الصراع البيئي- الأسباب والنتائج

سيؤدي الإجهاد البيئي دورة واسع النطاق في صراعات المستقبل، لأن الرفاهية الاقتصادية لنحو نصف سكان العالم ترتبط بصورة مباشرة بالأرض، الأمر الذي سيجعل المساحات الزراعية والمياه والوقود والمساحات الزراعية من المؤشرات البيئية المهمة، ولاسيما في ما يخص النمو السكاني المتوقع والتغير المناخي المتوقع. وهذا مهم لأن نحو ملياري نسمة لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة (2008 Gleick)، ونحو 75٪ من سكان العالم الأكثر فقرا هم مزارعون يكسبون كفاف عيشهم من خلال قطع صغيرة من الأرض. ويعتبر الجفاف والتصحر وانحسار الغابات وتأكل التربة والاستنزاف هي المشكلات الرئيسية في هذه المناطق. والحقيقة التي تضاعف هذه المشكلات هي أنه ومع أن المساحات الزراعية ووقود الكتلة الحيوية والمياه هي من المصادر المتجددة، فإن الممارسات غير المستدامة في كثير من المناطق تستنزف هذه المصادر بشكل يفوق قدرتها على التجدد .(Homer-Dixon 1999) أصبح هذا السيناريو أكثر تعقيدا لأن النمو السكاني المتوقع، ولاسيما في العالم النامي، سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الاستهلاك لكل نسمة، مما سيزيد الممارسات غير المستدامة. ومن ثم، من المتوقع أن الإجهاد البيئي سيساهم مساهمة كبيرة وعلى نحو متزايد في ثلاثة أنماط من الصراع:

1- حرب عرقية / عنصرية يسببها الإجهاد البيئي والضغط السكاني؛

2- حرب أهلية يشعلها الإجهاد البيئي والتدهور الاقتصادي؛

3- حروب دولية على نطاق محدود على طول الحدود المتاخمة.

ورغم أن هذه الأحداث هي بالأساس ذات نطاق محلي، فإنها من المحتمل أن تصبح حروبا إقليمية كبيرة تتحدى الإدارة العالمية (Homer-Dixon 1999: Darpeau and Mignone 2007).