المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

علم القرآن في زمن الظهور
2023-12-05
الأيزو 9000.
27-6-2016
علاقة علم العقاب بالعلوم الجنائية الأخرى
6-7-2022
تحضير (0.3) مولاري من الفورمالديهايد
2024-08-19
Haloalkanes Have Higher Boiling Points than Alkanes
23-7-2019
إسحاق كومنينوس (1057–1059)
2023-11-04


أنواع قصة الاطفال  
  
5011   05:18 مساءً   التاريخ: 6/9/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص224 ـ 232
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ومنها: القصة التاريخية، والقصة العلمية، والقصة الاجتماعية، والقصة الوطنية، وقصة الحيوانات، وقصة المغامرات والخيال، وقصة الأساطير، والقصة الفكاهية، والقصة الشعرية، والقصة المترجمة(1).

وهذا التنوع ينتج إما عن الموضوعات، أو عن الهدف، أو عن طبيعة الشخصيات أو الحبكة.

وللأدب الإسلامي أهدافه الشاملة المتميزة، لذلك لا نرى بأساً بأخذ أي موضوع ليكون مداراً للقصة، ما دام الهدف واضحاً والأسلوب صحيحاً، وهذا بالتالي ينبهنا إلى القصص المترجمة التي تتعارض في أكثر أركانها مع أهدافنا وبيئتنا، وكما أشارت كثير من الدراسات في هذا الموضوع، فإن (المنقول من هذه القصص لا يمت إلى بيئتنا بصلة، ولا إلى اهتماماتنا بصلة، إن القيم التي تحملها مثل هذه القصص تجرد الطفل عن الانتماء الاجتماعي والمعاناة الاجتماعية، وتخلق بدورها هوة بينه وبين الواقع، وهي قيم تبعد الطفل عن واقعه، وعن الاندماج والالتزام بهذا الواقع، بالإضافة إلى الفردية الشديدة التي تحملها هذه القصص وأحياناً السلبية... وهذه الحكايات وما تتركه من آثار تقمع الطفل وتكبحه وتشوش نموه، وتعرقل اندفاعه نحو الإبداع والعطاء)(2).

فضلاً عما تفتقده هذه القصص من أساسيات تخص العقيدة والأخلاق والآداب الاجتماعية، وشتى القيم التي يدعو إليها الإسلام. وكذلك يحرص عدد من المهتمين بأدب الطفل على القصص الخيالية التي تعتمد على الأساطير القديمة والمعتقدات الباطلة... حتى أصبح كثير من هذه القصص المترجمة متداولاً بين يدي أطفالنا بما تحمل من أمور تخالف معتقداتنا، وتخالف قواعد العقل، وأخلاق المجتمع، وتتنافى مع أهداف التربية التي نريدها لأطفالنا.

والغريب أن دعاة هذا النوع من القصص يعارضون إدخال أية صورة من الصور التي تخص عالم الغيب، كالعذاب في الآخرة، ويعدون ذلك خطراً على الطفل(3)، بينما لا يرون بأساً في عرض الخوارق والأساطير للأطفال، ولو أدى ذلك إلى جنوحهم وانحرافهم، وبعدهم عن الواقع(4)، ويعدون ذلك من المفاخر التي يحرص عليها الغرب، لأن بعض الحكايات الخاصة بالجان والخوارق مأخوذة من أساطير وحكايات عربية(5)، ولكي يساعدوا على ترويج هذه الحكايات والأساطير، يخلعون عليها كثيراً من صفات القداسة والفلسفة، كما يقول الدكتور الحديدي عنها: (والنظرة الفاحصة لحكايات الجان تتبين أنها أثر من آثار العالم القديم، ويدل أكثرها على أنه وجد في حضارة راقية، وفي نوع من التنظيم الاجتماعي قد يوصف بأي وصف إلا البدائية)(6).

(ولا يستطيع أحد في عصرنا الحديث أن يفكر في طفل وحكاية دون أن يفكر في قصص الجان والحكايات الخرافية)(7).

ويقول: (وحكايات الجان تلائم عصرنا، عصر الأقمار الصناعية، وتلبي كثيراً من احتياجاتهم الخيالية والعاطفية وسط عالم طغت عليه المادية كما كانت بالنسبة لأطفال الأجيال السابقة حتى بدء الحياة)(8).

(والحقائق الأولية لقانون الأخلاق وتجارب الإنسان المختلفة تعرض في قصص الجنيات من خلال الخيالات)(9).

