المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

هندسة الايض Metabolic Engineering
27-1-2019
Griewank Function
20-7-2019
Affricates
2024-06-18
الأسس القانونية لمبدأ المساواة في الالتحاق بالوظيفة العامة
25-9-2018
كيف تحقق ذاتك
2024-09-22
الادارة الحربية في مصر القديمة.
2023-07-23


يونس بن حبيب  
  
4214   09:50 صباحاً   التاريخ: 14-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص651-653
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 أبو عبد الرحمن الضبَّي وقيل الليثي بالولاء. إمام نحاة البصرة في عصره ومرجع الأدباء والنحويين في المشكلات، كانت حلقته مجمع فصحاء الأعراب وأهل العلم والأدب، سمع من العرب كما سمع من قبله وأخذ الأدب عن أبي عمرو بن العلاء، وأخذ عنه سيبويه وروى عنه في كتابه وأخذ عنه أيضا أبو الحسن الكسائي وأبو زكريا الفراء وأبو عبيدة معمر بن المثنى وخلف الأحمر وأبو زيد الأنصاري وغيرهم من الأئمة وكان له في العربية مذاهب وأقيسة يتفرد بها.

 قال أبو عبيدة: اختلفت إلى يونس أربعين سنة أملأ كل يوم الواحي من حفظه. وقال أبو زيد الأنصاري: جلست إلى يونس بن حبيب عشر سنين وجلس إليه قبلي خلف الأحمر عشرين سنة وكان يونس عالما بالشعر نافذ البصر في تمييز جيده من رديئه عارفا بطبقات شعراء العرب حافظا لأشعارهم يرجع إليه في ذلك كله.

 حدث محمد بن سلام قال: سألت يونس النحوي عن أشعر الناس فقال لا أومئ إلى رجل بعينه ولكني أقول امرؤ القيس إذا ركب والنابغة إذا رهب وزهير إذا رغب والأعشى إذا طرب وكان يونس يفضل الأخطل على جرير والفرزدق وقد انفرد بذلك.

قال أبو عبيدة: سئل يونس النحوي عن جرير والفرزدق والأخطل أيهم أشعر فقال أجمعت العلماء على الأخطل قال أبو عبيدة فقلت لرجل إلى جنبه سله من هؤلاء العلماء فسأله فقال من شئت ابن أبي إسحاق وأبو عمرو ابن العلاء وعيسى بن عمر الثقفي وعنبسة الفيل وميمون الأقرن هؤلاء طرقوا الكلام وماثوه لا كمن تحكون عنه لا بدويين ولا نحويين فقلت للرجل سله فبأي شيء فضل عليهم قال بأنه كان أكثرهم عدد قصائد طوال جياد ليس فيها فحش ولا سقط ومن نقد يونس للشعر ما حكاه الأصمعي قال:

 جاء مروان بن أبي حفصة الشاعر إلى حلقة يونس فسلم ثم قال أيكم يونس فأومأنا إليه فقال له أصلحك الله إني أرى قوما يقولون الشعر لأن يكشف أحدهم سوءته ثم يمشي كذلك في الطريق أحسن له من أن يظهر مثل ذلك الشعر وقد قلت شعرا أعرضه عليك فإن كان جيدا أظهرته وإن كان رديئا سترته فأنشده قوله: [الكامل]

                                     (طرقتك زائرة فحي خيالها)

 فقال له يونس: يا هذا اذهب فأظهر هذا الشعر فأنت والله فيه أشعر من الأعشى في قوله: [الكامل]

                                     (رحلت سمية غدوة أجمالها)

 فقال له مروان: سررتني وسؤتني سررتني بارتضائك شعري وساءني تقديمك إياي على الأعشى وأنت تعرف محله فقال له يونس إنما قدمتك عليه في تلك القصيدة لا في شعره كله لأنه قال فيها:

                                    (فأصاب حبة قلبها وطحالها)

 والطحال لا يدخل في شيء إلا أفسده وقصيدتك سليمة من هذا وشبهه وليونس أخبار كثيرة يطول ذكرها ومن تصانيفه: كتاب معاني القرآن الكبير كتاب معاني القرآن الصغير كتاب اللغات كتاب النوادر كتاب الأمثال وكان مولده سنة ثمانين ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة عن مائة سنة واثنتين.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.