أقرأ أيضاً
التاريخ: 22/12/2022
1519
التاريخ: 22-7-2020
2282
التاريخ: 28-9-2016
1561
التاريخ: 20-6-2022
1844
|
اعلم أنّ الحاسد له في أعدائه ثلاثة أحوال:
الأولى: أن يحب مساءتهم بطبعه ولكنه يكره حبه لذلك وميل قلبه إليه بعقله، ويمقت (1) نفسه عليه ويود أن يكون له حيلة في إزالة ذلك الميل، وهذا القسم معفو عنه قطعا لأنه غير داخل تحت الاختيار.
الثانية: أن يحب ذلك ويظهر الفرح بمساءته إما بلسانه أو بجوارحه، وهذا هو الحسد المحظور (2) قطعا.
الثالثة: وهي بين الطرفين أن يحسد بالقلب من غير مقته لنفسه على حسده ومن غير إنكار منه على قلبه، لكن يحفظ جوارحه من طاعة الحد في مقتضاها، وهذا محل خلاف بين العارفين: فقيل إنه لا يخلو عن إثم بقدر قوة ذلك الحب وضعفه، لأنك وإن كفيت ظاهرك بالكلية إلا أنك بباطنك تحب زوال النعمة، وليس في نفسك كراهة لهذه الحالة، فأنت أيضاً حسود عاص لأن الحسد صفة القلب لا صفة الفعل (3)، قال تعالى: {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} [الحشر: 9]. وقال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء} [النساء: 89].
والفعل ـ كالغيبة والوقيعة في المحسود - إنما هو عمل صادر عن الحسد لا عين الحسد.
وذهب ذاهبون إلى أنه لا يأثم إذا لم يظهر الحسد على جوارحه، ويرشد إليه كثير من الأخبار: فروي من طرق العامة (4) بأسانيد عديدة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: وضع عن أمتي تسع خصال: الخطأ، والنسيان، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، وما استكرهوا عليه، والطيرة (5)، والوسوسة في التفكير (6) في الخلق، والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد (7).
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: ثلاث لا ينجو منهن أحد: الظن، والطيرة، والحسد.
وسأحدثكم بالمخرج من ذلك: إذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ (8) (9).
وفي رواية أخرى: ثلاث لا ينجو منهن أحد وقل من ينجو منهن... إلى آخرها (10).
وفي رواية أخرى: ثلاثة في المؤمن له منهن مخرج، ومخرجه من الحسد أن لا يبغى (11).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المقت: بغض من أمر قبيح ركبه، فهو مقيت.
كتاب العين، الفراهيدي: 5 / 132، مادة "مقت".
(2) الحظر: يطلق بمعنى المنع والقطع، ومنه قولهم: حظرت عليه كذا، أي: منعته منه.
والحظر: هو خطاب الشارع بما فعله سبب للذم شرعا بوجه ما، من حيث هو فعله.
ومن أسمائه أنه محرم ومعصية وذنب.
الأحكام، الآمدي: 1 / 113، الفصل الثاني في المحظور.
(3) انظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني :80 ـ 85، الباب الثالث في الغضب، الفصل 4 ـ 7؛ إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 167 ـ 179، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد، القول في ذم الحسد وفي حقيقته وأسبابه ومعالجته وغاية الواجب في إزالته.
(4) العامة: تطلق الكلمة على جميع المذاهب من غير الشيعة، والذين يطلق عليهم: الخاصة، وهم شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) الذين يعتقدون بولايته وخلافته وولاية وخلافة أبنائه المعصومين (عليهم السلام). وقد مر سابقا ترجمة كلمة الخاصة فراجع.
(5) الطيرة: بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن: هي التشاؤم بالشيء. وهو مصدر تطير. يقال: تطير طيرة، وتخير خيرة.
النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 3 / 152، حرف الطاء.
(6) في الكافي: "التفكر" بدل "التفكير".
(7) الكافي، الكليني: 2 / 463، كتاب الإيمان والكفر، باب ما رفع عن الأمة / ح2.
(8) البغي: التعدي - وبغى عليه استطال، وبابه رمى، وكل مجاوزة وإفراط على المقدار الذي هو حد الشيء فهو بغي.
مختار الصحاح، الرازي: 38، مادة "بغي ".
(9) مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1 / 127، باب ما جاء في الحسد.
(10) المصدر الأسبق.
(11) بحار الأنوار، المجلسي: 70 / 243، كتاب الايمان والكفر، باب 131 الحسد / بيان الحديث 1.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|