يكفينا هنا أن نستشهد بما استشهد به الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في الزيارة المنسوبة إليه وهو يزور جده الحسين (عليه السلام) وجاء فيها: (زهدت في الدنيا زهد الراحل عنها ونظرت اليها نظر المستوحشين منها أمالك عنها مصروفة). وفعلاً كانت آماله عنها مصروفة، ذكر بعض أرباب المنبر إن إمامنا الحسين (عليه السلام) قال لأخته الحوراء زينب (عليها السلام) أخيه ائتني بثوب لا يرغب فيه (كي لا يسلب بعد قتله) فأتته بثوب من تبان لا يرغب فيه، فقال لا يا أخيه هذا لباس من ضربت عليه الذلة، فأتته بثوب آخر لا يرغب فيه، ولكن مع ذلك لم يسلم على هذا الثوب، فأخذ قميصه اسحق بن حوية الحضرمي وأخذ سراويله بحر بن كعب وأخـذ عمامته الأخنس وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد واخذ ثوبه اخ لاسحاق بن حويه، واخذ برنسه مالك بن النسر.

وكأني بلسان حال الحوراء زنيب (عليها السلام) لما نظرت الحسين (عليه السلام) وهـو علـى أرض كربلاء خاطبت جدهـا وامحمداه صلى عليك مليك السماء هـذا حسينك بالعراء مرمل بالدماء مقطع الاعضاء.