المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

القرارات الادارية والاعمال المادية
9-6-2016
Chromosome Condensation Is Caused by Condensins
16-6-2021
Eilenberg-Steenrod Axioms
20-2-2022
شروط الإعفاء الضريبي
2-4-2022
البروبايوتك Probiotic في حقول الدجاج البياض
11-9-2021
قاعدة « الغرور » (*)
18-9-2016


دور العلاقات في أول موقف من التربية  
  
1366   09:49 صباحاً   التاريخ: 31-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص8 ـ 13
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ الدور العائلي

ان أحد الأمور الضرورية التي ينبغي للأبوين والمعلمين الاهتمام بها في أمر التربية وتعليم الأخلاق للأطفال، هو ايجاد العلاقات الصحيحة مع أبنائهم فإن أول وأهم ما يمهد أرضية نمو وتكامل الأحداث من الناحية الخلقية هو علاقات الابوين الصحيحة مع بعضهما، وعلاقتهما مع أبنائهما.

ان أهم ملاك يمكن على اساسه تقييم تربية الاطفال هو إقامة تلك العلاقات بين أفراد العائلة بعضهم مع بعض، وهذا هو الذي يعبر عنه اليوم بـ (بجهاز العلاقات) الذي تكون سلامة المجتمع على ضوئه رهينة سلامة تلك العلاقات العائلية، فإنه لا يمكن أن يكون المجتمع سليماً من دون تلك العلاقات الصحيحة في داخل البيوتات نفسها.

ـ ما هو الجهاز؟

الجهاز عبارة عن اشتراك جماعة من الناس فيما بينهم من أجل تحقيق اهدافٍ ومنافع مشتركة، به تكون لهم هوية واحدة، بنحو لو تعرض هذا الجهاز لأدنى خطر بتعرض أحد أو سائر افراده لضرر، لسرى ذلك الضرر الى الجهاز بجميع أفراده. وعلى ذلك، فإن أساس التربية الصحيحة للأحداث في المجتمع لا بد أن يكون له ارتباطاً وثيقاً بسلامة العائلة، وهذه السلامة تقتضي وجود علاقات سليمة بين أفراد تلك العائلة.

ـ ماهي العلاقات؟

العلاقات عبارة عن نوع من المبادلة للمعلومات والأحاسيس والمبادلة على وزن المفاعلة، وهي تقتضي وجود طرفين للتبادل، فالعلاقات إذاً هي أمر بين طرفين.

ـ ما هي العلاقات السليمة؟

العلاقات السليمة هي بمعنى تبدل المعلومات والمشاعر بين طرفين، في ظل جو دافئ من التفاهم والانسجام. على أن تكون الأحاسيس المتبادلة قيمة.

وبشكل عام، فالعلاقات البشرية اما تكون قائمة على أساس (التكريم) أو (التحقير والإزدراء)(1).

إننا نتعامل مع كل انسان ونشكل معه علاقات حميدة، فإن وجدنا فيه عزة نفسٍ وكرامةٍ حاولنا تقوية ذلك فيه، وان وجدناه فاقداً لهما حاولنا عدم تحقيره وتنقيصه، فإن العلاقات الصحيحة في نظر الاسلام هي العلاقات القائمة على أساس الاحترام والكرامة وعزة النفس لنا ولمن نتعامل معه من الناس.

ـ أهم أداة في العلاقات:

ان واحدة من أهم السبل التي عن طريقها يتمكن الانسان أن يؤسس علاقاته على ضوئها هي المحاورة والكلام، فانهما اللذان يكشفان عن عواطف ومشاعر الانسان، وهما المسفران عن أهدافه وأغراضه ونيّاته، فإن الناس - في الحقيقة - مخبوؤن تحت ألسنتهم(2).

ـ العلاقات عن طريق الحوار

جاء في آخر الاحصائيات أن ما يقرب من 85% من العلاقات في مجتمعنا يتعلق بعلاقات الناس مع بعضهم عن طريق الحوار والسمع، وما يقرب من 15% يتعلق بالكتابة والقراءة، وعلى هذا الأساس، فإن للألفاظ والكلمات والجمل دور حيوي في نقل المفاهيم والمشاعر بين الناس، فللمعاني العبء الأكبر في نقل المعارف والمعلومات في العلاقة بين شخصين، وللألفاظ من الجانب العاطفي تأثير كبير في قلوب الناس.

ولا يخفى ما للبيان - في المحاورة التي تتشكل على اساسها العلاقة - من أهمية عندما يصاغ في قوالب الالفاظ والكلمات، التي يتبادلها الجانبان في علاقاتهما، ومن أجل ذلك كان ثاني ما ذكره الله تعالى في كتابه - بعد خلق الانسان - من خصائص في قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 3، 4].

