المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

التيمم
23-9-2016
الشروط الواجب توافرها قبل البدء في زراعة الشاي
25-12-2019
المراد من كلمة «شاخصة»
21-10-2014
الجدال في الله بغير علم
25-09-2014
Pure Substances and Mixtures
19-2-2019
معيار العمل الصالح
2023-06-04


نظرة سريعة عن حياة الزهراء عليها السلام  
  
1873   08:22 مساءً   التاريخ: 24-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص288-291
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

الاسم: فاطمة عليها السلام

اللّقب: الزهراء

الكنية: أم الحسن

اسم الأب: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم

اسم الأمّ: خديجة بنت خويلد عليها السلام

الولادة: 20 جمادى الآخرة عام 5 بعد البعثة

الشهادة: 3 جمادى الآخرة عام 11 هـ

مكان الدفن: دفنت سراً في المدينة المنوّرة

 

ولادة الزهراء ونشأتها عليها السلام

ولدت السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام بعد مبعث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنوات في بيت الطهارة والإيمان.

ونشأت فاطمة الزهراء عليها السلام في بيت النبوّة ومهبط الرسالة، فكان أبوها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلّمها العلوم الإلهيـّة، ويفيض عليها من معارفه الربّانيّة.

وشاءت حكمة الله تعالى أن تشهد هذه الابنة الطاهرة ما كان يعانيه أبوها من أذى المشركين فيما كان يدعوهم إلى عبادة الإله الواحد.

في الخامسة من عمرها فقدت أمّها السيّدة خديجة، فكانت تلوذ بأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الّذي بات سلوتها الوحيدة، فوجدت عنده كلّ ما تحتاجه من العطف والحنان والحبّ والاحترام.

ووجد هو فيها قرّة عينه، وسَلْوَة أحزانه، فكانت في حنانها عليه واهتمامها به كالأمّ الحنون حتّى قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم: "فاطمة أمُّ أبيها"[1].

 

هجرة فاطمة عليها السلام وزواجها

بعد أن غادر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مكّة متوجِّهاً إلى المدينة لحق الإمام عليّ عليه السلام به ومعه الفواطم، ومنهنَّ فاطمة الزهراء عليها السلام ، وكان عمرها آنذاك سبع سنوات.

وما إن بلغت فاطمة الزهراء عليها السلام التاسعة من عمرها حتّى بدا عليها كلُّ ملامح النضوج الفكريّ والرشد العقليّ، فتقدّم سادة المهاجرين والأنصار لخطبتها طمعاً بمصاهرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكنّه كان يردّهم بلطف معتذراً بأنّ أمرها إلى ربّها.

وعندما خطبها عليّ عليه السلام وافق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ووافقت فاطمة على زواجها من عليّ عليه السلام، لأنّه الكفؤ الوحيد لها، كما جاء في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وتمّ الزواج، فباع الإمام عليٌّ درعه بخمسمائة درهم لدفع المهر، ولتأثيث البيت الّذي سيؤويهما عليهما السلام[2].

لقد كان هذا البيت المتواضع بأثاثه، غنيّاً بما فيه من القيم والأخلاق والروح الإيمانيّة العالية، فبات صاحباه زوجين سعيدين يعيشان الأُلفة والوئام والحبّ والاحترام، حتّى قال الإمام عليّ عليه السلام يصف حياتهما معاً: "فوالله ما أغضبتُها ولا أكرهتُها على أمرٍ حتّى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغْضَبَتْني ولا عَصَتْ لي أمراً. لقد كنت أنْظُر إليها فتنكشِف عنّي الهموم والأحزان"[3].

وكانا يتقاسمان العمل، فلها ما هو داخل عتبة البيت وله ما هو خارجها.

 

مكانة الزهراء عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

تعلَّق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بابنته فاطمة عليها السلام تعلّقاً خاصاً لِمَا كان يراه فيها من وعيً وتقوىً وإخلاصٍ فأحبّها حبّاً شديداً، وكان إذا أراد السفر جعلها آخر من يُودَّع، وإذا قَدِمَ من السفر جعلها أوّلَ من يَلقى.

وكان إذا دخلت عليه وقف لها إجلالاً وقبّلها بل ربَّما قبّل يدها. وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "فاطمةُ بضعةٌ منّي من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله"[4].

