تشبه الى حد كبير تأثيراتها في مناخات أخرى منها مناطق هوامش الجليد Periglacial (اراضي محيط الجليد) على سبيل المثال. وتبعا لذلك فإن أسطح الصحراء المثالية تتغطى بغطاء من الرواسب الخشنة ذات الزوايا الحادة في الاغلب الاعم، ويقل فيه محتوى الدقائق الصلصالية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|