أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
21026
التاريخ: 28-12-2015
11505
التاريخ: 26-1-2016
2546
التاريخ: 27-09-2015
7359
|
أعرابي من بادية البصرة، دخل بغداد صغيرا ونشأ بها فتفقه وحصل العربية والأدب، وكان شاعرا أديبا فاضلا، وكان كثيرا ما يلم بدير الروم في الجانب الشرقي ببغداد، وكان بدير الروم غلام من أولاد النصارى يقال له عمرو بن يوحنا وكان من أحسن الناس صورة وأكملهم خلقا وكان مدرك بن علي يهواه وكان لمدرك مجلس تجتمع فيه الأحداث فإن حضر شيخ أو صاحب حرمة قال له مدرك قبيح بك أن تختلط بالأحداث والصبيان فقم في حفظ الله فيقوم وكان عمرو يحضر مجلسه فعشقه مدرك وهام به فجاء عمرو يوما إلى المجلس فكتب مدرك رقعة وطرحها في حجره فإذا فيها: [مجزوء الكامل]
(بمجالس
العلم التي ... بك تم حسن جموعها)
(ألا رثيت لمقلة ... غرقت بفيض دموعها)
(بيني وبينك حرمة ... ألله في تضييعها)
فقرأ الأبيات ووقف عليها من كان في المجلس
فاستحيا عمرو وانقطع عن الحضور وغلب الأمر على مدرك فترك مجلسه ولزم دير الروم
وجعل يتبع عمرا حيث سار وقال فيه شعرا كثيرا.
قال الحريري: -وقد رأيت عمرا أبيض الرأس واللحية
-ومن شعر مدرك فيه المزدوجة المشهورة وهي: [الرجز]
(من عاشق ناء هواه داني ... ناطق دمع صامت اللسان)
(معذب بالصد والهجران ... موثق قلب مطلق الجسمان)
(من غير ذنب كسبت يداه ... غير هوى نمت به عيناه)
(شوقا إلى رؤية من أشقاه ... كأنما عافاه من أضناه)
(يا ويحه من عاشق ما يلقى ... من أدمع منهلة ما
ترقا )
(ناطقة وما أجادت نطقا ... تخبر عن حب له استرقا)
(لم يبق منه غير طرف يبكي ... بأدمع مثل نظام السلك)
(تطفئ نيران الهوى وتذكي ... كأنها قطر السماء تحكي)
(إلى غزال من بني النصارى ... عذار خديه سبى العذارى)
(وغادر الأسد به حيارى ... في ربقة الحب له أسارى)
(رئم بدار الروم رام قتلي ... بمقلة كحلاء لا من
كحل)
(وطرة
بها استطار عقلي ... وحسن وجه وقبيح فعل)
(رئم به أي هزبر لم يصد ... يقتل باللحظ ولا
يخشى القود)
(متى يقل ها قالت الألحاظ قد ... كأنها ناسوته
حين اتحد)
(ما أبصر الناس جميعا بدرا ... ولا رأوا شمسا
وغصنا نضرا)
(أحسن من عمرو فديت عمرا ... ظبي بعينيه سقاني خمرا)
(هأنذا بقده مقدود ... والدمع في خدي له أخدود)
(ما ضر من فقري به موجود ... لو لم يقبح فعله الصدود)
(إن كان ذنبي عنده الإسلام ... فقد سعت في نقصه الآثام)
(واختلت الصلاة والصيام ... وجاز في الدين له الحرام)
(يا ليتني كنت له صليبا ... أكون منه أبدا قريبا)
(أبصر حسنا وأشم طيبا ... لا واشيا أخشى ولا رقيبا)
(يا ليتني كنت له قربانا ... ألثم منه الثغر والبنانا)
(أو جاثليقا كنت أو مطرانا ... كيما يرى الطاعة
لي إيمانا)
(يا ليتني كنت لعمرو مصحفا ... يقرأ مني كل يوم أحرفا)
(أو
