أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-2-2018
4470
التاريخ: 14-08-2015
2668
التاريخ: 22-06-2015
2099
التاريخ: 29-06-2015
2280
|
شاعر من فحول الشعراء الإسلاميين، كان عبدا لرجل من كنانة من أهل ودّان، وكان فصيحا مقدما في النسيب والمديح مترفعا عن الهجاء كبير النفس عفيفا، قيل لم ينسب قط إلا بامرأته وكان مقدما عند الملوك يجيد مديحهم ومراثيهم. وفي سبب اتصاله بعبد العزيز بن مروان وفك رقبته من الرق روايات شتى منها أنه لما قال الشعر وهو شاب جعل يأتي مشيخة القبيلة وينشدهم فاجتمعوا إلى مولاه وقالوا إن عبدك هذا قد نبغ بقول الشعر ونحن منه بين شرتين إما أن يهجونا فيهتك أعراضنا أو يمدحنا فيشبب بنسائنا وليس لنا في شيء من الخلتين خيرة فقال له مولاه يا نصيب أنا بائعك لا محالة فاختر لنفسك فسار إلى عبد العزيز بن مروان بمصر فدخل عليه وأنشده: [المتقارب]
(لعبد
العزيز على قومه ... وغيرهم منن غامره)
(فبابك أسهل أبوابهم ... ودارك مأهولة عامره)
(وكلبك أرأف بالزائرين ... من الأم بابنتها
الزائره)
(وكفك حين ترى المعتفين ... أندى من الليلة الماطره)
(فمنك العطاء ومنا الثناء ... بكل محبرة سائره)
فقال عبد العزيز أعطوه أعطوه! فقال - أصلحك الله
- إني عبد ومثلي لا يأخذ الجوائز قال فما شأنك فأخبره بحاله فدعا الحاجب فقال اخرج
به إلى باب الجامع فأبلغ في قيمته فدعا المقومين فنادوا عليه من يعطي لعبد أسود
جلد قال رجل هو علي بمائة دينار فقال نصيب قولوا علي إني أبري القسي وأريش السهام
وأحتجن الأوتار فقال الرجل هو علي بمائتي دينار قال قولوا علي إني أرعى الإبل
وأمريها وأقضقضها وأصدرها وأوردها وأرعاها وأرعيها قال رجل هو علي بخمسمائة دينار
قال نصيب قولوا علي إني شاعر عربي لا يوطىء ولا يقوي ولا يساند قال رجل هو علي
بألف دينار فسار به الحاجب إلى عبد العزيز فأخبره بما تم فقال ادفعوا إليه ألف
دينار فقبضها وافتك بها رقبته ولم
يزل في جملة عبد العزيز حتى احتضر فأوصى به سليمان بن عبد الملك خيرا فصيره في
جملة سمّاره.
حكي أن نصيبا دخل على سليمان بن عبد الملك وعنده
الفرزدق فقال سليمان للفرزدق يا أبا فراس: أنشدني! وإنما أراد أن ينشده مديحا فيه
فأنشده قوله يفتخر: [الطويل]
(وركب كأن الريح تطلب عندهم ... لها ترة من
جذبها بالعصائب)
(سروا يركبون الريح وهي تلفهم ... إلى شعب
الأكوار ذات الحقائب)
(إذا أبصروا نارا يقولون ليتها ... وقد خصرت
أيديهم نار غالب)
فتمعر سليمان وأربد لما ذكر الفرزدق غالبا وقال
لنصيب قم وأنشد مولاك ويحك فقام نصيب وأنشده: [الطويل]
(أقول لركب صادرين لقيتهم ... قفا ذات أوشال
ومولاك قارب)
(قفوا خبروني عن سليمان إنني ... لمعروفه من أهل
ودان طالب)
(فعاجوا وأثنوا بالذي أنت أهله ... ولو سكتوا
أثنت عليك الحقائب)
(وقالوا عهدناه وكل عشية ... بأبوابه من طالبي
العرف راكب)
(هو البدر والناس الكواكب حوله ... ولا تشبه
البدر المضيء الكواكب)
فقال سليمان للفرزدق: كيف ترى شعره؟ فقال: هو
أشعر أهل جلدته قال سليمان: وأهل جلدتك يا غلام أعط نصيبا خمسمائة دينار وللفرزدق
نار أبيه فخرج الفرزدق وهو يقول:
(وخير الشعر أشرفه رجالا ... وشر الشعر ما قال العبيد)
وقال: [الكامل]
(ليس السواد بناقصي ما دام لي ... هذا اللسان
إلى فؤاد ثابت)
(من كان ترفعه منابت أصله ... فبيوت أشعاري جعلن
منابتي)
(كم بين أسود ناطق ببيانه ... ماضي الجنان وبين
أبيض صامت)
(إني ليحسدني الرفيع بناؤه ... من فضل ذاك وليس
بي من شامت)
وقال: [الوافر]
(كأن القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامرية أو
يراح)
(قطاة غرها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح)
(لها فرخان قد تركا بوكر ... فعشهما تصفّقه الرياح)
(إذا سمعا هبوب الريح نضا ... وقد أودى بها
القدر المتاح)
(فلا في الليل نالت ما ترجي ... ولا في الصبح
كان لها براح)
وقال: [الوافر]
(فإن أك حالكا فالمسك أحوى ... وما لسواد جسمي
من دواء)
(ولي كرم عن الفحشاء ناء ... كبعد الأرض من جو السماء)
(ومثلي
في رجالكم قليل ... ومثلك ليس يعدم في النساء)
(فإن ترضي فردي قول راضٍ ... وإن تأبي فنحن على السواء)
وقال: [الطويل]
(ألا ليت شعري ما الذي تجدين بي ... عدا غربة
النأي المفرق والبعد)
(لدى أم بكر حين تغترب النوى ... بنا ثم يخلوا
الكاشحون بها بعدي)
(أتصرمني عند الذين هم العدا ... فتشمتهم بي أم
تدوم على العهد)
وقال: [الطويل]
(ألام على ليلى ولو أستطيعها ... وحرمة ما بين
البنية والحجر)
(لملت على ليلى بنفسي ميلة ... ولو كان في يوم
المحلق والنحر)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|