أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
2348
التاريخ: 13-08-2015
2573
التاريخ: 11-3-2016
2081
التاريخ: 30-12-2015
5034
|
هو أبو النّجم الفضل (أو المفضّل) بن قدامة العجليّ، من بني ربيعة بن مالك بن عجل من بني بكر بن وائل. و يبدو أن مولده كان سنة 40 ه(660 م) و أن مسكنه كان في ضواحي الكوفة؛ و كان يأوي إلى المساجد.
اتّصل أبو النجم ببني أميّة منذ أيام عبد الملك و مدحهم و مدح الحجّاج أيضا. ثم انّه وفد على هشام (105-125 ه) ، و كان قد ناهز السبعين، فأقطعه هشام موضعا في سواد الكوفة يدعى الفرك (1)فكان ينزله إلى ان توفّي، سنة 120 ه (738 م) في الاغلب.
أبو النجم من رجاز الاسلام الفحول المقدّمين المشهورين، و من الطبقة الأولى منهم، و كان مكثرا يقول رجزا و قصيدا فيجيد. غير أن شعره متفاوت فيه الجيّد و فيه الرديء. و ربّما قال بديهة أيضا. أما فنون شعره فهي المديح و الهجاء و الطرد-في وصف الفرس و الابل خاصّة. -و كان مظفّرا في الهجاء: كان يهاجي العجّاج، هاجاه في مربد البصرة فغلبه. و اجتمع الشعراء مرّة عند سليمان بن عبد الملك فأبوا أن يفاخروه رجزا، فقال قصيدا و غلبهم (غ 10:153-154) .
المختار من شعره:
-يرى ابن قتيبة (الشعر و الشعراء 381) أن أرجوزة أبي النجم التالية أجود أراجيز العرب، قال فيها:
الحمد للّه الوهوب المجزل... أعطى، فلم يبخل و لم يبخّل (2)
كوم الذرى من خول المخوّل... تبقّلت من أول التبقّل (3)
بين رماحي مالك و نهشل... يدفع عنها العزّ جهل الجهّل (4)
حتى إذا الشمس بدت للقيّل... بالنصف من حيث غدت و المنزل (5)
جاءت تسامى في الرعيل الأول... و الظل عن أخفافها لم يفضل (6)
مائرة الأيدي طوال الأرجل... يهدى بها كلّ نياف عندل (7)
لو جرّ شنّ وسطها لم تحفل... من شهوة الماء و رزّ معضل (8)
و هي على عذب رواء المنهل... دحل أبي المرقال خير الأدحل (9)
من نحت عاد في الزمان الأول... على جواب و خليج مرسل (10)
و حبل جلد من جلود البزّل... أملس لا رثّ و لا موصّل (11)
على دموك أمرها للأعجل... تئطّ أحيانا إذا لم تصهل (12)
حتى إذا الشمس اجتلاها المجتلي... بين سماطي شفق مهوّل (13)
فهي على الأفق كعين الأحول... صغواء قد كادت و لما تفعل (14)
نشّطها ذو لمّة لم تغسل صلـ...ـب العصا جاف عن التغزّل (15)
مختلط المفرق جشب المأكل إلا من القارص و الممحّل (16)
يحلف باللّه، و ان لم يسأل... ما ذاق ثفلا بعد عام أوّل (17)
يمرّ بين الغانيات الجهّل... كالصقر يجفو عن طراد الدخّل (18)
فصدرت بعد أصيل الموصل... تمشي من الردّة مشي الحفّل (19)
مشي الروايا بالمزاد الأثقل... يرفلن بين الأدم المعدّل (20)
_____________________
1) الشعر و الشعراء 381؛ راجع القاموس 3:315 «الفرك قرية قرب كلواذى» . و كلواذى (بفتح الكاف) قرية أسفل (جنوب) بغداد (القاموس 1:358) .
2) المجزل: المعطي كثيرا. لم يبخل (بتشديد الخاء) : لم ينسبه أحد إلى البخل.
3) يصف أبو النجم الابل في الابيات التالية. كوم جمع كوماء (عظيمة) الذرى (السنام) . من خول (عطايا) المخول (اللّه تعالى) . تبقلت: زعت البقل. في أول التبقل: أول نبت البقل (أول الربيع) فأسنمت (عظم سنامها) و سمنت.
