أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-30
112
التاريخ: 2024-10-28
123
التاريخ: 2024-07-21
402
التاريخ: 2024-10-17
243
|
المطلب الثاني: خطر الإرهاب الإلكتروني
لقد أدى ظهور الحاسبات الآلية إلى تغيير شكل الحياة في العالم، وأصبح الاعتماد على وسائل تقنية المعلومات الحديثة يزداد يوماً بعد يوم، سواء في المؤسسات المالية، أو المرافق العامة، أو المجال التعليمي، أو الأمني أو غير ذلك، إلا أنه وإن كان للوسائل الإلكترونية الحديثة ما يصعب حصره من فوائد، فإن الوجه الآخر والمتمثل في الاستخدامات السيئة والضارة لهذه التقنيات الحديثة ومنها الإرهاب الإلكتروني أصبح خطراً يهدد العالم بأسره، إن خطر الإرهاب الإلكتروني يكمن في سهولة استخدام هذا السلاح مع شدة أثره وضرره، فيقوم مستخدمه بعمله الإرهابي وهو في منزله، أو مكتبه، أو في مقهى، أو حتى من غرفته في أحد الفنادق.
إن أكثر الأنظمة التقنية تقدماً وأسرعها تطوراً هي الأنظمة الأمنية، وعلى رغم سرعة تطورها إلا أنها أقل الأنظمة استقراراً وموثوقية، نظراً لتسارع وتيرة الجرائم الإلكترونية وأدواتها والثغرات الأمنية التي لا يمكن أن يتم الحد منها على المدى الطويل، فمجال أمن المعلومات في الإنترنت أخذ في التطور بشكل كبير تماشياً مع التطور في الجريمة الإلكترونية.
لقد أصبح الإرهاب الإلكتروني هاجساً يخيف العالم الذي أصبح عرضة الهجمات الإرهابيين عبر الإنترنت الذين يمارسون نشاطهم التخريبي من أي مكان في العالم، وهذه المخاطر تتفاقم بمرور كل يوم، لأن التقنية الحديثة وحدها غير قادرة على حماية الناس من العمليات الإرهابية الإلكترونية والتي سببت أضراراً جسيمة على الأفراد والمنظمات والدول. ولقد سعت العديد من الدول إلى اتخاذ التدابير والاحترازات لمواجهة الإرهاب الإلكتروني ، إلا أن هذه الجهود قليلة ولا نزال بحاجة إلى المزيد من هذه الجهود المبذولة لمواجهة هذا السلاح الخطير.
المطلب الثالث: أسباب الإرهاب الإلكتروني
إنها متعددة ومتنوعة ومتشابكة، وهي عينها أسباب ظاهرة الإرهاب عموماً، حيث تتداخل الدوافع الشخصية مع الدوافع الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ونعرض هذه الأسباب على النحو التالي :
أولاً: الأسباب العامة للإرهاب :
تختلف أسباب الإرهاب ودوافعه تبعاً لاختلاف الجهات السياسية والظروف الاقتصادية والأحوال الاجتماعية ، والاختلاف الديني والعقائدي. ولذلك فإن ما يصدق على مجتمع قد لا يصدق بالضرورة على غيره من المجتمعات.
1- الدوافع الشخصية مثل :
أ- الرغبة في الظهور وحب الشهرة.
ب- الإحباط في تحقيق بعض الرغبات أو الوصول إلى المكانة المنشودة، وإحساس الشخص بأنه أقل من غيره وينظر إليه نظرة متدنية، فيلجأ إلى الإرهاب للخروج على النظام.
ت- فشل الشخص في الحياة الأسرية، مما يؤدي إلى الجنوح وعدم الشعور بالانتماء والولاء للوطن.
ث- الإخفاق الحياتي، الذي قد يكون إخفاقاً في الحياة العلمية أو العملية، أو النواحي الوظيفية، أو التجارب العاطفية، مما يجعله يشعر بالفشل في الحياة.
2- الدوافع الفكرية مثل:
أ- الفراغ الفكري، والفهم الخاطئ للدين ومبادئه وأحكامه وآدابه، وسوء تفسيره.
ب- التطرف وخاصة في الأمور الفكرية.
3- الدوافع السياسية ونذكر منها :
أ- غياب العدالة الاجتماعية في بعض الدول، وعدم المساواة في توزيع الثروة الوطنية والتفاوت في توزيع الخدمات والمرافق الأساسية، والاستيلاء على الأموال العامة.
ب- اعتقاد الإرهابي بانتهاك حقوقه وحرماته، وخرق القوانين والمواثيق الدولية، حيث أدى ذلك إلى التشدد والتطرف.
4- الدوافع الاقتصادية مثل:
أ- تفاقم الأزمات الاقتصادية في المجتمعات الدولية، بالإضافة إلى المتغيرات الاقتصادية العالمية، والاستغلال غير المشروع للموارد الاقتصادية لبلد معين.
ب- عدم إقامة تعاون دولي جدي من قبل الأمم المتحدة، وعدم إيجاد تنظيم عاجل ودائم لعدد من المشاكل العالمية، مثل اغتصاب الأراضي والاضطهاد.
ت- معاناة الأفراد من المشاكل الاقتصادية المتعلقة بالإسكان والفقر وغلاء المعيشة والتضخم في أسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية، وعدم تحسن دخل الفرد، مما يؤدي إلى تفشي روح التذمر ودفع الشباب إلى التطرف والإرهاب.
ث- انتشار البطالة في المجتمعات المختلفة وعدم توفر فرص العمل، مما ساهم في ظهور جرائم السرقات والإرهاب.
ج- التقدم التقني للأنظمة المصرفية العالمية وما أدى إليه من سهولة انتقال الأموال وتحويلها بين جميع أرجاء العالم عن طريق شبكة النت، مما ساعد المنظمات الإرهابية على استغلال الفرصة من أجل تحقيق أهدافهم غير المشروعة.
5- الدوافع الاجتماعية مثل:
أ- التفكك الأسري، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض النفسية والانحراف والإرهاب، خاصة وأن الترابط الأسري يحيط الأشخاص بشعور التعاون والتماسك.
ب- الفراغ النفسي والروحي والعقلي جعل الفرصة سانحة لقبول كل فكر هدام ومتطرف.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|