أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2016
4004
التاريخ: 26-06-2015
2673
التاريخ: 26-1-2016
2190
التاريخ: 7-2-2018
2451
|
أبو الحسن قاضي الري في أيام الصاحب بن عباد. وكان أديبا أريبا كاملا. مات بالري يوم الثلاثاء بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وهو قاضي القضاة بالري حينئذ وذكره الحاكم في تاريخ نيسابور وقال ورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة مع أخيه أبي بكر وأخوه إذ ذاك فقيه مناظر وأبو الحسن قد ناهز الحلم فسمعا معا الحديث الكثير ولم يزل أبو الحسن يتقدم إلى أن ذكر في الدنيا. وحمل تابوته إلى جرجان فدفن بها وصلى عليه القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد وحضر جنازته الوزير الخطير أبو علي القاسم بن علي بن القاسم وزير مجد الدولة وأبو الفضل العارض راجلين ووقع الاختيار بعد موته على أبي موسى عيسى بن أحمد الديلمي فاستدعي من قزوين وولي قضاء القضاة بالري وله يقول الصاحب بن عباد وقد أنشأ عهدا للقاضي عبد الجبار علي قاضي الري: [الطويل]
(إذا نحن سلمنا لك العلم كله ... فدعنا وهذي
الكتب نحسن صدورها)
(فإنهم لا يرتضون مجيئنا ... بجزع إذا نظمت أنت شذورها)
وكان الشيخ عبد القاهر الجرجاني قد قرأ عليه
واغترف من بحره وكان إذا ذكره في كتبه تبخبخ به وشمخ
بأنفه بالانتماء إليه. وطوف في صباه البلاد وخالط العباد واقتبس العلوم والآداب
ولقي مشايخ وقته وعلماء عصره. وله رسائل مدونة وأشعار مفننة وكان جيد الخط مليحا
يشبه بخط ابن مقلة. ومن شعره: [السريع]
(أفدي الذي قال وفي كفه ... مثل الذي أشرب من فيه)
(الورد قد أينع في وجنتي ... قلت فمي باللثم يجنيه)
ومنه: [الطويل]
(يقولون لي فيك انقباض وإنما ... رأوا رجلا في
موقف الذل أحجما)
(أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته
عزة النفس أكرما)
(وما زلت منحازا بعرضي جانبا ... من الذم أعتد
الصيانة مغنما)
(إذا قيل هذا مشرب قلت قد أرى ... ولكن نفس الحر
تحتمل الظما)
(وما كل برق لاح لي يستفزني ... ولا كل أهل
الأرض أرضاه منعما)
(ولم أقض حق العلم إن كان كلما ... بدا طمع
صيرته لي سلما)
(ولم
أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما)
(أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة ... إذن فابتياع
الجهل قد كان أحزما)
(ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في
النفوس تعظما)
(ولكن أذلوه جهارا ودنسوا ... محياه بالأطماع
حتى تجهما)
ومنه: [الطويل]
(وقالوا اضطرب في الأرض فالرزق واسع ... فقلت
ولكن مطلب الرزق ضيق)
(إذا لم يكن في الأرض حر يعينني ... ولم يك لي
كسب فمن أين أرزق)
ومنه: [الطويل]
(أحب اسمه من أجله وسميه ... ويتبعه في كل
أخلاقه قلبي)
(ويجتاز بالقوم العدا فأحبهم ... وكلهم طاوي
الضمير على حربي)
ومنه: [السريع]
(قد
برح الشوق بمشتاقك ... فأوله أحسن أخلاقك)
(لا تجفه وارع له حقه ... فإنه خاتم عشاقك)
وللقاضي عدة تصانيف منها: كتاب تفسير القرآن
المجيد كتاب تهذيب التاريخ كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه وفي
هذا الكتاب يقول بعض أهل نيسابور: [المتقارب]
(أيا قاضيا قد دنت كتبه ... وإن أصبحت داره شاحطه)
(كتاب الوساطة في حسنه ... لعقد معاليك كالواسطه)
ومن شعره: [الخفيف]
(ما تطعمت لذة العيش حتى ... صرت للبيت والكتاب جليسا)
