أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
1062
التاريخ: 12-08-2015
22071
التاريخ: 12-08-2015
15645
التاريخ: 12-08-2015
10111
|
لمّا وجب على المكلّف العلم بالثواب و العقاب لكونه جاريا مجرى دفع الضرر عنه، و على مكلّفه تعالى أن يكلّفه تحصيله، لكونه لطفا في أداء الطاعات و اجتناب المقبّحات، و لم يمكن تحصيله إلّا بمعرفة التوحيد و العدل، وجب عليه تحصيل المعرفة بالتوحيد و العدل.
...والكلام في العدل كلام في أفعاله
تعالى أنّها كلّها حسنة، و تنزيهه عن
القبائح و عن الإخلال بالواجب في حكمته. و يدخل تحته تفاصيل، كالكلام في حسن
ابتداء الخلق و حسن التكليف و ما يتصل به و الكلام في النبوّة و الكلام في الوعد و
الوعيد، فإنّ بجميع ذلك يتمّ العلم بالثواب و العقاب. و يدخل في أبواب العدل
الكلام في الآلام و الأعواض و حسن ما يحسن منها و يلحق أيضا بأبواب العدل الكلام
في الإمامة لأنّه من الألطاف التي تجب لمكان التكليف و إن لم يتوقف عليها العلم
بالثواب و العقاب.
... [العدل] مصدر: «عدل يعدل»، يذكر و يراد
به الفعل و قد يراد به الفاعل. فإذا اريد به الفاعل كان مجازا، و المراد به
المبالغة في وصفه بأنّه عادل، أي كثير العدل، كما يقال: رجل صوم و فطر، على هذه
الطريقة، و إذا اريد به الفعل فقد قيل في حدّه و معناه إنّه إيفاء حقّ الغير عليه
و استيفاء الحقّ منه.
وقد قدح في هذا الحدّ بأن قيل: يلزم عليه
القول بأنّ لا يكون خلق الخليقة ابتداء عدلا، لأنّه ليس ذلك إيفاء حقّ الغير عليه
و الاستيفاء الحقّ منه.
وقيل: فالأولى أنّ يحدّ بأنّه كلّ فعل حسن
يفعل بالغير لينتفع به، أو يستضرّ به، يعنون بما يستضرّ العقاب و الذمّ لمن
يستحقّها. و لا أرى في التحديد الاوّل خللا.
أمّا
قول القادح فيه بأنّه يلزم أن لا يكون ابتداء الخلق عدلا، فليس فيه طائل. و ذلك
لأنّ لمن حدّ العدل بما ذكرناه أن يقول: خلق العالم ابتداء حسن و إحسان و تفضّل و
إنعام و غير قبيح، و لا أصفه بأنّه عدل، فأيّ خلل في ذلك.
أمّا الفعل، فهو ما حدث ممّن صحّ منه وقوعه
وأن لا يقع. و أمّا الحسن فهو الفعل الذي لا مدخل له في استحقاق الذمّ بوجه من
الوجوه.
وأمّا الواجب، فهو ما للإخلال به مدخل في
استحقاق الذمّ، و القبيح هو الفعل الذي له مدخل في استحقاق الذمّ.
وهذه الحدود الخصّ ما قيل في بيان معاني هذه الألفاظ و يدخل فيها
جميع ما هو من أقسامها على مراتبها، لأنّ الحسن ينقسم: إلى ما هو مختصّ بالحسن من
غير زيادة عليه، و هو الذي يوصف بأنّه مباح إذا أعلم فاعله ذلك من حاله أو دلّ
عليه؛ و إلى ما يختصّ بوجه زائد على الحسن، و هو الذي يستحقّ المدح بفعله، إذا فعل
لحسنه. و ينقسم الى ما للإخلال به مدخل في استحقاق الذّم فيوصف بأنّه واجب، و إلى
ما لا مدخل للإخلال به في استحقاق الذمّ فيوصف بأنّه مندوب إذا وقع ممّن أعلم ذلك
من حاله أو دلّ عليه، و جميع هذه الأفعال لا يستحقّ بفعلها الذمّ، فهي داخلة في
الحدّ الذي ذكرناه للحسن.
والواجب ينقسم إلى مضيّق، وهو الذي يستحق
الذم بالأخلال به تعيينا، والى موسّع يسمّى مخيّرا فيه، و هو الذي يستحق الذمّ بأن
لا يفعل و لا ما يقوم مقامه. وينقسم أيضا إلى ما هو واجب على الأعيان، و هو الذي
لا يقوم فيه فعل البعض مقام فعل البعض الآخر، و إلى ما هو واجب على الكفاية، و هو
الذي يقوم فيه فعل البعض مقام فعل البعض الآخر. وجميع هذه الأقسام داخل فيما
حدّدنا الواجب به، إذ للإخلال بكلّ واحد منهما مدخل في استحقاق الذمّ.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|