ويمضي الكاتب وغيره في تعداد فوائد مثل هذه القصص في تركيز بالغ، ثم ينتقل إلى الأساطير أيضاً ويعرفها قائلاً: (هي الحكاية التي يفسر بها الإنسان الأول ظاهرة طبيعية، أو القصة التي تختص بالآلهة وأفعالهم، ومغامراتهم حين لم يكن الإنسان يبحث عن الآلهة لذاتها، ولكن بوصفها القوى الغيبية التي تسيطر على الظواهر الكونية وتنظيمها أو القصة التي أنشأها الإنسان الأول لتصور ما وعته ذاكرة شعب أو نسجه خيال شاعر حول حادث حقيقي، كان له من الأهمية ما جعله يعيش في أعماق ذلك الشعب صحيحاً أو محرفاً تمتزج به تفاصيل خرافية)(10).

وهذه الأساطير كانت مدار بحث طويل عند فلاسفة الغرب، لأنها جزء مهم من معتقداتهم، ومصدر من مصادر فلسفاتهم ودياناتهم وإلهاماتهم الفنية عموماً، بعدما فقدوا الدين الحقيقي الذي يطمئنون إليه، وثاروا على الكنيسة ورجال الدين، وحصروها في أماكن العبادة (الكنائس)، ومن خلال طقوس محددة، واختاروا أن ينبذوها من حياتهم العملية للفضائح والمظالم التي اكتشفوها(11)، فلا عجب وهم يحملون للإسلام الكراهية والحقد أن يحاولوا إيجاد جذور فلسفية لمعتقداتهم ومذاهبهم، وأن ينشروا ذلك في العالم، وأن يربوا أطفالهم على هذا، بل وأن ينقلوا هذه الأساطير وهذه المعتقدات إلى العالم الإسلامي.

لقد جاء الإسلام ليحارب هذه الأساطير ويبطلها، يقول الله (عز وجل)، مندداً بالمشركين الذين يصفون ما يتلى عليهم من آيات الله بأنها من الأساطير-: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: 5].

{لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [النمل: 68].

{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [القلم: 15]، {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [المطففين: 13].

وكان كثير من دعاة التغريب والعلمانية يحرصون على إدخال الأساطير ورموزها إلى الآداب العربية، وإلى أدب الطفل بالذات، ويحاولون ربطها ببعض الأساطير العربية، ويروجون ما يتلاءم مع هذه الأساطير والخرافات من كتب في العربية مثل (ألف ليلة وليلة)، (وابن طفيل) وغيرها.

ويدافع بعض الكتّاب عن الأسطورة العربية كمظهر من مظاهر الحضارة والتقدم والفكر الخلاّق(12)، ويرون أن يستفاد من مختلف الأساطير في كتب الأطفال لتغذية خيال الطفل ولا سيما في المرحلة الأولى، وهذا خلاف الحقيقة والواقع. هذا رأي كثير من الكتّاب في الخرافات والأساطير في الوقت الذي ينكرون التحدث للأطفال عن الآخرة، والجنة والنار، وعن عالم الغيب، وبالتالي يخوفون الأطفال من كتاب الله الذي يقرأ فيه الطفل منذ سنواته الأولى المعوذتين وغيرهما، ويتعرف على عالم الإنس والجن، ويسمع بالجنة والنار، والثواب والعقاب، والدنيا والآخرة.

إنه تناقض غريب يتعارض مع المنطق، وحقائق الحياة.. ولكن الهدف واضح وهو إبعاد الأطفال عن الإسلام، وتنشئتهم على الأفكار العلمانية المنافية للدين. فكل ما يتعلق بالخيالات الفارغة، والمعتقدات القديمة، والأساطير الوثنية التي تقوم على عقائد باطلة من الأمور التي يعدونها مناسبة للطفل، ومنشطة لذهنه وخياله، ومربية لعواطفه وأخلاقه، يقيمون لها المهرجانات والدراسات، ويخلعون عليها القداسات والألقاب والأفكار.

إن الأدب الإسلامي يتحمل مسؤولية تصحيح هذه المغالطات وتقويم المسيرة، وكشف الشبهات، وتنقية الأدب - عامة، وأدب الأطفال خاصة - من هذه الخرافات والأساطير والوثنيات وكل المعتقدات الباطلة.

والأدب الإسلامي مدعو - من خلال الإبداع أولاً، والنقد ثانياً، لتصحيح مسار أدب الطفل عن طريق القصة الإسلامية المناسبة التي تقدم للطفل قيماً سامية، وحقائق ثابتة، ومتعة نظيفة وفائدة شاملة، بعد أن تعيش في حوزة التصور الإسلامي، وللقصة الإسلامية مجالات ومصادر ودنياوات واسعة كثيرة. فهناك كتاب الله (عز وجل)، الذي يمد الأدب بالفكرة والموضوع والحوادث في مجالات عديدة، وتتيح له الفرص لكتابة قصص رائعة ذات أهداف سامية، وموضوعات متنوعة مهمة(13).