(ليس شيء أعز عندي من العلم ... فلم أبتغي سواه أنيسا)
(إنما الذل في مخالطة الناس ... فدعهم وعش عزيزا
رئيسا)
ومن سائر شعره قوله: [الطويل]
(إذا شئت أن تستقرض المال منفقا ... على شهوات
النفس في زمن العسر)
(فسل نفسك الإنفاق من كنز صبرها ... عليك
وإنظارا إلى زمن اليسر)
(فإن فعلت كنت الغني وإن أبت ... فكل منوع بعدها
واسع العذر)
وحدث الثعالبي عن أبي نصر التهذيبي قال سمعت
القاضي أبا الحسن علي بن عبد العزيز يقول انصرفت يوما من دار الصاحب وذلك قبيل
العيد فجاءني رسوله بعطر الفطر ومعه رقعة بخطه فيها هذان البيتان الكامل
(ياأيها القاضي الذي نفسي له ... مع قرب عهد
لقائه مشتاقه)
(أهديت عطرا مثل طيب ثنائه ... فكأنما أهدي له أخلاقه)
قال: وسمعته يقول: إن الصاحب يقسم لي من إقباله
وإكرامه بجرجان أكثر مما يتلقاني به في سائر البلاد وقد استعفيته يوما من فرط
تحفيه بي وتواضعه لي فأنشدني: [الكامل]
(أكرم أخاك بأرض مولده ... وأمده من فعلك الحسن)
(فالعز مطلوب وملتمس ... وأعزه ما نيل في الوطن)
ثم قال: قد فرغت من هذا المعنى في العينية فقلت
لعل مولانا يريد قولي:
(وشيدت مجدي بين قومي فلم أقل ... ألا ليت قومي
يعلمون صنيعي)
فقال ما أردت غيره، والأصل فيه قوله تعالى ((يا
ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين)).
قال الثعالبي: القاضي أبو الحسن علي بن عبد
العزيز حسنة جرجان وفرد الزمان ونادرة الفلك وإنسان حدقة العلم ودرة تاج الأدب
وفارس عسكر الشعر ويجمع خط ابن مقلة إلى نثر الجاحظ ونظم البحتري وينظم عقد
الإتقان والإحسان في كل ما يتعاطاه ( ( وأنشد بيت الصاحب المقدم ذكره ) ) وقد كان
في صباه خلف الخضر في قطع عرض الأرض وتدويخ بلاد العراق والشام وغيرهما واقتبس من
أنواع العلوم والآداب ما صار به في العلماء علما وفي الكمال عالما ثم عرج على حضرة
الصاحب فألقى بها عصا المسافر فاشتد اختصاصه به وحل منه محلا بعيدا في رفعته قريبا
في أسرته وسير فيه قصائد أخلصت على قصد وفرائد أتت من فرد وما منها إلا صوب العقل
وذوب الفضل وتقلد قضاء جرجان من يده ثم تصرفت به أحوال في حياة الصاحب وبعد وفاته
من الولاية والعطلة وترقى محله إلى قضاء القضاة بالري فلم يعزله إلا موته رحمه
الله تعالى.
وعرض
علي أبو نصر المصعبي كتابا للصاحب بخطه إلى حسام الدولة أبي العباس تاش الحاجب في
معنى القاضي أبي الحسن نسخته بعد التصدير والتشبيب قد تقدم من وصفي للقاضي أبي
الحسن علي بن عبد العزيز فيما سبق إلى حضرة الأمير الجليل صاحب الجيش دام علوه من
كتبي ما أعلم أني لم أؤد فيه بعض الحق وإن كنت دللته على جملة تنطق بلسان الفضل
وتكشف عن أنه من أفراد الدهر في كل قسم من أقسام الأدب والعلم فأما موقعه مني
فالموقع الذي تخطبه هذه المحاسن وتوجبه هذه المناقب وعادته معي ألا يفارقني مقيما
وظاعنا ومسافرا وقاطنا وقد احتاج الآن إلى مطالعة جرجان بعد أن شرطت عليه تصيير
المقام كالإلمام فطالبني مكانه بتعريف الأمير مصدره ومورده فإن عن له ما يحتاج إلى
عرضه وجد من شرف إسعافه ما هو المعتاد من فضله ليتعجل انكفاؤه إلي بما رسم أدام
الله أيامه من مظاهرته على ما يقدم الرحيل ويفسح السبيل من بذرقة إن احتاج إلى
الاستظهار بها ومخاطبة لبعض من في الطريق بتعرف النهج فيها فإن رأى الأمير أن يجعل
من حظوظي الجسيمة عنده تعهد القاضي أبي الحسن بما يعجل رده فإني ما غاب كالمضل
الناشد وإذا عاد كالغانم الواجد فعل إن شاء الله.
