أقرأ أيضاً
التاريخ: 19/12/2022
3296
التاريخ: 2023-02-19
1175
التاريخ: 2023-02-17
740
التاريخ: 2023-02-22
1068
|
فجر الاجتهاد الجغرافي القديم
في العصر الحجري الحديث، كان التحول الذي أنهى أوضاع ، عاشها التفكير الجغرافي غير المكتوب التلقائي، المستغرق في الخصوصة الذاتية، لكى تبدأ الأوضاع الجديدة التي يسرت، تسجيل التفكير الجغرافي القديم المكتوب, وقل أن هذا التحول قد تمثل في التغيير الذي استجد، وأقاح للانسان أن يباشر الانتاج الاقتصادي ، ويسيطر على مقوماته وجاء على هذا الوضع الذي استجد، كان التوجه المباشر إلى انهاء التفرد الذي عاشه الانسان في اطار الأسرة، إلى التوحد والترابط الذي أدخله في نسيج المجتمع الكبير المركب.
وفرض هذا التداخل في توليفة المجتمع، أن تخيم عليه روح المصلحة المشتركة ومن ثم كان التوجه إلى مباشرة الانتاج ، وتقسيم العمل على أفراد المجتمع، كل لما هو ميسر له - وتحت مظلة المصلحة المشتركة، والتنعم بالدفء الاجتماعي ، كان مشوار صناعة المدنية، في اطار خصوصية اجتماعية اقليمية, وأفرز هذا التوجه النظام، الذي كفل ضبط ايقاعات حركة حياة المجتمع الشعب أو الأمة, كما أنجز صناعة اللغة التي يسرت أو أتاحت التفاهم والتعاون والتكامل، وهو الذي جاوب ورسح المصلحة، بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والحضارية المشتركة وأبدعت للمدنية الكتابة واصطنعت حروف الأبجدية، لكي يتسنى التسجيل والتدوين والكتابة.
وقل أن الكتابة والأخذ بالتدوين والتسجيل، ابداع وابتكار في غاية الأهمية, وأعلن هذا الابداع عن تطلع الانسان وجاوب اهتماماته، وهو صاحب هذه الاضافة حتى أصبح في وسعه، رصد وحصر وصيانة تراثه والابقاء عليه، وتأمينه وتوريثه لحساب تعاقب الأجيال، ومسيرة حركة الحياة , ومن الطبيعي أن نستشعر جيداً كيف هيا هذا الابداع، الوعاء الذي احتوى وحافظ على حصاد، أو محصلة الفكر الجغرافي, وقل أسقر هذا الاحتواء عن تحديد معالم الخط السليم، الذي سارت فيه المسيرة الفكرية الجغرافية.
هكذا تدرك بالضرورة كيف أنهى ابداع أو ابتكار أساليب الكتابة والتدوين .بالكلمة ، أو بالصورة ، مرحلة طويلة عاش فيها الفكر الجغرافي، وهو تلقائي ومبهم وغير مكتوب، ومستغرق في بحور الخصوصية الذاتية الضيقة. وهذا معناه أن نقطة التحول كانت مثيرة وفعالة ، وتستحق الاهتمام، لأنها هي التي كفلت ويسرت بداية مرحلة جديدة التفكير الجغرافي، ولأنها هي التي كفلت وطورت الاجتهاد الجاد الذي تولى مسئولية هذا التفكير الجغرافي وترسيخه، لحساب حركة الحياة في شكلها الاجتماعي المركب.
وفي اعتقادي أن هذه المرحلة الجديدة ، لا يمكن أن توصف أنها تجسد بداية مسيرة الفكر الجغرافي، لأتها من غير شك، تتمم مسيرة التفكير الجغرافي غير المكتوب بمعنى أن المدونات أو التسجيلات التي جسدت؛ الاهتمام بالمعرفة الجغرافية، وتوجه الانسان لاستيعاب هنه ؛المعرفة الجغرافية والتفكير فيها، تعلن عن اهتمام جغرافي لم يبدأ فجأة، أولم يبدا من فراغ - ولولا أن تعود الانسان على طلب المعرفة الجغرافية، والتمعن والتفكير في فحواها لما توجه في أول خطوة كان يخلوها وهو يرسخ قواعد مدينته ، إلى تسجيل اهتماماته الجغرافية بقصد ,المحافظة على رصيده منها ، وعدم الاستعداد للتفريط فيه.
وفي هذه المرحلة التي استجدت، ينبغي أن نتبين كيف تبنى الانسان بعناية والحاح ، مهمة الاجتهاد والتدبر والتفكير الجغرافي . بل قد كيف تفرغ فريق معين وتتناول أمر هذا الاجتهاد، ومباشرة الاهتمام بالتفكير الجغرافي فريق معين من زمرة المفكرين- وهذا أول مظهر من مظاهر التغيير، في مسالة التفكير الجغرافي، وافراز حصاد هذا الاهتمام - وتلك نقطة بداية في التخصص، والتزام المتخصص بالاجتهاد والتدير، والتمعن ومباشرة التفكير في المنظور الجغرافي الطبيعي ومكوناته.
وقل صحيح أن حصاد وثمرات هذا الاجتهاد الفكري، كان مشاعاً لحساب المصلحة المشتركة، التي لملمت ونسقت ايقاعات وجود وأوضاع حركة الحياة وترابطها الاجتماعي . ولكن الصحيح بعد نلك كله، أن ولاية أمر هذا التراث الفكري ، التي جسدت اجتهاد الفريق المتخصص كافت مسئولية ثقيلة, ولقد سلك الاجتهاد الجغرافي كل الدروب، التي أتاحت ويسرت المعرفة الجغرافية - وكانت بعض هذه الدروب مسدودة لحيانا، حتى كان التخبط الذي شوه أو ضيع بعض أهم الحقائق الجغرافية, بل قل ربما ضاعت هذه الحقائق، في زحمة توسيع دائرة المعرفة الجغرافية, والانبهار بالعجائب والغرائب على صعيد الأرض.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|