المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

اهتمام أهل البيت (عليهم السلام) بالدعاء.
2024-04-15
القافية
24-03-2015
شرطية صعود الكلم الطيب الى الله تعالى
24-11-2014
كتلة البرازيل وجيانا
2024-10-06
حقوق الزوجة
2023-09-27
التطفيف من عوامل الفساد في الأرض
25-11-2014


مكانة الامام الحسن ( عليه السّلام ) لدى معاصريه  
  
1838   03:19 مساءً   التاريخ: 1-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص27-30
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

أ - عن جابر عن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « أنّ اللّه خلقني وخلق عليا نورين بين يدي العرش ، نسبّح اللّه ونقدّسه قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلمّا خلق اللّه آدم أسكننا في صلبه ، ثم نقلنا من صلب طيّب وبطن طاهر حتى أسكننا في صلب إبراهيم ، ثم نقلنا من صلب إبراهيم إلى صلب طيّب وبطن طاهر حتى أسكننا في صلب عبد المطلّب ، ثم افترق النور في عبد المطّلب ، فصار ثلثاه في عبداللّه وثلثه في أبي طالب ، ثم اجتمع النور منّي ومن عليّ في فاطمة ، فالحسن والحسين نوران من نور ربّ العالمين »[1].

ب - وقد قال معاوية لجلسائه : من أكرم الناس أبا وامّا وجدّا وجدّة وعمّا وعمّة وخالا وخالة ؟ فقالوا : أمير المؤمنين أعلم ، فأخذ بيد الحسن بن علي وقال : هذا أبوه علي بن أبي طالب ، وامّه فاطمة ابنة محمد ، وجدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وجدّته خديجة ، وعمّه جعفر ، وعمّته هالة بنت أبي طالب ، وخاله القاسم بن محمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) وخالته زينب بنت محمّد ( صلّى اللّه عليه وآله )[2].

ج - ولمعاوية اعتراف آخر أمام عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وزياد بن أبيه بعد أن أكثروا الفخر ، وأراد أن يرغم أنوفهم ، فأحضر الإمام الحسن بن علي ( عليه السّلام ) ، ولمّا دحض مقالتهم التي أرادوا فيها تنقيص بني هاشم قال معاوية بعد أن خرج الإمام من عنده : أفافاخر رجلا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) جدّه ، وهو سيّد من مضى ومن بقي ، وامّه فاطمة سيّدة نساء العالمين ؟ ثم قال لهم :

واللّه لئن سمع أهل الشام ذلك أنّه للسوءة السوداء . . .[3].

د - ووفد مقدام إلى معاوية ، فقال معاوية : أعلمت أنّ الحسن بن علي توفّي ؟ فرجّع المقدام[4] ، فقال له معاوية : أتراها مصيبة ؟ فقال : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول اللّه في حجره وقال : « هذا منّي وحسين من عليّ رضي اللّه عنهما »[5].

ه - وقال عبداللّه بن عمر : أهل العراق يسألون عن الذباب يقتله المحرم ، وقد قتلوا ابن بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « هما ريحانتاي من الدنيا[6] أو ريحانتاي من هذه الأمّة »[7].

و - وكان أبو هريرة يقول : ما رأيت الحسن إلّا فاضت عيناي ، وذلك أني رأيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يدخل فمه في فمه ثم يقول : « اللهم إنّي احبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه » يقولها ثلاث مرّات[8] ، وقال : لا أزال أحبّ هذا الرجل - يعني الحسن - بعد ما رأيت رسول اللّه يصنع به ما يصنع[9].

ز - وحينما بادر ألدّ أعدائه - مروان بن الحكم - إلى حمل جثمانه الطاهر واستغرب منه الحسين ( عليه السّلام ) قائلا له : أتحمل جثمانه وكنت تجرّعه الغصص ؟ ! قال مروان : كنت أفعل ذلك بمن كان يوازي حلمه الجبال [10].

ح - وقال عنه أبو الأسود الدؤلي : وإنّه لهو المهذّب ، قد أصبح من صريح العرب في غرّ لبابها وكريم محتدها وطيب عنصرها[11].

ط - وقال عمرو بن إسحاق : ما تكلّم أحد أحبّ إليّ أن لا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت منه كلمة فحش قطّ[12].

ي - وقال عبداللّه بن الزبير : واللّه ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي ( عليه السّلام ) في هيبته وسموّ منزلته[13].

ك - وعندما وقف أخوه محمد بن الحنفية على قبره ليؤبّنه قال : لئن عزّت حياتك فقد هدّت وفاتك ، ولنعم الروح روح تضمّنه كفنك ، ولنعم الكفن كفن تضمّن بدنك ، وكيف لا تكون هكذا وأنت عقبة الهدى وخلف أهل التقوى وخامس أصحاب الكساء ؟ ! غذّتك بالتقوى أكفّ الحق ، وأرضعتك ثدي الايمان ، وربّيت في حجر الإسلام ، فطبت حيّا وميّتا ، وإن كانت أنفسنا غير سخيّة بفراقك ، رحمك اللّه أبا محمد[14].

ل - وأبّنه أبو عبداللّه الحسين بن علي ( عليه السّلام ) قائلا : « رحمك اللّه يا أبا محمد ، إن كنت لتباصر الحق مظانّه ، وتؤثر اللّه عند التداحض في مواطن التقية بحسن الرويّة ، وتستشفّ جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة ، وتفيض عليها يدا طاهرة الأطراف ، نقيّة الأسرّة ، وتردع بادرة غرب أعدائك بأيسر المؤونة عليك ، ولا غرو فأنت ابن سلالة النبوّة ، ورضيع لبان الحكمة ، فإلى روح وريحان وجنّة نعيم ، أعظم اللّه لنا ولكم الأجر عليه ، ووهب لنا ولكم حسن الأسى عنه »[15].

 

[1] نزهة المجالس : 2 / 206 .

[2] العقد الفريد : 3 / 283 .

[3] المحاسن والأضداد : 90 ، طبعة مصر 1324 ه

[4] أي قال : إنا للّه وإنا إليه راجعون

[5] مسند أحمد : 4 / 132 ، طبعة مصر 1313 ه

[6] صحيح البخاري : 2 / 188

[7] سنن الترمذي : 539

[8] مختصر تأريخ دمشق لابن عساكر : 7 / 10 ، طبعة دار الفكر 1405 ه

[9] نور الأبصار : 171

[10] تهذيب التهذيب : 2 / 298

[11] حياة الإمام الحسن : 2 / 247

[12] بحار الأنوار : 43 / 358

[13] البداية والنهاية : 8 / 37

[14]  مروج الذهب : 3 / 7 .

[15] حياة الإمام الحسن : 2 / 440 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.