4) رعت في حماية بني مالك و بني نهشل، فكان عزهم (قوتهم) تدفع عنها جهل الجهال (الذين يفكرون بالغارة عليها) .
5) القيل الذين يقيلون (ينامون بعد الظهر) ، يقصد حتى إذا انتصف النهار.
6) جاءت (إلى الماء) تسامى: رافعة أعناقها لنشاطها. في الرعيل الأول: اول طليعة لسائر الابل (جاءت تشرب قبل جميع الابل لأننا نحن أصحابها أقوى سائر القبائل) . و الظل عن أخفافها لم يفضل: الشمس في كبد السماء و ظل كل شيء تحته تماما.
7) مائرة الايدي: من صفات الابل الكريمة أنها تفتح ما بين أيدي عند الجري (مار: تحرك) . يهدى بها: يهتدى بها، يتبعها. نياف: الجمل الطويل (ما بين العنق و الذنب) المرتفع (كناية عن سرعته) . العندل: الغليظ (كناية عن قوته و قدرته على الجري) . -و مع ذلك فان إبلنا تهدى بها سائر الابل (تسبق الابل) .
8) الشن: الجلد اليابس يقرقع به خلف الابل فتخاف و تنفر. و لكن إبلنا لا تخاف هذا الصوت لأنها كانت شديدة العطش حتى كأن العطش قد أصبح مرضا في جوفها لا يشفى.
9) الدحل: هوة في الأرض. أبو المرقال: رجل من بني عمرو بن تميم: و في القاموس (3:386) كنية لآخرين.
10) من نحت عاد: عظيمة الاجسام (يقصد الابل) . الجوابي جمع جابية: حوض ضخم. الخليج: النهر: المرسل: المتدفق الذي لا يقف.
11) الحبل: الرسن. البزل جمع بازل: الجمل الذي تمت أسنانه فبلغ أشده (أربع سنوات) . حبل جلد من جلود (غامضة المعنى) ؛ المقصود: لها ارسان جديدة (و رحال جديدة) !
12) الدموك: بكرة عظيمة تكون على البئر لرفع الماء. أمرها للأعجل: يبدأ باستعمالها (باستقاء الماء) اسرع الواصلين إلى الماء. تئط: تحدث صوتا من مرور الحبل عليها. إذا لم تصهل: إذا لم تستطيع أن تصهل كالخيل (لأنها خشب) .
13) اجتلاها: رآها. سماط: صف، طبقة. الشفق: احمرار الأفق عند المغيب. مهول: مختلف الألوان (لوجود غيوم قريبة من الأفق) .
14) كعين الاحول (!) . صغواء: مائلة للغروب. قد كادت (تغيب) و لكن لم تفعل (لم تغب بعد) .
15) نشطها: سمنها (أحسن رعايتها) . راع ذو لمة لم تغسل (لا يهتم بغسل شعره لأن كل اهتمامه منصرف إلى حسن القيام على الابل التي في عهدته) .
16) مختلط المفرق: مشعث الشعر (لا يفرق شعره بالمشط و لا يتعهده بالدهن) . جشب (غليظ) المأكل. القارص و الممحل: اللبن إذا حمض كثيرا أو قليلا (كناية عن أن هذا الراعي يبقى أبدا مع أبله و لا يرجع إلى المدينة أو إلى بيته) .
17) يقسم أنه لم يذق ثفلا (حبا كالعدس أو الفول) و لم يتغذ إلا باللبن. بعد عام أول: منذ العام الماضي.
18) يمر بالغواني فلا يهتم بهن، كما لا يهتم الصقر باصطياد الدخل (الطائر الصغير) . لأنه، لطول مكثه في البادية البعيدة عن العمران، قد نسي حياة الغزل.
19) فصدرت: شربت و رجعت عن الماء. الاصيل: ارتفاع النهار (وقت العصر) . من الردة: من كثرة ما شربت (كناية عن أن قبيلة الشاعر قوية تشرب ابلها حتى ترتوي قبل أن يجوز لإبل القبائل الأخرى أن تشرب) الحفل: الممتلئة ضروعها لبنا (تمشي بتثاقل) .
20) كما تمشي الابل التي تحمل الروايا (أوعية الماء) متثاقلة على مهل و بحذر لئلا تصاب أوعية الماء التي تحملها بأذى. رفل اختال في أثوابه. الأدم الجلد المصنوع أوعية للماء. المعدل: المتوازن (وعاء من كل جانب) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|