قلما يكتب بي ما ألفا ... من أدب مستحسن قد صنفا )
(يا ليتني كنت لعمرو عوذه ... أو حلة يلبسها مقدوده)
(أو بركة باسمه معدودة ... أو بيعة بديره مشهوده)
(يا ليتني كنت له زنارا ... يديرني في الخصر كيف
دارا)
(حتى إذا الليل طوى النهارا ... صرت له حينئذ إزارا)
(قد والذي يبقيه لي أفناني ... وابتز عقلي
والضنا كساني)
(ظبي على البعاد والتداني ... حل محل الروح من جثماني)
(واكبدي من خده المضرج ... واكبدي من ثغره المفلج)
(لا شيء مثل الطرف منه الأدعج ... أذهب للنسك وللتحرج)
(إليك أشكو يا غزال الإنس ... ما بي من الوحشة
بعد الأنس )
(يا من هلالي وجهه وشمسي ... لا تقتل النفس بغير
النفس)
(جد لي كما جدت بحسن الود ... وارع كما رعى قديم
العهد)
(واصدد كصدي عن طويل الصد ... فليس وجد بك مثل وجدي)
(هأنا في بحر الهوى غريق ... سكران من حبك لا أفيق)
(محترق ما مسني حريق ... يرثي لي العدو والصديق)
(فليت شعري فيك هل ترثي لي ... من سقم ومن ضنا
طويل )
(أم هل إلى وصلك من سبيل... لعاشق ذي جسد نحيل)
(في كل عضو منه سقم وألم ... ومقلة تبكي بدمع وبدم)
(شوقا إلى شمس وبدر وصنم ... منه إليه المشتكى
إذا ظلم)
(أقول إذا قام بقلبي أو قعد ... يا عمرو يا عامر
قلبي بالكمد)
(أقسم بالله يمين المجتهد ... إن امرأ واصلته
لقد سعد)
(يا عمرو ناشدتك بالمسيح ... إلا سمعت القول من فصيح)
(يخبر عن قلب له جريح ... باح بما يلقى من التبريح)
(يا عمرو بالحق من اللاهوت ... والروح روح القدس
والناسوت)
(ذاك الذي في مهده المنحوت ... عوض بالنطق عن السكوت)
(بحق ناسوت ببطن مريم ... حل محل الريق منها في الفم)
(ثم استحال في قنوم الأقدم ... فكلم الناس ولما يفطم)
(بحق من بعد الممات قمصا ... ثوبا على مقداره ما
قصصا)
(وكان لله تقيا مخلصا ... يشفي ويبري أكمها وأبرصا)
(بحق محيي صورة الطيور ... وباعث الموتى من القبور)
(من إليه مرجع الأمور ... يعلم ما في البر والبحور)
(بحق من في شامخ الصوامع ... من ساجد لربه وراكع
)
(يبكي
إذا ما نام كل هاجع ... خوفا من الله بدمع هامع)
(بحق قوم حلقوا الرؤوسا ... وعالجوا طول الحياة بوسا)
(وقرعوا في البيعة الناقوسا ... مشمعلين يعبدون عيسى)
(بحق ماري مريم وبولس ... بحق شمعون الصفا وبطرس)
(بحق دانيل بحق يونس ... بحق حزقيل وبيت المقدس)
(ونينوى إذ قام يدعو ربه ... مطهرا من كل سوء قلبه)
(ومستقيلا فأقيل ذنبه ... ونال عند الله ما أحبه)
(بحق ما في قلة الميرون ... من نافع للداء
والجنون )
(بحق ما يؤثر عن شمعون ... من بركات الخوص
والزيتون )
(بحق أعياد الصليب الزهر ... وعيد شمعون وعيد الفطر)
(وبالشعانين العظيم القدر ... وعيد ما ماري
الرفيع الذكر)
(وعيد شعياء وبالهياكل ... والدخن اللاتي بكف الحامل)
(يشفى بها من خبل كل خابل ... ومن دخيل السقم في
