المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Leopold Infeld
20-8-2017
اختلاف الوضع الظاهري بتغير اللون chromatic parallax
17-4-2018
مفهوم المواطنة
20-4-2016
إرادة الإیجاب
19-6-2018
جرجير الحقل Eruca vesicaria (L.) Cav
6-1-2021
آداب تلاوة القرآن الكريم
2023-09-18


القول في معنى العدل‏ والحسن والواجب  
  
1502   01:18 صباحاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي
الجزء والصفحة : ج1 - ص150- 153
القسم : العقائد الاسلامية / مصطلحات عقائدية /

 لمّا وجب على المكلّف العلم بالثواب و العقاب لكونه جاريا مجرى دفع الضرر عنه، و على مكلّفه تعالى أن يكلّفه تحصيله، لكونه لطفا في أداء الطاعات و اجتناب المقبّحات، و لم يمكن تحصيله إلّا بمعرفة التوحيد و العدل، وجب عليه تحصيل المعرفة بالتوحيد و العدل.

...والكلام في العدل كلام في أفعاله تعالى  أنّها كلّها حسنة، و تنزيهه عن القبائح و عن الإخلال بالواجب في حكمته. و يدخل تحته تفاصيل، كالكلام في حسن ابتداء الخلق و حسن التكليف و ما يتصل به و الكلام في النبوّة و الكلام في الوعد و الوعيد، فإنّ بجميع ذلك يتمّ العلم بالثواب و العقاب. و يدخل في أبواب العدل الكلام في الآلام و الأعواض و حسن ما يحسن منها و يلحق أيضا بأبواب العدل الكلام في الإمامة لأنّه من الألطاف التي تجب لمكان التكليف و إن لم‏ يتوقف عليها العلم بالثواب و العقاب.

... [العدل] مصدر: «عدل يعدل»، يذكر و يراد به الفعل و قد يراد به الفاعل. فإذا اريد به الفاعل كان مجازا، و المراد به المبالغة في وصفه بأنّه عادل، أي كثير العدل، كما يقال: رجل صوم و فطر، على هذه الطريقة، و إذا اريد به الفعل فقد قيل في حدّه و معناه إنّه إيفاء حقّ الغير عليه و استيفاء الحقّ منه.

وقد قدح في هذا الحدّ بأن قيل: يلزم عليه القول بأنّ لا يكون خلق الخليقة ابتداء عدلا، لأنّه ليس ذلك إيفاء حقّ الغير عليه و الاستيفاء الحقّ منه.

وقيل: فالأولى أنّ يحدّ بأنّه كلّ فعل حسن يفعل بالغير لينتفع به، أو يستضرّ به، يعنون بما يستضرّ العقاب و الذمّ لمن يستحقّها. و لا أرى في التحديد الاوّل خللا.

أمّا قول القادح فيه بأنّه يلزم أن لا يكون ابتداء الخلق عدلا، فليس فيه طائل. و ذلك لأنّ لمن حدّ العدل بما ذكرناه أن يقول: خلق العالم ابتداء حسن و إحسان و تفضّل و إنعام و غير قبيح، و لا أصفه بأنّه عدل، فأيّ خلل في ذلك.   

أمّا الفعل، فهو ما حدث ممّن صحّ منه وقوعه وأن لا يقع. و أمّا الحسن فهو الفعل الذي لا مدخل له في استحقاق الذمّ بوجه من الوجوه.

وأمّا الواجب، فهو ما للإخلال به مدخل في استحقاق الذمّ، و القبيح هو الفعل الذي له مدخل في استحقاق الذمّ.

وهذه الحدود الخصّ ما قيل في بيان معاني هذه الألفاظ و يدخل فيها جميع ما هو من أقسامها على مراتبها، لأنّ الحسن ينقسم: إلى ما هو مختصّ بالحسن من غير زيادة عليه، و هو الذي يوصف بأنّه مباح إذا أعلم‏ فاعله ذلك من حاله أو دلّ عليه؛ و إلى ما يختصّ بوجه زائد على الحسن، و هو الذي يستحقّ المدح بفعله، إذا فعل لحسنه. و ينقسم الى ما للإخلال به مدخل في استحقاق الذّم فيوصف بأنّه واجب، و إلى ما لا مدخل للإخلال به في استحقاق الذمّ فيوصف بأنّه مندوب إذا وقع ممّن أعلم ذلك من حاله أو دلّ عليه، و جميع هذه الأفعال لا يستحقّ بفعلها الذمّ، فهي داخلة في الحدّ الذي ذكرناه للحسن.

والواجب ينقسم إلى مضيّق، وهو الذي يستحق الذم بالأخلال به تعيينا، والى موسّع يسمّى مخيّرا فيه، و هو الذي يستحق الذمّ بأن لا يفعل و لا ما يقوم مقامه. وينقسم أيضا إلى ما هو واجب على الأعيان، و هو الذي لا يقوم فيه فعل البعض مقام فعل البعض الآخر، و إلى ما هو واجب على الكفاية، و هو الذي يقوم فيه فعل البعض مقام فعل البعض الآخر. وجميع هذه الأقسام داخل فيما حدّدنا الواجب به، إذ للإخلال‏ بكلّ واحد منهما مدخل في استحقاق الذمّ.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.