المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Karl Georg Christian von Staudt
21-7-2016
تعريف مبدأ تخصيص الرهن في القانون
12-3-2017
تحضير معقد [Zn(C10H9O3N2)2]
2024-09-23
: أقصوصة طسم وجديس.
2023-12-10
تحديد درجة اكتمال نمو ثمار الموالح (الحمضيات)
12-8-2022
فرط بيليروبين الدم السمي
23-11-2021


هبة الله القاضي السعيد  
  
2953   07:41 مساءاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص581-584
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 ابن القاضي الرشيد جعفر ابن سنا الملك محمد بن هبة الله بن محمد السعدي المصري المعروف بابن سنا الملك. أحد أدباء العصر وشعرائه المجيدين، ذاع صيته وسار ذكره. أخذ عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن سلفة واتصل بالقاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني فكانت له منزلة عنده وكان في خدمته بدمشق سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ثم عاد إلى القاهرة وكان بينه وبين الفاضل ترسل ومدحه بعدة قصائد وصنف كتاب روح الحيوان لخص فيه كتاب الحيوان للجاحظ وله ديوان موشحات سماه دار الطراز وديوان شعر وديوان رسائل مات يوم الأربعاء رابع شهر رمضان سنة ثمان وستمائة بالقاهرة ومن شعره قوله يمدح الملك المعظم توران شاه وأجاد ما شاء: [الطويل]

 (تقنعت لكن بالحبيب المعمم ... وفارقت لكن كل عيش مذمم)

 (وباتت يدي في طاعة الحب والهوى ... وشاحا لخصر أو سوارا لمعصم)

 (وأثريت من دينار خد ملكته ... فأحسن وجه بعده مثل درهم)

 (يزيد احمرارا كلما زدت صفرة ... كأن به ما كان بي زمن الدم)

 (توقد ذاك الخد واخضر نضرة ... فأبصرت منه جنة في جهنم)

 ومنها: [الطويل]

 (سعدت ببدر برجه برج عقرب ... فكذب عندي قول كل منجم)

 (وأقسم ما وجه الصباح إذا بدا ... بأوضح مني حجة عند لومي)

 (ولا سيما لما مررت بمنزل ... كفضلة صبر في فؤاد متيم)

 (وما بان لي إلا بعود أراكة ... تعلق في أطرافه ضوء مبسم)

 (ولا عجبا إن مت فيه صبابة ... فما النفس إلا بعض مغرم مغرم)

 (بنفسي من قبلته ورشفته ... فقال الهوى فز بالحطيم وزمزم)

 (فجردت قلبي من مخيط همومه ... وطاف به والقلب في زي محرم)

 ومنها: [الطويل]

 (ولم ير طرفي قط شملا مبددا ... فقابله إلا بدمع منظم)

(تبسم ذاك الطرف عن ثغر دمعه ... ورب قطوب كامن في التبسم)

 (ولم يسل قلبي أو فمي عن غزالة ... وعن غزل إلا بمدح المعظم)

 هذا والله السحر الحلال والسهل الممتنع الذي لا ينال ومن شعره أيضا قوله يمدح القاضي الفاضل عبد الرحيم: [الخفيف]

 (عادني من هوى الأحبة عيد ... فلباسي فيه غرام جديد)

 (ونحرت الجفون من بعد أن أشعرت ... قلبي بأن صبري بعيد)

 (كلف عاد بعد شيبي وليدا ... وكذا البدر بعد شيب وليد)

 (فغرامي بالبدر كالبدر لكن ... ينقص البدر والغرام يزيد)

 (بأبي من مرادي كمثل الدهر ... عندي يريد ما لا أريد)

 (صد عطفا وصاد طرفا فما ينفك ... هذا يصد أو ذا يصيد)

 (كيف خلدت في جهنم ذا الصد ... وديني في حبك التوحيد)

 ومنها في المديح: [الخفيف]

 (لي من راحتيه جنة مأوى ... وله بالثناء مني خلود)

 (أنا عبد وخدمتي مدح مولى ... نجح القصد عنده والقصيد)

 (هو قاض لا بل أمير إذا شئت ... لديه من المعالي جنود)

 (وفقيه النوال يلقي على الخلق ... عطاياه والغمام معيد)

 (أوسعوا جوده ملاما وتفنيدا ... فضاع الملام والتفنيد)

 (رددوا عذلهم فرد عليهم ... كل شيء مردد مردود)

 ومن شعره الذي سارت به الركبان قصيدته الحماسية الغزلية وهي: [الطويل]

(سواي يخاف الدهر أو يرهب الردى ... وغيري يهوى أن يكون مخلدا)

 (ولكنني لا أرهب الدهر إن سطا ... ولا أحذر الموت الزؤام إذا عدا)

 (ولو مد نحوي حادث الدهر طرفه ... لحدثت نفسي أن أمد له يدا)

 (توقد عزم يترك الماء جمرة ... وجلية حلم تترك السيف مبردا)

 (وفرط احتقار للأنام فإنني ... أرى كل عار من حلى سؤددي سدى)

 (وأظمأ إن أبدى لي الماء منة ... ولو كان لي نهر المجرة موردا)

 (ولو كان إدراك الهدى بتذلل ... رأيت الهدى أن لا أميل إلى الهدى)

 (وقدما بغيري أصبح الدهر أشيبا ... وبي بل بفضلي أصبح الدهر أمردا)

 (وإنك عبدي يا زمان وإنني ... على الكره مني أن أرى لك سيدا)

 (وما أنا راض أنني واطئ الثرى ... ولي همة لا ترتضي الأفق مقعدا)

 (ولو علمت زهر النجوم مكانتي ... لخرت جميعا نحو وجهي سجدا)

 (ولي قلم في أنملي لو هززته ... فما ضرني إلا أهز المهندا)

 (إذا جال فوق الطرس وقع صريره ... فإن صليل المشرفي له صدا)

 ومنها في التخلص إلى الغزل: [الطويل]

 (ومن كل شيء قد صحوت سوى هوى ... أقام عذولي بالملام وأقعدا)

 (إذا وصل من أهواه لم يك مسعدي ... فليت عذولي كان بالصمت مسعدا)

 (يحب حبيبي من يكون مفندا ... فيا ليتني كنت العذول المفندا)

 (وقال لقد آنست نارا بخده ... فقلت وإني ما وجدت بها هدى)

 والقصيدة طويلة كل بيت منها فريدة في عقد، وشعره كثير وأكثره جيد.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.