أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
2977
التاريخ: 10-04-2015
3421
التاريخ: 11-4-2016
3334
التاريخ: 30-3-2016
7147
|
الاسم: عليّ عليه السلام
اللّقب: زين العابدين
الكنية: أبو الحسن (أبو محمد)
اسم الأب: الحسين بن علي عليه السلام
اسم الأمّ: شهربانو (شاه زنان) بنت يزدجرد ابن كسرى انوشروان
الولادة: 5 شعبان 38 هـ
الشهادة: 25 محرم 95 هـ
مدّة الإمامة: 35 سنة
مكان الدفن: المدينة المنورة/ البقيع
من الولادة حتـّى كربلاء
قدّر الله لهذا الإمام عليه السلام أن يعيش مع جدّه أمير المؤمنين عليه السلام لسنتين، فشهد فاجعة استشهاده، كما عايش عمّه الإمام الحسن عليه السلام لمدّة 12 عاماً، وهو يحيط بما يخطّط له بنو أميّة من هدم للدِّين، وهكذا عاش مع أبيه الحسين الشهيد عليه السلام 23 سنة، إلى أن حدثت واقعة كربلاء المفجعة الّتي عاشها الإمام بكلّ تفاصيلها، ولكنَّ الله عزّ وجلّ قدّر لهذا الإمام البقاء حيّاً، فقد مرض في كربلاء مرضاً منعه من المشاركة في القتال.
تحرّكات الإمام السجـّاد عليه السلام ومتابعة المسيرة
بعد استشهاد الإمام الحسين انتقلت الإمامة إلى الإمام زين العابدين عليه السلام ، فكان عليه أن يُتابع مسيرة أبيه وجدّه، وهذا ما قام به الإمام عليه السلام في فترة الأسر والسبي ورحلة المعاناة من كربلاء إلى بلاد الشام ثم إلى المدينة.
1- في الكوفة: لقد دخل الإمام إلى الكوفة، وهو يعلم الدور الّذي قام به أهل الكوفة في خذلان أبيه وتخلّيهم عنه، فخطب بهم خطاباً يهزّ ضميرهم ووجدانهم، فقال: "أنا ابنُ مَنِ انْتُهِكَتْ حُرْمَتُهُ، وَسُلِبَتْ نِعْمَتُهُ، وانْتُهِبَ مالُهُ، وَسُبِيَ عِيالُهُ، أَنا ابْنُ الْمَذْبوحِ بِشَطِّ الفُراتِ، مِنْ غَيْرِ ذَحْلٍ وَلا تراثٍ، أَنا ابْنُ مَنْ قُتِلَ صَبْراً، وَكَفى بِذَلِكَ فَخْراً"[1].
2- في الشام: لقد كان الهدف الرئيسيّ للإمام خلال مسيرة السبي وفي الشام، أن يُزيل التضليل الإعلاميّ الّذي مارسه بنو أميَّة في حقِّ أهل البيت عليهم السلام ، وفي حقِّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، ولذا اعتمد في أسلوبه خِطابَين: الخِطاب الفرديّ والخِطاب العامّ.
أ - الخطاب الفرديّ:
كان كلّما لقي أحداً ووجد أنّ بمقدوره أن يسمع له بيّن له فضل أهل البيت عليهم السلام وشرح له مظلوميّتهم.
ب - الخطاب العامّ:
كان متى يجد أنّ الفرصة تسنح له أن يقوم خطيباً بين الناس، بيّن لهم ذلك أيضاً.
ففي الشام وفي مجلس "يزيد" عندما اجتمع الناس وهم يظهرون الفرح والسرور بمجيء السبايا وهم لا يعرفون من هم السبايا، قام الإمام خطيباً ليذكّرهم بمكانة أهل البيت وارتباطهم بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "أيّها الناسُ، أنا ابنُ مَكّةَ وَمنى، أنا ابْنُ زَمْزَمَ وَالصَّفا، أَنا ابْنُ مَنْ حَمَلَ الرُّكْنَ بِأَطْرافِ الرِّدا، أَنا ابْنُ مَنْ صَلَّى بِمَلائِكَةِ السَّما، أَنا ابْنُ مَنْ أَوْحى إِلَيْهِ الجَليلُ ما أَوْحَى، أَنا ابْنُ فَاطِمَةَ الزّهْراءِ، أَنا ابْنُ خّديجَةَ الكُبْرى، أَنا ابْنُ الْمُرَمّلِ بِالدِّما، أَنا ابْنُ ذَبيحِ كَرْبَلاءِ"[2].
