المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

التأجير
31-10-2016
Hydration of alkenes
14-1-2022
العوامل المؤثرة في توزيع وكثافة السكان (مرونة جسم الإنسان وقابليته للتكيف)
2-6-2016
حبيب الخثعميّ
7-9-2016
دراسة حول مسئولية وكالات الانباء عن الاختلال الكمي في تدفق الأنباء
16-8-2022
cognitive semantics
2023-07-05


خطبة الزهراء (عليها السّلام ) الثانية  
  
3048   04:53 مساءً   التاريخ: 17-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص175-181
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

قال سويد بن غفلة : لمّا مرضت سيّدتنا فاطمة ( عليها السّلام ) المرضة التي توفّيت فيها ؛ اجتمعت إليها نساء المهاجرين والأنصار ليعدنها ، فقلن لها : يا بنت رسول اللّه كيف أصبحت من علّتك ؟ فحمدت اللّه وصلّت على أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) ثم قالت :

« أصبحت واللّه عائفة[1] لدنياكم ، قالية[2] لرجالكم ، لفظتهم[3] بعد أن عجمتهم[4] وشنأتهم[5] بعد أن سبرتهم[6]  ، فقبحا[7] لفلول الحدّ[8] [ واللّعب بعد الجدّ[9] ، وقرع الصّفاة[10] ][11] ، وخور القناة[12] ، وخطل الرّأي[13] [ وزلل الأهواء ][14].

وبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط اللّه عليهم وفي العذاب هم خالدون .

لا جرم[15] [ واللّه ] [16]لقد قلّدتهم ربقتها[17] [ وحمّلتهم أوقتها ][18] وشننت عليهم غارتها[19] ، فجدعا[20] وعقرا[21] وسحقا[22] للقوم الظالمين .

ويحهم[23] أنّى زحزحوها[24] عن رواسي[25] الرّسالة ، وقواعد[26] النبوّة والدّلالة ومهبط الوحي الأمين ، والطّبين[27] بأمر الدّنيا والدّين ، ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نقموا[28] من أبي الحسن ؟ ! نقموا واللّه من نكير[29] سيفه ، [ وقلّة مبالاته بحتفه ] وشدّة وطأته[30] ونكال[31] وقعته[32] وتنمّره[33] في ذات اللّه عزّ وجلّ .

واللّه لو تكافّوا[34] عن زمان[35] نبذه[36] رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لأعتلقه[37] ولساربهم سيرا سجحا[38] [39]، لا يكلم[40] خشاشه[41] [ ولا يكلّ سائره ] ولا يتعتع[42] راكبه ، ولأوردهم منهلا نميرا[43] فضفاضا[44] تطفح ضفّتاه[45] [ ولا يترنّق جانباه ][46] ولا صدرهم بطانا[47] [ ونصح لهم سرّا وإعلانا ] قد تحيّر بهم الرّيّ[48] غير متحلّ منه بطائل[49]. [ ولا يحظى من الدنيا بنائل ][50] إلّا بغمر[51] الماء وردعه[52]  شرر الساغب[53] [ ولبان لهم الزّاهد من الرّاغب والصّادق من الكاذب ][54] ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم اللّه بما كانوا يكسبون[55]. ألا هلمّ فاسمع[56] ، وما عشت أراك الدّهر العجب ، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث [ ليت شعري ][57] إلى أيّ سناد[58] استندوا [ وعلى أيّ عماد اعتمدوا ] وبأيّة عروة تمسّكوا ، [ وعلى أيّة ذرّيّة اقدموا واحتنكوا ] ؟[59] [ لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلا ][60].

استبدلوا الذنابى[61] واللّه بالقوادم والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا ، ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون .

[ ويحهم ] أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي[62] إلّا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون[63].

أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج[64]  ثمّ احتلبوا طلاع القعب[65] دما عبيطا[66] ، وذعافا ممقرا[67] ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غبّ[68] ماسنّ[69] الأوّلون .

