المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



عبادة الإمام الحسن ( عليه السّلام )  
  
2904   03:35 مساءً   التاريخ: 2-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص33-35
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-03-2015 3250
التاريخ: 20-10-2015 3323
التاريخ: 6-4-2016 4540
التاريخ: 7-03-2015 3526

أ - روى المفضّل عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السّلام ) عن أبيه عن جدّه : « أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه ، وأزهدهم وأفضلهم ، وكان إذا حجّ حجّ ماشيا ، وربّما مشى حافيا ، وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على اللّه - تعالى ذكره - شهق شهقة يغشى عليه منها .

وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم[1] وسأل اللّه الجنّة وتعوّذ به من النار ، وكان لا يقرأ من كتاب اللّه عزّ وجل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا * إلّا قال : لبيّك اللهمّ لبيّك ، ولم ير في شيء من أحواله إلّا ذاكرا للّه سبحانه ، وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقا . . . »[2].

ب - وكان ( عليه السّلام ) إذا توضّأ ؛ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه ، فقيل له في ذلك فقال : « حق على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله » .

ج - وكان إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول : « ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسئ ، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم »[3].

د - وكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلّم حتى تطلع الشمس وإن زحزح [4].

ه - وعن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السّلام ) : « أنّ الحسن ( عليه السّلام ) قال : إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته ، فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه »[5].

و - وعن علي بن جذعان : أنّ الحسن بن علي ( عليه السّلام ) خرج من ماله مرتين ، وقاسم اللّه ماله ثلاث مرّات ، حتى أن كان ليعطي نعلا ، ويمسك نعلا ويعطي خفّا ويمسك خفّا[6].

وللإمام المجتبى ( عليه السّلام ) أدعية شتّى رويت عنه ، وهي تتضمّن مجموعة من المعارف والآداب ، كما تحمل أدب التقديس للّه تعالى والخضوع له والتذلّل بين يديه ، ونشير إلى نموذج منها :

قال ( عليه السّلام ) : « اللهمّ إنّك الخلف من جميع خلقك ، وليس في خلقك خلف مثلك ، إلهي من أحسن فبرحمتك ، ومن أساء فبخطيئته ، فلا الذي أحسن استغنى عن ردفك ومعونتك ، ولا الذي أساء استبدل بك وخرج من قدرتك ، الهي بك عرفتك ، وبك اهتديت إلى أمرك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت ، فيا من هو هكذا ولا هكذا غيره صلّ على محمد وآل محمد ، وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي ، اللهمّ اجعل خير عملي آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيّامي يوم ألقاك ، إلهي أطعتك ولك المنّة عليّ في أحبّ الأشياء إليك : الإيمان بك والتصديق برسولك ، ولم أعصك في أبغض الأشياء إليك : الشرك بك والتكذيب برسولك ، فاغفرلي ما بينهما يا أرحم الراحمين »[7].

وعن ابن كثير : أنّ الحسن كان يقرأ كلّ ليلة سورة الكهف في لوح مكتوب ، يدور معه حيث دار من بيوت أزواجه قبل أن ينام وهو في الفراش[8].

لقد تغذّى الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بلباب المعرفة وبجوهر الإيمان وبواقع الدين ، وانطبعت مثله في دخائل نفسه وأعماق ذاته ، فكان من أشدّ الناس إيمانا ، ومن أكثرهم إخلاصا وطاعة للّه[9].

 

[1] اضطراب السليم من لسعة العقرب .

[2] راجع الأمالي للصدوق : 150 ، وبحار الأنوار : 43 / 331 .

[3] المناقب : 3 / 180 ، والبحار : 43 / 339 .

[4] بحار الأنوار : 43 / 339 ، وأخبار إصبهان : 1 / 44 .

[5] المناقب : 3 / 180 ، وبحار الأنوار : 43 / 339 .

[6] المصدر السابق .

[7] مهج الدعوات : 144 .

[8] راجع البداية والنهاية : 8 / 42 ، طبعة دار إحياء التراث العربي 1408 ه .

[9] حياة الإمام الحسن : 1 / 326 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.