ولما عمل الصاحب رسالته المعروفة في إظهار مساوئ
المتنبي عمل القاضي أبو الحسن كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه في شعره فأحسن
وأبدع وأطال وأطاب وأصاب شاكلة الصواب واستولى على الأمد في فصل الخطاب وأعرب عن
تبحره في الأدب وعلم العرب وتمكنه من جودة الحفظ وقوة النقد فسار الكتاب مسير
الرياح وطار في البلاد بغير جناح.
وقال
فيه بعض النيسابوريين البيتين المقدم ذكرهما. ومن شعره: [السريع]
(أنثر على خدي من وردك ... أو دع فمي يقطفه من خدك)
(إرحم قضيب البان وارفق به ... قد خفت أن ينقد
من قدك)
(وقل لعينيك بنفسي هما ... يخففان السقم عن عبدك)
وله: [الطويل]
(وفارقت حتى ما أسر بمن دنا ... مخافة نأي أو
حذار صدود)
(فقد جعلت نفسي تقول لمقلتي ... وقد قربوا خوف
التباعد جودي)
(فليس قريبا من يخاف بعاده ... ولا من يرجى قربه
ببعيد)
وله يستطرد: [السريع]
(من عاذري من زمن ظالم ... ليس بمستحي ولا راحم)
(يفعل بالإخوان أحداثه ... فعل الهوى بالدنف الهائم)
(كأنما أصبح يرميهم ... عن جفن مولاي أبي القاسم)
وقال يذكر بغداد ويتشوقها: [الخفيف]
(يا نسيم الجنوب بالله بلغ ... ما يقول المتيم المستهام)
(قل لأحبابه فداكم فؤاد ... ليس يسلو ومقلة لا تنام)
(بنتم فالرقاد عندي سهاد ... مذ نأيتم والعيش
عندي لمام)
(فعلى الكرخ فالقطيعة فالشط ... فباب الشعير مني
السلام)
(يا ديار السرور لا زال يبكي ... بك في مضحك
الرياض غمام)
(رب
عيش صحبته فيك غض ... وجفون الخطوب عني نيام)
(في ليال كأنهن أمان ... من زمان كأنه أحلام)
(وكأن الأوقات فيها كؤوس ... دائرات وأنسهن مدام)
(زمن مسعد وإلف وصول ... ومنى يستلذها الأوهام)
(كل أنس ولذة وسرور ... بعد ما بنتم علي حرام)
وله في ذلك: [الطويل]
(سقى جانبي بغداد أخلاف مزنة ... تحاكي دموعي
صوبها وانحدارها)
(فلي منهما قلب شجاني اشتياقه ... ومهجة نفس ما
أمل ادكارها)
(سأغفر للأيام كل عظيمة ... لئن قربت بعد البعاد
مزارها)
وله في ذلك: [الطويل]
(أراجعة تلك الليالي كعهدها ... إلى الوصل أم لا
يرتجى لي رجوعها)
(وصحبة أحباب لبست لفقدهم ... ثياب حداد يستجد خليعها)
(إذا لاح لي من نحو بغداد بارق ... تجافت جفوني
واستطير هجوعها)
(وإن أخلفتها الغاديات رعودها ... تكلف تصديق
الغمام دموعها)
(سقى جانبي بغداد كل غمامة ... يحاكي دموع
المستهام هموعها)
(معاهد من غزلان أنس تحالفت ... لواحظها ألا
يداوى صريعها)
(بها تسكن النفس النفور ويغتدي ... بآنس من قلب
المقيم نزيعها)
(يحن إليها كل قلب كأنما ... يشاد بحبات القلوب ربوعها)
(فكل ليالي عيشها زمن الصبا ... وكل فصول الدهر
فيها ربيعها)
وله في ذلك: [البسيط]
(بجانب الكرخ من بغداد لي سكن ... لولا التجمل
لم أنفك أندبه)
(وصاحب
ما صحبت الصبر مذ بعدت ... دياره وأراني لست أصحبه)
(في كل يوم لعيني ما يؤرقها ... من ذكره ولقلبي
ما يعذبه)
(ما زال يبعدني عنه وأتبعه ... ويستمر على ظلمي وأعتبه)
(حتى أوت لي النوى من طول جفوته ... وسهلت لي
سبيلا كنت أرهبه)
(وما البعاد دهاني بل خلائقه ... ولا الفراق