لقد استطاع الإمام عليه السلام بهذا الأسلوب أن يهزّ المشاعر، ويكشف الحقيقة، ما جعل يزيد يخضع لمطالب الإمام في الرجوع إلى المدينة وإنهاء عمليّة السبي.
الدور الرساليّ للإمام عليه السلام
لقد أمضى الإمام زين العابدين عليه السلام مدّة إمامته مقيماً في مدينة جدّه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، متابعاً لمسيرة الأئمّة السابقين عليهم السلام ، فاعتمد أساليب هادئة في التربية، لينفُذَ من خلالها إلى قلوب الناس. وتمثّل ذلك في المجالات التالية:
1- التذكير المستمـّر بمظلوميـّة أهل البيت عليهم السلام: فقد اشتهر الإمام عليه السلام بكثرة البكاء على أبيه[3].
2- بثّ المفاهيم الإسلاميـّة الصحيحة: اعتمد الإمام أسلوب الدعاء الّذي يحمل مضامين تعليميّةً تربويّةً متعدّدة الأبعاد، وقد جُمعت تلك الأدعية في كتاب عُرف فيما بعد بالصحيفة السجّاديّة. كما كان يعقد الحلقات الدينيّة والفكريّة في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتّى أصبحت مجالسه محجّة للعلماء والفقهاء، وتخرّج من هذه المدرسة قياداتٌ علميّةٌ وفكريّةٌ، حملت العلم والمعرفة والإرشاد إلى البلاد الإسلاميّة كافّة.
3- الاهتمام بشؤون الناس: من الجوانب الأساس الّتي اهتمّ بها الإمام عليه السلام الجانب الإنسانيّ والاجتماعيّ، وهذا ما أكَّدته الروايات الواردة، من أنَّه كان يخرج في الليالي الظلماء يحمل الجراب على ظهره فيقرع الأبواب ويُناول أهلها من دون أن يُعرف، كما كان يشتري في كلّ عام مئات العبيد ليحرّرهم في عيدي الفطر والأضحى بعد أن يربّيهم على مفاهيم التربية الإسلاميّة.
إنّ الأساليب الّتي اتّبعها الإمام عليه السلام أعطت ثمارها في حياته وبعد شهادته، ورسّخت مكانة أهل البيت العلميّة والدينيّة فصارت أمراً معروفاً ومشهوراً بين الناس، وإن لم تكن السلطة السياسيّة بيدهم، فاحتلّوا مكانةً في صدور الناس تفوق مكانة من بيده السلطة والحكم.
ويُروى أنّ هشام بن عبد الملك كان في الحجّ، وعندما حاول لمس الحجر الأسود لم يستطع من شدّة الازدحام فوقف جانباً، وإذا بالإمام عليه السلام مقبلٌ يريد لمس الحجر فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتّى لمس الحجر وقبّله، ومضى، فعاد الناس إلى ما كانوا عليه، وانزعج هشام من هذا المشهد، وعندما سأله أحد أصحابه: من هذا؟ أنكر أنّه يعرفه، فسمع الفرزدق هذه المقالة فأجابه: هذا عليّ بن الحسين بن عليّ، ثمّ أنشد فيه قصيدته المشهورة الّتي يقول فيها:
هذا الّذي تعرف البطحاءُ وطأتَه والبيتُ يعرِفُه والحلّ والحرمُ
هذا ابن خيرِ عبادِ اللهِ كلِّهِمُ هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلمُ
شهادة الإمام عليه السلام
هذه المسيرة الإصلاحيّة الهادفة لم تخفَ عن عيون عبد الملك بن مروان الّتي بثّها في المدينة لتراقب تحرّكات الإمام عليه السلام فاعتقله وأحضره إلى دمشق مقيّداً، لكن قوّة شخصيَّة الإمام عليه السلام ومهابته أثارتا الاحترام في نفس عبد الملك فأمر بإطلاقه وإعادته سالماً إلى المدينة. وأخيراً، قرّر الوليد بن عبد الملك تصفية الإمام عليه السلام فأوعز إلى أخيه سليمان فدسّ السمّ له.
[1] ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى الحسني الحسيني، اللهوف في قتلى الطفوف، أنوار الهدى، إيران - قم، 1417هـ، ط1، ص92.
[2] العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج45، 138.
[3] وهذا ما ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمّد، وعليّ بن الحسين عليهم السلام ،... بكى عليّ بن الحسين عليه السلام عشرين سنة ما وضع بين يديه طعام إلّا بكى حتّى قال له مولىً له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون إنّي ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة" الشيخ الصدوق، الخصال، مصدر سابق، ص272.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|