المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



محمد بن جعفر القَزَّاز القيرواني  
  
2853   07:32 مساءاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص281-284
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2588
التاريخ: 22-06-2015 2720
التاريخ: 30-12-2015 3204
التاريخ: 28-12-2015 4356

 أبو عبد الله التميمي. كان إماما علامة قيما بعلوم العربية، ذكره الحسن بن رشيق في كتاب النموذج فقال: مات بالقيروان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وقد قارب التسعين، وهو جامع كتاب الجامع في اللغة، وهو كتاب كبير حسن متقن يقارب كتاب التهذيب لأبي منصور الأزهري رتبه على حروف المعجم وكتاب ما يجوز للشاعر استعماله في ضرورة الشعر.

 قال ابن رشيق: وكان مهيبا عند الملوك والعلماء وخاصة الناس محبوبا عند العامة يملك لسانه ملكا شديدا وقد مدحه الشعراء فقال فيه يعلى بن إبراهيم الأربسي: [الكامل]

 (نسجت شعاعا بيننا منها فبتنا ... جمعنا من تحت ثوب مذهب)

 (فمزجتها من فيه ثم شربتها ... ولثمته برضاب ثغر أشنب)

 (في ليلة للدهر كانت غرة ... يرنو إليها الخطب كالمتعجب)

 (فت الأنام بها كما فت الورى ... سبقا محمد بالفخار الأغلب)

 (أبدا على طرف السؤال جوابه ... فكأنما هو دفعة من صيّب)

 (يغدو مساجله بغرة صافح ... ويروح معترفا بذلة مذنب)

 (فالأبعد النائي عليه في الذي ... يفتر كالداني إليه الأقرب)

 وكان القزاز معجبا بهذه الكلمة ويقول: ما مدحت بأحب إليّ منها. وقال الحسن بن رشيق في العمدة: وحاجى شيخنا أبو عبد الله بعض تلاميذه فقال: [الطويل]

 (أحاجيك عبّاد كزينب في الورى ... ولم تؤت إلا من صديقٍ وصاحب)

 فأجابه التلميذ في الحال: [الطويل]

 (سأكتم حتى ما تحس جوارحي ... بما انهل منها في دموعي السواكب)

 فمعكوس عباد كزينب: سرك ذائع. وسأكتم: جواب على الظاهر حسن، ومعكوسه منك أتيت، وهو جواب لما حوجي به بديع مقابل ولم تؤت إلا من صديق وصاحب تفسير حسن بديع جدا وشعر أبي عبد الله جيد مطبوع مصنوع ومن شعره يتغزل: [الوافر]

 (أما ومحل حبك من فؤادي ... وقدر مكانه فيه المكين)

 (لو انبسطت لي الآمال حتى ... تصير لي عنانك في يميني)

 (لصنتك في مكان سواد عيني ... وخطت عليك من حذر جفوني)

 (فأبلغ منك غايات الأماني ... وآمن فيك آفات الظنون)

 (فلي نفس تجرع كل حين ... عليك بهن كاسات المنون)

 (إذا أمنت قلوب الناس خافت ... عليك خفي ألحاظ العيون)

 (فكيف وأنت دنياي ولولا ... عقاب الله فيك لقلت ديني)

 ومن شعره أيضا: [الطويل]

 (إذا كان حظي منك لحظة ناظر ... على رقبة لا أستديم لها لحظا)

 (رضيت بها في مدة الدهر مرة ... وأعظم بها من حسن وجهك لي حظا)

 وله أيضا: [البسيط]

 (لو أن لي حكم قلبي فيك أو بصري ... ما استمتعت لي عين منك بالنظر)

 (أخشى وأحذر من عيني القريحة ما ... أخشى وأحذره من أعين البشر)

 (ويلاه إن كان حظي فيه مشتركا ... وكيف يشترك الحيان في عُمُر)

 (يناله وادعٌ لا يستعد له ... ولست أبلغ أولاه من الحذر)

 وله أيضا: [الخفيف]

 (أضمروا لي ودا ولا تظهروه ... يهده منكم إليّ الضمير)

 (ما أبالي إذا بلغت رضاكم ... في هواكم لأي حال أصير)

وله أيضا: [الوافر]

 (أحين علمت أنك نور عيني ... وأني لا أرى حتى أراكا)

 (جعلت مغيب شخصك عن عياني ... يغيب كل مخلوق سواكا)

 وله أيضا: [البسيط]

 (واحسرتا مات أحبابي وخلاني ... وشيب الدهر أترابي وأخداني)

 (وغيرت غِير الأيام خالصتي ... والمنتضى الحر من أهلي وإخواني)

 ومن تصانيف أبي عبد الله أيضا: كتاب أدب السلطان والتأدب له عشر مجلدات، كتاب التعريض والتصريح مجلد، كتاب إعراب الدريدية مجلد، كتاب شرح رسالة البلاغة في عدة مجلدات، كتاب أبيات معان في شعر المتنبي، كتاب ما أخذ على المتنبي من اللحن والغلط، كتاب الضاد والظاء مجلد.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.