فمثلاً فكرة الصراع الأبدي بين الحق والباطل، أو الصراع بين الإنسان والشيطان، أو بين الخير والشر، أو بين الفضيلة والرذيلة.. وحب المال الذي يؤدي إلى العمى والضلال، والحسد الذي يضلل الإنسان، وحب الشهرة، أو الشهوة.. كل ذلك نجد له في القرآن الكريم مصدراً ملهماً يمد الكاتب بأبعاد إنسانية كبيرة، وحقائق تتصل بالنفس البشرية، والفطرة الإنسانية، ويتيح له ابتكار كثير من الموضوعات التي تصلح للقصة.

وكذلك فهناك قصص الأنبياء جميعاً، التي تمثل نماذج إنسانية متنوعة، وتجارب بشرية رائدة، وقيماً ثابتة، كل ذلك يمد الأديب بزاد كبير من موضوعات القصة، كقصة إبراهيم (عليه السلام)، مع قومه، و قصة إبراهيم مع النمرود، وقضية الإيمان بالخالق (عز وجل)، وقصة إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام)، مع الشيطان، وقصة أم إسماعيل وصبرها ورضاها بقضاء الله وإذعانها لإرادته، وقصة موسى مع قومه، ومع فرعون، وقصة أم موسى، وقصة موسى وهارون، وقصة أيوب، وقصة يونس، وقصة يوسف، وقصة مريم، وقصة عيسى، وقصة لقمان، وقصة موسى والرجل الصالح، وقصة صاحب الجنتين، وقصة أصحاب الفيل، وقصة الرسول والأعمى، وقصص كثيرة مما ورد في كتاب الله (عز وجل)، عن الأنبياء والرسل (عليهم صلوات الله)، وكلها غنية بالتجارب والأحداث والقيم التي لا نجد لها مثيلاً. وإن مثل هذه الموضوعات بحاجة إلى دراسة متأنية من الأدباء، واطلاع واسع لما ورد حولها في التفاسير من النصوص المأثورة، لكي تستخلص منها القصص المناسبة لمراحل الطفولة المختلفة، بشكل يحقق الأهداف المحددة لأدب الطفل، وتترك أثرها الجميل الطيب في الأطفال.

وفي الحديث الشريف وفي السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي(14)، وفي أخبار المجتمعات الإسلامية منابع كثيرة تمد الأديب بموضوعات مختلفة لقصص الأطفال.

ولكن ذلك يحتاج إلى الأديب المسلم الجاد الذي ينفض عن كاهله الكسل، وينهض لكي يجاهد في هذه الثغرة المهمة، بهمّة الباحث الصبور وإخلاص العابد التقي، وحماسة الداعية المجاهد، لا بهمّة التاجر، أو الساحر، أو الملفق الذي يبتغي أول ما يبتغي الكسب والشهرة واقتناص الفرص.

لقد حان الوقت لكي نتخلص من أسر التقليد والانبهار لكل ما يأتي من الغرب، مرة باسم التقدم والحضارة، ومرة باسم الحداثة والتطور، ومرة باسم الأطر الفنية والقواعد الأدبية، ومرة باسم الحكمة والفلسفة، ومرة... مرة.. ونبقى في دائرة الغرب بآدابنا وأذواقنا وأفكارنا وأسلوب عيشنا، أسرى طائعين، بل أتباعاً مخدوعين، نستسلم لهذا، ونهدر طاقاتنا قبل أن نعرف ذاتنا، ومقومات حياتنا، وثرواتنا الحقيقية، وقبل أن نتبين ما نريد.

إن مسؤولية الأديب إزاء الطفل مسؤولية عظيمة كبيرة، كمسؤولية الأب نحو ابنه: (يهوده أو يمجسه أو ينصره)، وهذه المسؤولية هي التي تدفعنا للبحث عن مسار هذا الأدب ضمن تصوراتنا وأهدافنا غير عابئين بما يثيره حلفاء الشيطان عنا وعن طريقنا. وطريق الرسل والأنبياء والدعاة والمصلحين والصالحين لم يرض عنه - أبداً - أتباع الشيطان وعبدة الأوثان، ولم يكن هذا الطريق في يوم من الأيام بلا عناء أو ابتلاء(15)، لأنه طريق الخير والبناء، طريق الإنسانية التي تلتمس الخير والكرامة والرشد. تلتمس الصلاح والإحسان، وفي سعيها هذا سيقوم ألف اعتراض وألف معترض، من داخل النفس، وداخل الصف، وخارج الحدود، كل يتكلم بلهجة خاصة ولكنهم جميعاً يلتقون عند هدف واحد.

