زواج الامام علي عليه السلام من سبي حروب الخلفاء ألا يدلّ على مشروعية الخلفاء؟ |
2438
01:25 صباحاً
التاريخ: 25-5-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2022
2345
التاريخ: 5-7-2022
1400
التاريخ: 8-7-2022
9566
التاريخ: 23-1-2022
1412
|
السؤال : هل كانت حروب الردّة غير شرعية؟ إذا كانت شرعية فخلافة أبو بكر شرعية ، وإذا كانت غير شرعية ، فلماذا يتزوّج الإمام علي عليه السلام من سبيهم؟ فهو تزوّج خولة والدة محمّد بن الحنفية ، كما زوّج ابنه الحسين عليه السلام من سبي فارس ، في عهد الخليفة عمر ، أرجو الإفادة ... ولكم جزيل الشكر.
الجواب : أنت تعلم أنّ شرعية الأمر متأتّية من شرعية القائمين به ، وعلى هذا يمكنك أن تجعل هذه القاعدة منطبقة على موردنا هذا ، فحروب الردّة تتبع في عدم شرعيتها إلى فقدان شرعية القائمين عليها ، وإذا كان الأمر كذلك ، فمن أين تأتي شرعية هذه الحروب؟ ولا يمكن القول بعد ذلك بشرعيتها ، لعدم توفّر شرعية الخليفة.
أمّا كون أمير المؤمنين عليه السلام قد تزوّج بخولة بنت جعفر بن قيس ـ والدة محمّد ابن الحنفية ـ فغير ثابت أنّها من سبي حروب الردّة ، بل هي سبيت في أيّام رسول الله صلى الله عليه وآله ، كما عليه أبو الحسن علي بن محمّد بن سيف المدائني ، حيث قال : هي سبية في أيّام رسول الله صلى الله عليه وآله ، قالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام إلى اليمن ، فأصاب خولة في بني زبيد ، وقد ارتدّوا مع عمرو بن معدي كرب ... فصارت في سهم علي عليه السلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : « إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي ، وكنّه بكنيتي » ، فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلام محمّداً ، فكنّاه أبا القاسم ، نقل كلام المدائني القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار (1).
وظهر من ذلك : أنّ خولة سبيت في حروب الردّة في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله ، لا كما يتوهّم البعض : أنّها سبيت في حروب الردّة في زمن أبي بكر.
أما زواج الإمام الحسين عليه السلام من سبي فارس فإنّ الإمام علي عليه السلام لم يتعامل معهم بعنوان سبي ، بل تعامل معهم كمسلمين ، وكان تزويج أحد بنات كسرى للحسين عليه السلام لا لكونهن سبيّات ، بل لكونهن بنات ملوك حرّات ، قد استنقذها الإمام عليه السلام من أيديهم ، وهي ظاهر رواية ابن شهر آشوب في المناقب ، وإليك نصّها :
« لما ورد بسبي الفرس إلى المدينة أراد عمر أن يبيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيد العرب ، وعزم على أن يحملوا العليل والضعيف ، والشيخ الكبير في الطواف ، وحول البيت على ظهورهم ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : « إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال : أكرموا كريم قوم وإن خالفوكم ، وهؤلاء الفرس حكماء كرماء ، فقد ألقوا السلام ، ورغبوا في الإسلام ، وقد أعتقت منهم لوجه الله حقّي ، وحقّ بني هاشم » ، فقالت المهاجرون والأنصار : قد وهبنا حقّنا لك يا أخا رسول الله ، فقال : « اللّهم فاشهد فإنّهم قد وهبوا ، وقبلت وأعتقت » ، فقال عمر : سبق إليها علي بن أبي طالب ، ونقض عزمي في الأعاجم.
ورغب جماعة في بنات الملوك أن يستنكحوهن ، فقال أمير المؤمنين : « نخيّر ولا نكرههن » ، فأشار أكبرهم إلى تخيير شهر بانو بنت يزد جرد ، فحجبت وأبت ، فقيل لها : أيا كريمة قومها من تختارين من خطّابك؟ وهل أنت راضية بالبعل؟ فسكتت ، فقال أمير المؤمنين : « قد رضيت ، وبقي الاختيار بعد سكوتها إقرارها » ، فأعادوا القول في التخيير ، فقالت : لست ممّن يعدل عن النور الساطع ، والشهاب اللامع الحسين إن كنت مخيّرة ... » (2).
ويظهر أنّ تعامل أمير المؤمنين عليه السلام مع هؤلاء ليس تعامل الرقيق والإماء ، ممّا يعني أنّ الإمام عليه السلام لم يتعامل معهم أسرى حرب ، كما هو ظاهر الرواية.
هذا ولو تنزّلنا وقلنا بأنّ الإمام عليه السلام قد تعامل معهم أسرى حرب ، فإنّه عليه السلام بصفة الخليفة الواقعي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، له إقرار هذه الحرب لمصلحة يراها هو عليه السلام ، وإن كان ظاهراً من يقوم بالأمر غير الخليفة الشرعي ، أي إقرار الإمام للحرب ، أو عدم إقراره من شؤون إمامته ، وكذا كثير من الموارد التي يتصرّف بها الإمام عليه السلام ضمن شؤون ولايته الإلهيّة ، وإن كان الأمر في الظاهر لغيره.
فتبيّن : أنّ زواج الإمام الحسين عليه السلام من سبي فارس لا يدلّ على مشروعية خلافتهم ، إذ لا ملازمة بين عملهم ومشروعية خلافتهم ، فإنّ الله ينصر دينه على أيدي أناسٍ لا خلاق لهم كما هو وارد ، ففي صحيح البخاريّ باب بعنوان ( إنّ الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر ).
____________________
1 ـ شرح الأخبار 3 / 296.
2 ـ مناقب آل أبي طالب 3 / 208.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|