أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-12
288
التاريخ: 2023-03-09
1030
التاريخ: 12-10-2018
2869
التاريخ: 16-1-2022
1983
|
ومعناه الخروج عن الطاعة وعدم الالتزام بالواجبات الملقاة على عاتق أحد الزوجين وهو متصور في المرأة والرجل رغم أن المشهور هو نشوز المرأة.
تناولنا في الدرس الحادي عشر الواجبات الملقاة على عاتق كل من الزوج والزوجة وحقوق كل منهما.
وإذا تخلف الزوج أو الزوجة أو كلاهما عن داء ما عليه من واجبات فهنا يتحقق النشوز وهو عدم العمل بتلك الالتزامات التي أوجبها الشرع المقدس.
وهناك بحوث فقهية واسعة حول الموضوع - النشوز وأحكامه - نشير إليها هنا باختصار:
وذلك عندما تمتنع عن اداء واجباتها واداء حقوق زوجها وعدم تمكينه من نفسها وهنا نشير إلى الأمور التي تؤدي إلى نشوز المرأة:
- عدم تمكين المرأة نفسها لزوجها من الناحية الجنسية.
ـ الخروج من البيت دون اذن زوجها.
ـ الإسراف في مال زوجها وعدم اطاعته.
ـ إدخال الأجنبي إلى بيت زوجها أو أي فرد آخر بدون موافقة الزوج.
ـ الامتناع عن تلبية طلبات زوجها المشروعة واستقباله بوجه عابس.
ـ أن تخطط لتضييع حقوق زوجها، والشروع بذلك.
ـ الخيانة في واجباتها والحقوق التي فرضها الشرع لزوجها عليها.
يتحقق نشوز الزوجة عند خروجها من بيتها متمردة على زوجها رافضة اداء حقوقه الواجبة، أما إذا خرجت من البيت لأداء خدمات تحتاج إليها في البيت كالطعام أو الخياطة وغسل الملابس وغير ذلك فهنا لا يتحقق النشوز.
ويجب على الزوجين أن يلتزما بكل ما يتماشى مع الأخلاق.
٢- الاثار المادية والمعنوية لنشوز الزوجة:
إذا لم تعمل المرأة بواجباتها الملقاة على عاتقها ورفضت اطاعة زوجها فإن وجوب انفاق الزوج عليها يسقط، وهذه النفقة تشمل المأكل والملبس والمسكن، ونذكر هنا:
(نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تخرج المرأة من بيتها بغير اذن زوجها فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمر عليه من الجن والإنس حتى ترجع إلى بيتها...)(2).
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:
(أيما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق لم يتقبل منها صلاة حتى يرضى عنها)(3).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(أيما امرأة خرجت من بيتها بغير اذن زوجها فلا نفقة لها حتى ترجع)(4).
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها(5).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام):
[لا شفيع أنجح عند ربها من رضى زوجها](6).
فعلى المرأة أن تسعى جاهدة لأداء واجباتها التي قدرها الشرع الإسلامي وأن تعمل لرضى زوجها وتبتعد عن كل ما يغضبه كي تحصل على سعادة الدارين وتنجو من عذاب جهنم.
٣- الأساليب العملية لرفع نشوز المرأة:
وضع الدين الإسلامي الحنيف قواعد وتعليمات توضح دور كل من الزوجين في حالة عدم توافقهما وانسجامهما وبذا وفر الإسلام فرصة الاستمرار في الحياة الزوجية، فالقران الكريم يوضح ثلاث مراحل في قضية اعادة الزوجة إلى طاعة زوجها والخروج من حالة النشوز فالزوج يعمل لإعادة زوجته إلى الطاعة وإذا تمت المراحل الثلاث فيأتي دور الأقارب والحكمين، قال تبارك وتعالى :
{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} [النساء: 34].
ووفقاً لما تؤكده الآية الكريمة فإن على الزوج أن يبدأ بنصح زوجته كي تعود إلى الطاعة، وتأتي بعد ذلك مرحلة الهجر في المضجع ثم مرحلة الضرب وهي الثالثة.
وهنا يجب الانتباه إلى أن الضرب ليس بقصد التشفي بل بقصد اخراجها من حالة النشوز، هذا أولاً وأما ثانيا فإن الضرب يجب أن يكون غير مبرح ولا يجعل المنطقة التي تتعرض للضرب من بدن المرأة تصبح سوداء أو حمراء أو زرقاء لأن ذلك يوجب الدية(7).
إن بعض الرجال وتحت ذرائع مختلفة يضربون زوجاتهم ويتصرفون معهن وكأنهم في ساحة حرب مع أعدائهم وفي هذا المجال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(أيضرب أحدكم المرأة ثم يظل معانقها)(8).
وعلى هذا لا يجوز لأحد أن يقول أجاز لي القرآن الكريم أن أضرب زوجتي الناشز كيفما شئت.
يتحقق نشوز الرجل في حالة عدم التزامه بأداء حقوق زوجته كحق المضاجعة واداء النفقة.