ثمّ طيبوا [ بعد ذلك ] عن أنفسكم[70] أنفسا[71] ، وطأمنوا للفتنة جأشا[72] ، وأبشروا بسيف صارم[73] [ وسطوة معتد غاشم ] [74] وهرج شامل[75] ، واستبداد[76] من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا[77] ، وزرعكم حصيدا [78]، فيا حسرتي لكم ، وأنّى[79] بكم وقد عمّيت[80] عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون » .

قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها ( عليها السّلام ) على رجالهن فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين ، وقالوا : يا سيّدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد ونحكم العقد ؛ لما عدلنا إلى غيره ، فقالت : « إليكم عنّي ! فلا عذر بعد تعذيركم ولا أمر بعد تقصيركم »[81].

 


[1] عائفة : أي كارهة .

[2] القالية : المبغضة .

[3] لفظت الشيء من فمي : أي رميته وطرحته .

[4] عجمتهم : جرّبتم .

[5] شنأتهم : أبغضتهم .

[6] سبرتهم : اختبرتهم ، فعلى ما في أكثر الرّوايات المعنى : طرحتهم وأبغضتهم بعد امتحانهم ومشاهدة سيرتهم وأطوارهم .

[7] قبحا - بالضمّ - : مصدر حذف فعله ، إمّا من قولهم : قبّحه اللّه قبحا ، أو من قبح بالضمّ قباحة ، فحرف الجرّ على الأوّل داخل على المفعول ، وعلى الثّاني على الفاعل ، والفلول بالضمّ : جمع فلّ بالفتح ، وهو الثّلمة والكسر في حدّ السيف ، وحكى الخليل في العين أنّه يكون مصدرا ، ولعلّه أنسب بالمقام .

[8] وفي الأمالي : « فقبحا لأفون الرأي » . قال الجزريّ : في حديث عليّ ( عليه السّلام ) : إيّاك ومشاورة النساء فإنّ رأيهنّ إلى أفن ، الأفن : النقص ، ورجل أفن ومأفون أي ناقص العقل [ النهاية : 51 / 57 ] .

[9] اللّعب بعد الجدّ : أي أخذتم دينكم باللّعب والباطل بعد أن كنتم مجدّين فيه آخذين بالحجّة .

[10] وقرع الصّفاة ، الصّفاة : الحجر الأملس أي جعلتم أنفسكم مقرعا لخصامكم حتّى قرعوا صفاتكم أيضا .

[11] من الاحتجاج .

[12] الخور - بالفتح وبالتحريك - : الضعف « وفي الاحتجاج : صدع : أي شقّ » والقناة : الرّمح .

[13] والخطل - بالتحريك - : المنطق الفاسد المضطرب ، وخطل الرأي : فساده واضطرابه . وفي الأمالي :

« القول » وفي الاحتجاج : « الآراء » .

[14] من الاحتجاج .

[15] لا جرم : كلمة تورد لتحقيق الشيء . يعني : حقّا .

[16] من الأمالي .

[17] ربقتها : الرّبقة في الأصل : عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها ، ويقال للحبل الذي تكون فيه الربّقة ، ربق ، وتجمع على ربق ورباق وأرباق ، والضمير في ربقتها راجع إلى الخلافة المدلول عليها بالمقام ، أو إلى فدك ، أو حقوق أهل البيت ( عليهم السّلام ) أي جعلت إثمها لازمة لرقابهم كالقلائد .

[18] من الاحتجاج وحمّلتهم أوقتها : قال الجوهري : الأوق : الثّقل ، يقال : ألقى عليه أوقه ، وقد أوّقته تأويقا أي حمّلته المشقّة والمكروه .

[19] قولها : وشننت عليهم غارها ، الشنّ : رشّ الماء رشّا متفرّقا ، والسنّ - بالمهملة - : الصبّ المتّصل ، ومنه قولهم : سنّت عليهم الغارة إذا فرّقت عليهم من كلّ وجه .

[20] الجدع : قطع الأنف أو الأذن أو الشّفة ، وهو بالأنف أخصّ ، ويكون بمعنى الحبس .