المفاصل)
(بحق سبعين من العباد ... قاموا بدين الله في البلاد)
(وأرشدوا الناس إلى الرشاد ... حتى اهتدى من لم
يكن بهاد)
(بحق
ثنتي عشرة من الأمم ... ساروا إلى الأقطار يتلون الحكم)
(حتى إذا صبح الدجى جلا الظلم ... ساروا إلى
الله ففازوا بالنعم)
(بحق ما في محكم الإنجيل ... من محكم التحريم
والتحليل )
(مع خبر ذي نبأ جليل ... يرويه جيل قد مضى عن جيل)
(بحق ما رعيد الشفيق الناصح ... بحق لوقا ذي
الفعال الصالح)
(بحق تمليخا الحكيم الراجح ... والشهداء بالفلا الصحاصح)
(بحق معمودية الأرواح ... والمذبح المشهور في النواحي)
(ومن به من لابس الأمساح ... وعابد باك ومن نواح)
(بحق تقريبك في الأعياد ... وشربك القهوة كالفرصاد)
(وطول تفتيتك للأكباد ... بما بعينيك من السواد)
(بحق ما قدس شعيا فيه ... بالحمد لله وبالتنزيه)
(بحق نسطور وما يرويه ... عن كل ناموس له فقيه)
(شيخان كانا من شيوخ العلم ... وبعض أركان التقى
والحلم)
(لم ينطقا قط بغير فهم ... موتهما كان حياة الخصم)
(بحرمة
الأسقف والمطران ... والجاثليق العالم الرباني)
(والقس والشماس والديراني ... والبطرك الأكبر والرهبان)
(بحرمة المحبوس في أعلى الجبل ... ومار قولا حين
صلى وابتهل)
(وبالكنيسات القديمات الأول ... وبالمسيح
المرتضى وما فعل)
(بحرمة الأسقوفيا والبيرم ... وما حوى مفرق رأس مريم)
(بحرمة الصوم الكبير الأعظم ... وحق كل كاهن مقدم)
(بحق يوم الذبح ذي الإشراق ... وليلة الميلاد والتلاقي)
(والذهب المذهب للنفاق ... والفصح يا مهذب الأخلاق)
(بكل قداس على قداس ... قدسه القس مع الشماس)
(وقربوا يوم الخميس الناسي ... وقدموا الكأس لكل
حاسي)
(إلا رغبت في رضا أديب ... باعده الحب عن الحبيب)
(فذاب من شوق إلى المذيب ... أعلى مناه أيسر التقريب)
(فانظر أميري في صلاح أمري ... محتسبا في عظيم الأجر)
(مكتسبا في جميل الشكر ... في نثر ألفاظ ونظم شعر)
ثم إن مدركا وسوس وسل جسمه وذهب عقله وانقطع عن
أخوانه ولزم الفراش.
حكى حسان بن محمد بن عيسى قال: حضرته عائدا مع
جماعة من أصحابه فقال ألست صاحبكم القديم العشرة لكم أما منكم أحد يسعدني بنظره
إلى وجه عمرو قال فمضينا بأجمعنا إلى عمرو وقلنا له إن كان قتل هذا
الرجل دينا فإن إحياءه مروءة قال وما فعل قلنا قد صار إلى حال ما نحسبك تلحقه قال
فلبس ثيابه ثم نهض معنا فلما دخلنا عليه سلم عليه عمرو وأخذ بيده فقال كيف تجدك يا
سيدي فنظر إليه ثم أغمي عليه ثم أفاق وهو يقول: [مجزوء الرمل]
(أنا في عافية إللا ... من الشوق إليكا)
(أيها العائد ما بي ... منك لا يخفى عليكا)
(لا تعد جسما وعد قلبا ... رهينا في يديكا)
(كيف لا يهلك مرشوق ... بسهمي مقلتيكا)
ثم إنه شهق شهقة فارق فيها الدنيا، فما برحنا
حتى دفناه.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|