ومع كلّ ذلك، فقد جاءته يوماً تشكو إليه ضعفها وتعبها في القيام بعمل المنزل وتربية الأولاد وتطلب منه أن يهب لها جاريةً تخدمها، فاستبدل ذلك بأمر آخر، عبّر عنه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "أعطيك ما هو خير من ذلك"[5]، وعلّمها تسبيحةً خاصّةً تُسْتَحَبّ بعد كلّ صلاة، وهي التكبير أربعاً وثلاثين مرّة، والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرّة، والتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرّة، وهذه التسبيحة عُرِفَت فيما بعد بتسبيحة الزهراء.

هكذا يكون البيت النبويّ، حيث إنّه يتجاهل الأمور الماديّة، ويعطي الأهميّة للأمور المعنويّة ذات البعد الروحيّ والأخرويّ.

 

أسماء فاطمة عليها السلام

عُرِفَت السيّدة فاطمة عليها السلام بأسماء عديدةٍ تُعبِّر عن كمالها ومقامها، ومن هذه الأسماء:

- الزهراء: وقد علَّل الإمام الصادق عليه السلام تسميتها بالزهراء بـ "أنّ الله عزَّ وجلَّ خلقها من نور عظمته فلمّا أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها"[6].

- الحوراء: وهذا الاسم يعود لانعقاد نطفتها من ثمار الجنـّة، كما في الرواية عن أبيها الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "أخذ جبرائيل بيدي وأدخلني الجنّة وأدناني من شجرة طوبى"، ويتابع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثه بأنّه أكل فاكهة هذه الشجرة المباركة وعند عودته إلى الأرض انعقدت نطفة فاطمة عليها السلام من تلك الفاكهة، وكان يقول: "فاطمة حوراء إنسيّة، كلّما اشتقت إلى الجنّة قبَّلتُها"[7].

- المحدِّثة: لأنـّها كانت تحدِّث أمـّها وهي جنين في بطنها، ولأنّها كانت تُحدِّث المسلمين بأحاديث أبيها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وما أفاض الله عليها من علمه.

- المحدَّثة: لأنّ ملائكة الله تعالى كانت تحدِّثها، حتّى ورد إخبارهم لها أنّها سيّدة نساء العالمين، مقارنين بينها وبين مريم بقولهم: "إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها، وإنّ الله عزَّ وجلَّ جعلك سيّدة نساء عالمكِ وسيّدة نساء عالمها، وسيّدة نساء الأوّلين والآخرين"[8].

- الزكيـّة: لأنّها أفلحت بتزكية نفسها فكانت عليها السلام تصلّي وتطيل القيام حتـّى تتورّم قدماها، وكانت عليها السلام حينما تقوم إلى الصلاة تتغيّر معالمها من خشية الله، وقد عَرف ذلك عنها القريب والبعيد، حتّى قال الحسن البصريّ: "ولم يكن في الأمّة أعبدُ من فاطمة عليها السلام ".

- الشهيدة: حيث بدأت مظلومـّية السـّيدة الزهراء عليها السلام تتعاظم مع وفاة أبيها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقد شاهدت بأمِّ ‏عينها محاولة هدم بنيان الإسلام الشامخ الّذي بناه أبوها صلى الله عليه وآله وسلم بمعاناة فاقت كلّ معاناة، فانحرف القوم عن الخلافة الإلهيـّة المتمثّلة بولاية عليّ عليه السلام ، وتجرَّؤوا على إيذاء بضعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي تدافع عن مقام الولاية الأعظم ما أدَّى إلى شهادتها.

أرادت عليها السلام أن تكتب في التاريخ، وعلى مدى الأجيال، رسالة حقٍّ خالدةً تشهد على ما جرى بعد وفاة أبيها، فأوصت أن تُدفن سرّاً، ليكون قبرها المجهول علامةً دائمةً على الحقّ المُغْتَصَب.

 

[1]  السيد المرعشي، شرح إحقاق الحق، تعليق السيد شهاب الدين المرعشي النجفي - تصحيح السيد إبراهيم الميانجي، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، إيران - قم، لا.ت، لا.ط، ج25، ص29.

[2]  فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلّق به القربة واشترى جرّةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدّة من ليف.

[3]  الشيخ عباس القمي، بيت الأحزان، دار الحكمة، إيران - قم، 1412ه، ط1، ص53.

[4]  الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ج1، ص187.

[5]  النعمان المغربي، دعائم الإسلام، مصدر سابق، ج1، ص168.

[6]  الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ص180.

[7]  الشيخ الأميني، الغدير، دار الكتاب العربي، لبنان - بيروت، 1397ه - 1977م، ط4، ج3، ص18.

[8]  الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ج1، ص182.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.