شجاني بل تجنبه)
وله في التخلص: [الكامل]
(أو ما انثنيت عن الوداع بلوعة ... ملأت حشاك
صبابة وغليلا)
(ومدامع تجري فتحسب أن في ... آماقهن بنان إسماعيلا)
وله من قصيدة في الأمير شمس المعالي قابوس بن
وشمكير: [الطويل]
(ولما تداعت للغروب شموسهم ... وقمنا لتوديع
الفريق المغرب)
(تلقين أطراف السجوف بمشرق ... لهن وأعطاف
الخدور بمغرب)
(فما سرن إلا بين دمع مضيع ... ولا قمن إلا بين
قلب معذب)
(كأن فؤادي قرن قابوس راعه ... تلاعبه بالفيلق المتأشب)
وله
في الصاحب من قصيدة: [الطويل]
(وما بال هذا الدهر يطوي جوانحي ... على نفس
محزون وقلب كئيب)
(تقسمني الأيام قسمة جائر ... على نضرة من حالها
وشحوب)
(كأني في كف الوزير رغيبة ... تقسم في جدوى أغر وهوب)
وله من قصيدة في الصاحب: [الطويل]
(ولا ذنب للأفكار أنت تركتها ... إذا احتشدت لم
ينتفع باحتشادها)
(سبقت بأفراد المعاني وألفت ... خواطرك الألفاظ
بعد شرادها)
(وإن نحن حاولنا اختراع بديعة ... حصلنا على
مسروقها ومعادها)
وله في الصاحب من قصيدة يهنئه بالبرء من المرض: [الطويل]
(بك الدهر يبدي ظله ويطيب ... ويقلع عما ساءنا ويتوب)
(ونحمد آثار الزمان وربما ... ظللنا وأوقات
الزمان ذنوب)
(أفي كل يوم للمكارم روعة ... لها في قلوب
المكرمات وجيب)
(تقسمت العلياء جسمك كله ... فمن أين فيه للسقام
نصيب)
(إذا ألمت نفس الوزير تألمت ... لها أنفس تحيا
بها وقلوب)
(ووالله لا لاحظت وجها أحبه ... حياتي وفي وجه
الوزير شحوب)
(وليس شحوبا ما أراه بوجهه ... ولكنه في
المكرمات ندوب)
(فلا تجزعن تلك السماء تغيمت ... وعما قليل
تبتدي فتصوب)
(تهلل وجه المجد وابتسم الندى ... وأصبح غصن
الفضل وهو رطيب)
(فلا زالت الدنيا بملكك طلقة ... ولا زال فيها
من ظلالك طيب)
وله: [الطويل]
(على مهجتي تجني الحوادث والدهر ... فأما
اصطباري فهو ممتنع وعر)
(كأني ألاقي كل يوم ينوبني ... بذنب وما ذنبي
سوى أنني حر)
(فإن لم يكن عند الزمان سوى الذي ... أضيق به
ذرعا فعندي له الصبر)
(وقالوا توصل بالخضوع إلى الغنى ... وما علموا
أن الخضوع هو الفقر)
(وبيني وبين المال بابان حرما ... علي الغنى
نفسي الأبية والدهر)
(إذا قيل هذا اليسر عاينت دونه ... مواقف خير من
وقوفي بها العسر)
(إذا قدموا بالوفر قدمت قبلهم ... بنفس فقير كل
أخلاقه وفر)
(وماذا على مثلي إذا خضعت له ... مطامعه في كف
من حصل التبر)
وله: [الطويل]
(سقى الغيث أو دمعي قل كلاهما ... لها أربعا جور
الهوى بينها عدل)
(بحيث
استرق الدعص وانبسط النقى ... وحيث تناهى الحقف وانقطع الرمل)
(أكثر من أوصافها وهي واحد ... ولكن أرى أسماءها
في فمي تحلو)
(وفي ذلك الخدر المكلل ظبية ... لكل فؤاد عند
أجفانها ذحل)
(إذا خطرات الريح بين سجوفها ... أباحت لطرف
العين ما حظر البخل)
(تلقت بأثناء النصيف لحاظنا ... وقالت لأخرى ما
لمستهتر عقل)
(أفي مثل هذا اليوم يمرح طرفه ... وأعداؤنا حول
وحسادنا قبل)
(ومدت لإسبال السجوف بنانها ... فغازلنا عنها
الشمائل والشكل)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|