المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

ما هو الجواب لهذه المسائل ؟ (أسئلة متنوعة من أحد الزنادقة يجيب عنها الامام الصادق عليه السلام)
6-12-2020
أعطال المادة العازلة
26-11-2021
المكنون البروتيني العام Universal Proteome
2-9-2020
من هو وليد بن مصعب
2024-05-21
Favard Constants
17-11-2021
ذُبيان بن حكيم
1-9-2016


وجوب كون الامام معصوما  
  
1406   01:42 صباحاً   التاريخ: 7-08-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / العصمة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-08-2015 928
التاريخ: 7-08-2015 930
التاريخ: 22-11-2016 1750
التاريخ: 22-11-2016 932

 ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﺇﻻ ﺗﺴﻠﺴﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻫﻲ ﺭﺩﻉ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻨﻪ، ﻓﻠﻮ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻭﻳﺘﺴﻠﺴﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺐ ﺍﻻﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻘﻂ ﻣﺤﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﺍﻧﺘﻔﺖ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻧﺼﺒﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺳﻘﻂ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﻷﻧﻪ ﺣﺎﻓﻆ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻟﻴﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124].

ﺃﻗﻮﻝ: ﻟﻤﺎ ﺃﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺷﺮﻁ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﺷﺘﺮﺍﻃﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﺎﺷﺘﺮﻃﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺑﻮﺟﻮﻩ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻟﺰﻡ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﺎﻫﻲ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻮﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻫﻲ ﺭﺩﻉ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻪ، ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻡ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺣﻤﻞ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ، ﻭﺭﺩﻋﻬﻢ ﻋﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﺎﺳﺪﻫﻢ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﺩﻋﻪ ﻋﻦ ﺧﻄﺌﻪ ﻭﻧﻨﻘﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﺎﻫﻲ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻟﺠﺎﺯﺕ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻨﻔﺮﺽ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻠﺰﻡ ﺇﻣﺎ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻧﺼﺒﻪ ﺃﻭ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﻘﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻜﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﺰﻭﻡ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ: ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻨﻪ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻻ، ﻓﻤﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻠﺰﻡ ﺳﻘﻮﻁ ﻣﺤﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺄﻣﻮﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺁﻣﺮﺍ ﻭﻣﻨﻬﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻫﻴﺎ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﺒﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻣﺤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻷﻣﺮﻩ ﻭﻧﻬﻴﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻓﻆ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ: ﻓﻸﻥ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻟﻠﺸﺮﻉ، ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﻭ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ: ﻓﻠﻜﻮﻧﻬﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻓﻴﻴﻦ (1) ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺣﻜﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﻓﻠﻮﺟﻬﻴﻦ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺗﻌﺬﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻤﺎ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﺣﺠﻴﺘﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪ ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﺃﺷﺎﺭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) (ﺃﻻ ﻻ ﺗﺮﺟﻌﻮﺍ ﺑﻌﺪﻱ ﻛﻔﺎﺭﺍ)، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻻ ﻳﻮﺟﻪ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻗﻄﻌﺎ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺗﻄﺮ ﻟﻌﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻄﻌﺎ (2). ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ: ﻓﻸﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﺫ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﺃﻭ ﺣﺮﻣﺔ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ: ﻓﻴﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺇﻓﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻈﻦ، ﻭﺍﻟﻈﻦ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺷﻴﺌﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﺒﻨﻰ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﺎﺕ ﻛﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺁﺧﺮ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺗﺤﺮﻳﻤﻪ ﺃﻭﻝ ﺷﻮﺍﻝ، ﻭﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺎﺕ ﻛﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﻂ، ﻭﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺧﻄﺄ ﻭﺍﻟﻈﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻗﻄﻊ ﻳﺪ ﺳﺎﺭﻕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺩﻭﻥ ﻏﺎﺻﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻭﺟﻠﺪ ﺑﻘﺬﻑ ﺍﻟﺰﺍﻧﻲ ﻭﺃﻭﺟﺐ ﻓﻴﻪ ﺃﺭﺑﻊ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ): (ﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺮﻫﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺑﺮﻫﺔ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﺑﺮﻫﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺿﻠﻮﺍ ﻭﺃﺿﻠﻮﺍ). ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﺇﻻ ﺍﻹﻣﺎﻡ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻓﻸﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ.

ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻇﺎﻟﻢ ﻭﻻ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺑﺼﺎﻟﺢ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ ﻓﻼ ﺷﺊ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﺑﺼﺎﻟﺢ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ: ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺍﺿﻊ ﻟﻠﺸﺊ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ: ﻓﻠﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ (3).

______________________

(1) ﻗﻮﻟﻪ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻜﻮﻧﻬﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﺦ... ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻪ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻓﻴﻪ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺊ ﺇﻻ ﻭﻓﻴﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﺳﻨﺔ، ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺒﻠﻐﻪ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻮﺳﻰ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻗﺎﻝ ﺑﻞ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ)، ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﻟﻨﺼﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﺦ...

(2) [ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭ]. - ﻋﻦ ﺑﻜﻴﺮ ﺑﻦ ﺃﻋﻴﻦ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﺬ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺷﻴﻌﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﻟﻨﺎ ﻭﻫﻢ ﺫﺭ، ﻳﻮﻡ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺭ ﺑﺎﻻﻗﺮﺍﺭ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻤﺤﻤﺪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻋﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺃﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﺃﻇﻠﺔ، ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﺩﻡ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ)، ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺷﻴﻌﺘﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﺑﺄﻟﻔﻲ ﻋﺎﻡ ﻭﻋﺮﺿﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺮﻓﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻭﻋﺮﻓﻬﻢ ﻋﻠﻴﺎ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﻟﺤﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ , ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ (1 / 438).

 ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻟﻮﻟﺪﻩ ﺍﻷﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ - ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ (1 / 533) ﻗﺎﻝ (ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ) – ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺃﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻗﺎﻝ ﻷﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻳﻮﻣﺎ {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻣﺎﺕ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺄﺗﻴﻨﻚ ﻓﺄﻳﻘﻦ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻙ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺨﻴﻞ ﺑﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻠﻲ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺑﻴﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻓﺂﺭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ)، ﻓﻘﺎﻝ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻟﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺁﻣﻦ ﺑﻌﻠﻲ ﻭﺑﺄﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻣﺜﻠﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺗﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻙ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺣﻖ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ، ﻗﺎﻝ ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻩ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ (1 / 533) ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺶ (ﺍﻟﺤﺮﻳﺶ). - ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻱ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻧﻘﻴﺒﺎ ﻧﺠﻴﺒﺎ ﻣﺤﺪﺛﻮﻥ ﻣﻔﻬﻤﻮﻥ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻳﻤﻸﻫﺎ ﻋﺪﻻ ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ ﺟﻮﺭﺍ (ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ 1 / 534) ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ (ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ) ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺳﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺥ ﻭﺍﻷﺻﺢ (ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ). - ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﻭﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ.

(3) ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﻟﺰﻣﺨﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﺸﺎﻓﻪ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺳﺒﺐ ﻧﺰﻭﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻭﺃﺣﻞ ﻟﻜﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺍﻟﺮﻓﺚ ﺍﻟﺦ..) ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻮﺑﻪ ﺣﻴﺚ ﻟﻮ ﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺃﻭ ﺭﻗﺪﻭﺍ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﺛﻢ ﺇﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﺷﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻓﻨﺪﻡ ﻭﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺹ) ﻭﺍﻋﺘﺬﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﺍﻋﺘﺮﻓﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻓﻨﺰﻟﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺎ ﺑﺄﻥ ﻋﻤﺮ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﺍﻥ (ﺱ ﻁ).

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.