فكل عاقل يعلم أن التصرف بخشونة وتعذيب المرأة يدمر الحياة الزوجية والأهم من ذلك تتبدل الحياة إلى حياة مرة وجو الأسرة الى حرب نفسية.
وعلى كل زوج أن لا يخاطر بحياته وكرامته من خلال الأوهام الخيالية بل عليه السعي لتحويل جو البيت إلى جو أنس ومودة وحب، ومحيط الأسرة إلى محيط دفء وعطف ووئام، وإذا كان الرجل يرغب أن تكون حياته مليئة بالسعادة فعليه أن لا يضيق على زوجته ويلتزم بالقواعد الأساسية في الحياة الزوجية ومثلما يتوقع من زوجته القيام بواجباتها ازاءه فهي أيضاً تتوقع كذلك من زوجها. وعليه أن لا يتعامل مع زوجته وكأنها خادمة أو أمة بل هي شريكة حياته وأم أولاده، وهي كذلك عليها أن لا تتعامل مع زوجها وكأنه عبد أو خادم لها.
بل على المرء أن يفهم أن عدم اداء الواجب الملقى على عاتقه ازاء زوجه يوجب العذاب الإلهي فعلى الرجل أن يحسن لزوجته ويرعى حقها ولا يذرها كالمعلقة، قال الإمام الباقر (عليه السلام):
(من كانت عنده امرأة فلم يكسها ما يواري عورتها ويطعمها ما يقوم صلبها كان حقاً على الإمام أن يفرق بينهما)(9).
فعلى الرجل أن يتصرف مع زوجته بما يتناسب مع الأسس والقواعد الشرعية ويعمل بواجبه المطلوب منه.
٥- الأساليب العملية لإزالة نشوز الرجل:
على الزوجة في البدء تقديم النصح للزوج من أجل العودة إلى اداء الحقوق الزوجية والعمل بواجبه من أجل اقرار الصلح بينهما، وإذا لم يؤثر النصح فلها أن ترفع أمرها للحاكم الشرعي، وهنا لا يجوز أن تفصل المرأة فراشها عن فراش زوجها أو ضربه بل ترفع أمرها للمحكمة التي تطلب زوجها وتأمره أن يؤدي حقوق زوجته كالنفقة مثلاً وإذا امتنع عن ذلك فللحاكم أن يعزره ويعين بعض ماله كنفقة لزوجته(10).
قال تعالى : {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128] ولمن أراد التفصيل في تفسير الآية الكريمة الرجوع إلى الباب الحادي عشر من أبواب النشوز في وسائل الشيعة الجزء 15.
٦- الشقاق والأحكام المترتبة عليه:
الشقاق خلاف النشوز الذي يقع من أحد الزوجين تفريطاً بحقوق الا..
أما الشقاق فإنه يقع من كلا الزوجين وكل منهما لا يؤدي حق الآخر مما يسبب خلافاً شديداً بينهما لحصول النشوز من الجانبين وإذا ما وصل الأمر إلى هنا وأصبح أمر عودة الصلح إلى هذا البيت غير ممكن يرجع إلى الحاكم الذي يستدعي حكمين من أقارب الزوجين من أهل الخبرة والدراية من أجل الإصلاح بينهما وإذا تعذر الأمر ولم يكونا مستعدين للعمل بواجباتهما فله أن يصدر حكم الطلاق.
وحول اصلاح ذات البين سواء كان المتخاصمان زوجين أو غير زوجين وردت آيات وروايات، وبخصوص اصلاح الزوج والزوجة وردت الآية الكريمة:
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].
وعلى هامش تفسير هذه الآية الكريمة هناك تفصيلات في الأبواب ١٠- ١٢- ١٣ من أبواب القسم والنشوز في الجزء ١٥ من وسائل الشيعة.
قال تعالى: {وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1].
وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10].
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): أوصيكما وجميع ولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت جدكما (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام»(11).
فلو وقع مثلا خلاف بين الزوجين تقع مسؤولية الاصلاح بينهما على أقربائهما على قدر الامكان.
_______________________________
(١) لمزيد من التفصيل يرجى مراجعة كتاب جواهر الكلام ج ٣١ من ص200 فصاعداً، وتحرير الوسيلة ج٢ كتاب النكاح ووسائل الشيعة ج ٥ ص80 وما بعده.
(2) وسائل الشيعة ج ١٤ ص 11٤.
(3) وسائل الشيعة ج١٤ ص١١٣.
(4) من لا يحضره الفقيه ج٣ ص٢٧٨.
(5) عيون أخبار الرضا ص٣٥.
(6) عقاب الأعمال ص٩٥.
(7) تحرير الوسيلة ج ٢ كتاب النكاح بحث النشوز.
(8) وسائل الشيعة ج١٤ ص119.
(9) مكارم الأخلاق ص٢٤٩.
(10) تحرير الوسيلة ج٢ كتاب النكاح - بحث النشوز، والجواهر ج٣١ ص٢٠٧.
(11) نهج البلاغة - فيض الإسلام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|