فالكلام أفضل وسيلة لتلك العلاقات بين الناس، وحيث ان رقعة العلاقات واسعة وتحتاج الى طرفين، كان القسم الاعظم من تلك العلاقات بين الناس جارياً عن طريق التكلم والاستماع والمحاورة المتعارفة بينهم، ولذا ينبغي ان يكون الانسان متحدثاً ومستمعاً جيداً من أجل ان تكون العلاقات طيبة وصحيحة، اي انه لا بد أن يكون عالماً بدور المحاورة في تبادل العواطف والمشاعر من الناحية النفسية، فيستعمل فيها الالفاظ والمعاني المناسبة للقيام بذلك الدور بنحو أفضل، ولا يخفى ما لبعض الكلمات والمعاني من دور بنّاءٍ في ايجاد علاقات ودية وصداقة حميمية(3)، ولابد أيضاً من معرفة وقت استعمال تلك الالفاظ والمعاني، اذ أن التفوّه بكلمة طيبة أحياناً في وقت وظرف غير مناسبين يعطي أثراً سلبياً(4)، ولذا لا بد أن يأخذ الانسان وقت وألفاظ المحاورة بنظر الاعتبار ويكون دقيقاً في ذلك، لأن العلاقات القائمة في جو يظله الود والاحترام المتبادل، والمعرفة في كيفية استعمال الالفاظ والمعاني المناسبة، تلعب دوراً كبيراً في توطيد تلك العلاقات ودوامها.

والذي يؤسف له هو عدم اهتمامنا بما نستعمله من معان والفاظ في محاوراتنا اليومية خصوصاً لو كان لنا دور التربية والتعليم، ومن أجل أن نتعرف على الدور الحساس والخطير لإستعمال الألفاظ وتقييمها، ومعرفة آثارها في الحياة، نستمع لقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}[إبراهيم: 24، 26].

والى قوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}[فاطر: 10](5).

ـ جو العلاقات

لا بد من الالتفات الى ان للجو الذي تكون في ظله تلك العلاقات ـ أي أن للوضع الظاهري من قبيل: النظر، قسمات الوجه، والحركات - الأثر البالغ في ايجاد علاقات - صحيحة بين الناس، فإن لكل من التبسم أو العبس(6) في الوجه والاقباط، والغرور أو التواضع(7)، الاثر الهام في توفير الجو الايجابي للعلاقات او السلبي.

ـ جو العلاقات المعنوية

ونقرأ في ذلك جملة من آيات الذكر الحكيم:

قال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[الشعراء: 215](8).

{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}[الفرقان: 63].

{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}[الفرقان: 72].

{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}[الشورى: 37].

{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}[النساء: 86].

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 34].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وعلى هذا الاساس لا يمكن ان تكون لحكام البلدان الاسلامية مع حكام الدول الاستعمارية علاقاتٍ طيبة لعدم اعتقاد أولئك بالقيم والمبادئ الانسانية. ولم يراعوا الاحترام المتقابل في علاقاتهم مع الآخرين، فإن اولئك ينظرون بعين الازدراء للشعوب الاسلامية، وقد ورد في خطاب الحق تعالى في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة: 1]، وفي قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}[النجم: 29].

2ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (المرء مخبوء تحت لسانه)، نهج البلاغة، الحكمة رقم 148.

3ـ قد يكون لبعض الكلمات أثراً سلبياً يوجب كون العلاقات غير صحيحة.

4ـ قال امير المؤمنين (عليه السلام): (زلة اللسان أشد من جرح السنان) الغرر والدرر. للآمدي، ج4، ص111.

{وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر: 10]، والمصداق الاكمل للكلمة الطيبة هو العقائد الصحيحة ومنها التوحيد. وكل كلمة طيبة تبعث على السرور والأمل. وتحيي التقوى وتكون سبباً في تكامل الشخصية هي مصداق لقوله تعالى: (كلمة طيبة)، وكل كلمة تسقط الكرامة وتخدشها وتهدم شخصية الانسان فهي مصداق لقوله تعالى: (كلمة خبيثة)، ولذا قال النبي (صلى الله عليه وآله): (خيركم من أطاب الكلام)، بحار الانوار: ج71، ص383.

6ـ قال تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}[عبس: 1 - 3].

7ـ قال تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[لقمان: 18].

8ـ وقال النبي (صلى الله عليه وآله): (الق أخاك بوجهٍ منبسط)، الكافي: ج2، ص103، وعنه (صلى الله عليه وآله): (قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (البشاشة حبالة المودة) بحار الأنوار: ح69، ص409. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.