المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

كيف نشأت الأقمار التابعة للكواكب؟
2023-02-14
هضبة الدكن
2024-09-04
الذرة Atom
27-2-2017
علاقات الأبوين مع بعضهما
6-7-2022
ما المقصود من قول لوط (عليه السلام) : (هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم) ؟
10-10-2014
سرية محمد بن مسلمة إلى هوازن
11-12-2014


أفعال العباد  
  
1459   10:49 صباحاً   التاريخ: 11-08-2015
المؤلف : الشيخ جمال الدين احمد بن علي الكفعمي
الكتاب أو المصدر : معارج الافهام الى علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 85
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2018 883
التاريخ: 20-11-2014 894
التاريخ: 20-11-2014 706
التاريخ: 20-11-2014 1286

الأتفاق على أن ما لا يمدح العبد عليه ولا يذم ولا يقال له: لم فعلت ولا يحصل عند قصد ولا ينتفي عند صارف إنه من فعل الله, وأما نقيض ذلك فقال جهم(1) وبشر(2) كالأول(3), وقال أبو الحسن(4) وأتباعه كذلك إلا أن العبد له الكسب, وفسره بأن الله أجرى عادته بأن يخلق الفعل والقدرة عليه عند اختيار العبد الطاعة أو المعصية(5).

وقالت العدلية: إنه من العبد, فقيل: نظراً, وقيل: ضرورة(6), وهو الحق, وينبه على ضروريته بالفرق بين الحركة الاختيارية كالأكل والشرب وغيره كالنبض بإمكان ترك الأول دون الثاني, وبحسن المدح على الطاعة والذم على المعصية لا على حسن الصورة وقبحها, وليس إلا العلم ضرورة بالفاعلية في الأول دون الثاني, وبأن الحمار ينفر من الإنسان اذا قصد اذاه ولا ينفر من الحائط لما تقرر في وهمه من قدرة الانسان دونه, والقرآن والسنة مشحون بذلك.

واحتجاجهم أن فعل العبد إما معلوم الوقوع له تعالى فواجب أو عدمه فممتنع, فلا قدرة عليهما. وأجيب عنه بأن العلم تابع للوقوع وعدمه فلا يؤثر فيه وجوباً ولا امتناعاً, ومعارض بفعله تعالى, وبأن أوسط القياس غير متحد, فإن الوجوب الأول عارضي والثاني ذاتي فلا ينتج, وأما الكسب الذي ذكروه فلا معنى له لأن حاصل تفسيرهم له أنه فعل من أفعال القلب عزماً أو اختياراً, وكل فعل لابد له من فاعل؛ فإما من الله فلا كسب(7), وإما من العبد فيكون هو فاعله وهو يناقض قولهم: إنه لا فاعل إلا الله.

_____________

(1) هو جهم بن صفوان أبو محرز العبدي السمرقندي: من بني راسب رئيس الفرقة الجهميّة, وهو أول من قال بالجبر, كان يقضي في عسكر الحارث بن سويج الخارج على أمراء خراسان, قبض عليه نصر بن سيار وأمر بقتله فقتل سنة 128 هجرية [ الكامل في التاريخ حوادث سنة 128 هـ , ميزان الاعتدال 1: 197, الأعلام للزركلي 2: 141].

(2) هو بشر بن المعتمر الهلالي, رئيس معتزلة بغداد, وكان من شعرائهم, توفي سنة 210 هجرية, تنسب إليه الفرقة البشرية, وكان يعيش في عصر هارون الرشيد [تاريخ المعتزلة وعقائدهم: 90].

(3) حكاه الفخر الرازي في كتاب المحصل: 455 والعلامة في مناهج اليقين: 366 وفي طبعة (تحقيق الأنصاري): 235, وانظر سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون لابن نباتة: 162.

(4) أي الأشعري.

(5) حكاه الفخر الرازي في كتاب المحصل: 455, والإيجي في المواقف: 312, والعلامة في مناهج اليقين: 366 وفي طبعة (تحقيق الأنصاري): 235.

(6) حكى الضرورة العلامة في معارج الفهم: 409 عن أبي الحسين, ونسب النظر إلى آخرين.

(7) قوله: (فلا كسب) وما بعده إلى أكثر من صفحة سقط من نسخة (ش).




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.