مرحلة تعاريف الجغرافية عند الجغرافيين المسلمين (الجغرافية الاسلامية) |
1930
05:19 مساءً
التاريخ: 24-8-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2022
1590
التاريخ: 18-9-2019
2606
التاريخ: 14-1-2020
1357
التاريخ: 25/12/2022
1254
|
وفيما يأتي عرض ومناقشة لتعاريف الجغرافية ضمن كل مرحلة:
مرحلة تعاريف الجغرافية عند الجغرافيين المسلمين (الجغرافية الاسلامية): في هذه المرحلة المهمة في تاريخ علم الجغرافية، وتحديدا خلال المدة من القرن التاسع لغاية القرن الثاني عشر الميلادي، إذ تميزت تعاريف الجغرافية بعبارات مطولة وواضحة، وهذا يعود إلى طبيعة المجتمع العربي الذي يتميز بلغة عربية غنية بالكلمات والألفاظ والمرادفات، وخاصة وان العرب اهل شعر، ونثر، لذلك نجد أن تعاريف الجغرافية تميزت بجانب لغوي من حيث التوسع في استخدام الكلمات، فمثلا عرف (المقدسي) الجغرافية ب(96) كلمة في كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم. في حين عرفها الزهري في (95) كلمة في كتابه (الجغرافية. بحرف العين).
وكما سيتم توضيحه لاحقا وطبعا أن مصطلح الجغرافية لم يكن هو المستخدم بين علماء الجغرافية المسلمين، اذ يقول العلامة الروسي (كراتشكوفسكي) أن الجغرافية عند العرب كانت تسمى (علم الاطوال والاعراض) او (علم تقويم البلدان ). أما الجغرافية الوصفية فقد اطلق عليها اسم (علم المسالك والممالك) وفي الحالات التي يدور فيها الكلام على مراحل الطرق بصورة خاصة أطلق عليها اسم (علم البرود) جميع بريد، واذا غلب الجانب الكوزموغرافي (Cosmographic) - أي وصف الكون بما يصحبه من میل واضح نحو العجائب والغرائب فقد استعملت تسمية (علم عجائب البلاد)(1). وأيضا كان يطلق عليها صورة الأرض (كما أشار الادريسي)، والأقاليم الإسلامية (كما أشار المقدسي). والأعلاق النفيسة لأبن رسته (ت 310 ه ) ومروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي (ت 346ه)(2). انظر شكل (۱). ومما يميز هذه المرحلة أيضا، أن تعاريف الجغرافية كانت شمولية، إذ أن التعريف الواحد كان يضم تفاصيل العلم كافة، من حيث معنى الجغرافية اولا، ومن حيث فروع واقسام الجغرافية ثانية. ولعل أبرز صفه لهذه المرحلة، أن التعريف الجغرافي كان يشير بوضوح الى فرعي (قطبي) الجغرافية الرئيسيين، وهما الجغرافية الطبيعية والبشرية، ولكن بعبارات أخرى، كالإشارة الى الجغرافية الطبيعية بالجبال، والأودية، والأنهار، والبحار، والبوادي. والاشارة الى الجغرافية البشرية بالمسالك جغرافية النقل)، والمدن والبلدان (جغرافية المدن)، والأصنام والأوثان (جغرافية الأديان)، والمزروعات (الجغرافية الزراعية، والمصنوعات او الصنائع (الجغرافية الصناعية) ...الخ.
وفي مرحلة تاريخية أحدث، بدأ العرب باستخدام لفظ الجغرافية صراحة في مؤلفاتهم، إلا أن هذا الاستعمال ظهر بشكلين، فاستعمال العرب للفظ (جغرافيا) دون أداة التعريف يعنون به كتاب بطلیموس، ومثال ذلك ما يقوله الخوارزمي من انه استخرج كتاب صورة الأرض من (كتاب جغرافيا الذي الفه بطليموس القلوذي) فلفظ جغرافية هنا هو عنوان کتاب بطليموس كما يقال كتاب المجسطي، ثم تطور استعمال اللفظ بعد ذلك، فنقرأ في رسائل اخوان الصفا: (الرسالة الرابعة في جغرافيا، يعني صورة الأرض والأقاليم) أي أنه أصبح يدل على وصف صورة الأرض ولكنه ظل يستخدم دون أداة التعريف. وعند الادريسي نجد اللفظ مستعملا مع أداة التعريف أي أن لفظ جغرافيا عنده يدل على صورة الأرض أي خريطة الدنيا ووصفها. واستخدم العرب أيضا لفظ جغرافية بمعنى (خريطة او خريطة مع شرحها). وأيضا استخدم العرب لفظ جغرافية (بحرف العين وليس الغين) ويلاحظ أن الزهري يكتب دائما جغرافية بالعين المهملة، وكذلك نجد اللفظ في الفوكابولیستا (قاموس عربي لاتيني، لاتيني عربي) وفي المخطوطات الجيدة من مقدمة ابن خلدون وهذا ليس مجرد تصحيف وانما كان رسما معروفا لهذا اللفظ في كثير من الكتب الأندلسية خاصة وأشار إلى ذلك ياقوت الحموي وأكد ذلك دوزي(3).
_________________
(1) اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي، تاريخ الأدب الجغرافي العربي، تعريب: صلاح الدين عثمان هاشم، الطبعة الثانية، دار الغرب الإسلامي، تونس، ۲۰۰۸، ص ۲۲.
(2) علي محمد المياح، أصالة الفكر الجغرافي العربي ومنهجيته، مجلة المجمع العلمي العراقي، الجزء الاول المجلد الثاني والاربعون، بغداد، 1414ه= ۱۹۹۹م، ص 95.
(3) حسین مؤنس، تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس، الطبعة الثانية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتبة مدبولي، القاهرة، ۱۹۸۹، ص365-369.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|