إن هذا الكلام لا يعني طرح ما لدى الآخرين من صلاح وخير، وصد الأصوات الغريبة أياً كانت، فهذا محض افتراء من الآخرين، لأن الإسلام، والإسلام وحده هو الذي فتح المنافذ لكل بني البشر لكي تسهم في الصلاح، وتقول رأيها، وهو وحده الذي أصغى لكل الناس، واستفاد من كل خير، ووظف كل هذا في سبيل الإنسانية.. نحن لا نصدّ عن الحق، وإنما ندعو لمعرفة هذا الحق من طريق الله، وليس من طريق الشيطان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر: فن الكتابة للأطفال / 82، وأدب الأطفال في ضوء الإسلام / 78، وانظر: الشكل الفني لقصة الطفل في سورية: سمر روحي الفيصل مجلة الموقف الأدبي (208 ـ 209 ـ 210)، ص50، عن القصص المأخوذة من العلوم وأدب الأطفال، الفصل الثالث: الأجناس الأدبية ومقاييسها في أدب الأطفال (115 - 192)، وأدب الأطفال - فلسفته - فنونه وسائطه، الباب الثالث / 131-207.

2ـ الاتجاهات الجديدة في ثقافة الأطفال / 15.

3ـ أدب الأطفال - فلسفته فنونه وسائطه ص98. حيث يقول الكاتب: (لم يعد أدب الأطفال تقديم كلام منمق.. إلخ، ولم يعد أداة تخويف الأطفال وإرهابهم من العقاب في الدنيا والآخرة، ولم يعد عبراً ومواعظ تقال في عبارات جافة جامدة).

4ـ المصدر السابق / 161-165.

5ـ أدب الأطفال / 138.

6ـ المصدر السابق / 142.

7ـ المصدر السابق / 143.

8ـ المصدر السابق / 144.

9ـ المصدر السابق/ 144، وانظر: (التفسير الإعلامي لأدب الأطفال): د / عبد العزيز شرف - مجلة الفيصل العدد (111)، رمضان 1406هـ، أيار وحزيران (مايو ويونيو) 1986م، ص27.

10ـ المصدر السابق / 147، وانظر (أساطير اليونان): للدكتور محمد صقر خفاجة، والأساطير: للدكتور أحمد كمال زكي، والحكاية الخرافية: ترجمة د / نبيلة إبراهيم.

11ـ انظر (واقعنا المعاصر): للأستاذ محمد قطب مؤسسة المدينة للصحافة، ط1، 1407هـ، ص95، الغزو الفكري، (ومذاهب فكرية معاصرة): للكاتب نفسه فصل (الدين والكنيسة من 9 - 78) وفيه نقولات مهمة عن مؤرخي هذا العصر من الأوربيين، وكتاب (العلمانية)، سفر بن عبد الرحمن الحوالي، ولا سيما الفصل الأول منه.

12ـ أدب الأطفال/ 154، بينما يرى صاحب كتاب: أدب الأطفال - فلسفته - فنونه وسائطه / 193، أن الأساطير لا تناسب الأطفال، مع أنه يخالف في كثير من فصوله التفسير الإسلامي والمنهج الإسلامي للحياة، وانظر الفيصل (111)، ص27. 

13ـ لقد كتب عدد من الأدباء قصصاً استمدت موضوعاتها من كتاب الله، ومن الذين كتبوا في هذا المجال (محمد موفق سليمة، وعبد الودود يوسف، وعبد التواب يوسف، وأحمد بهجت، والشيخ أبو الحسن الندوي، ومحمد أحمد برانق، وعبد الرزاق نوفل، وعبد السلام محمد بدوي، ومحمد رجب، وإبراهيم عزوز، والسيد شحاته، وأحمد عيسى عاشور، وفايد العمروسي، ومحمد علي قطب، ومرزوق هلال، وصفي آل وصفي، وآخرون. وينظر في كتاب (قصص القرآن في مواجهة أدب الرواية والمسرح لأحمد محمد سالم، فلقد كتب فصولاً جيدة عن موضوع الخيال والأساطير واعتماد القصة الغربية على ذلك، وأوضح الأسباب التي تدفع الغربيين لهذا الأمر).

14ـ في الحديث عن القصة التاريخية في كتاب (ادب الاطفال فلسفته فنونه وسائطه)، اشار الكاتب الى تاريخنا إشارات سيئة مستمدة من الرؤية الماركسية الحاقدة على كل الاديان ولا سيما الإسلام. انظر ص 172، وما بعدها.

15ـ يقول الله (عز وجل): {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2].

وحين يقرأ المتبصر في بعض ما يكتبه أدباء ونقاد إسلاميون عن ضرورة الإلتزام بالقواعد الفنية، والأصول والشروط الأدبية للأنواع الأدبية المختلفة، يصل إلى اقتناع تام بأن الخروج عن حدود الشرع والدين أهون من الإخلال بهذه الشروط الغربية، وهذه مغالطة ينبغي التخلص منها وكشفها، وإبراز الإبداع الذاتي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.