[21] والعقر بالفتح : الجرح ، ويقال في الدّعاء على الإنسان : عقرا له وحلقا . أي عقر اللّه جسده وأصابه بوجع في حلقه ، واصل العقر : ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسّيف ، ثمّ اتّسع فيه فاستعمل في القتل والهلاك .

[22] وفي الاحتجاج : بعدا .

[23] ويح : كلمة تستعمل في الترحّم والتوجّع والتعجّب .

[24] الزّحزحة : التّنحية والتّبعيد . وفي الاحتجاج : زعزعوها . والزّعزعة : التحريك .

[25] الرواسي من الجبال : الثّوابت الرّواسخ .

[26] قواعد البيت : أساسه .

[27] الطّبين - هو بالطاء المهملة والباء الموحّدة - : الفطن الحاذق .

[28] يقال : نقمت على الرّجل : أي عتبت عليه وكرهت شيئا منه .

[29] والنكير : إنكار سيفه فإنّه ( عليه السّلام ) كان لا يسلّ سيفه إلّا لتغيير المنكرات .

[30] الوطأة : الأخذة الشديدة والضغطة .

[31] النكال : العقوبة التي تنكل الناس .

[32] الوقعة : صدمة الحرب .

[33] تنمّر فلان : أي تغيّر وتنكّر وأوعد ، لأنّ النمر لا تلقاه أبدا إلّا متنكّرا غضبان .

[34] التكافّ : تفاعل من الكفّ : وهو الدّفع والصرف .

[35] في الأمالي : زمام . والزّمام ككتاب الخيط الّذي يشدّ في البرة والخشاش ثمّ يشدّ في طرفه المقود ، وقد يسمّى المقود زماما .

[36] نبذه : أي طرحه .

[37] اعتلقه : أحبّه .

[38] السّجح - بضمّتين - : اللّين السّهل .

[39] وفي الاحتجاج بدل « واللّه لو تكافّوا - إلى قولها - لاعتلقه » وتاللّه لو مالوا عن المحجّة اللائحة ، وزالوا عن قبول الحجّة الواضحة لردّهم ، وحملهم عليها .

[40] الكلم : الجرح .

[41] الخشاش - بكسر الخاء المعجمة - : ما يجعل في أنف البعير من خشب ويشدّ به الزّمام ليكون أسرع لانقياده .

[42] وتعتعت الرّجل : أي أقلقته وأزعجته .

[43] المنهل : المورد ، وهو عين ماء ترده الإبل في المراعي ، ماء قاله الجوهريّ ، وقال : ماء نمير : أي ناجع ، عذبا كان أو غيره ، وقال الصّدوق نقلا عن الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري : النمير : الماء النامي في الجسد ، وذكر في الأمالي بدل كلمة نميرا : رويّا ، والرويّ : سحابة عظيمة القطر ، شديدة الوقع .

[44] الفضفاض : الواسع ، يقال : ثوب فضفاض ، وعيش فضفاض ، ودرع فضفاضة .

[45] ضفّتا النهر - بالكسر وقيل وبالفتح أيضا - : جانباه ، وتطفح : أي تمتلئ حتّى تفيض .

[46] ترنّق : كدر ، وصار الماء رونقة : غلب الطين على الماء والترنوق : الطين الّذي في الأنهار والمسيل ، والمراد أنّه لا ينقص الماء حتّى يظهر الطين والحمأ من جانبي النهر ويتكدّر الماء بذلك .

[47] بطن كعلم : عظم بطنه من الشّبع ، ومنه الحديث : « تغدو خماصا وتروح بطانا » ، والمراد عظم بطنهم من الشّرب .

[48] تحيّر الماء : أي اجتمع ودار كالمتحيّر ، يرجع أقصاه إلى أدناه ، ويقال : تحيّرت الأرض بالماء إذا امتلأت ، ولعلّ الباء بمعنى « في » أي تحيّر فيهم الريّ ، أو للتعدية : أي صاروا حيارى لكثرة الريّ ، والريّ - بالكسر والفتح - ضدّ العطش . وفي رواية الشيخ بدل قولها « قد تحيّر » قد خثر بالخاء المعجمة والثّاء المثلّثة ، أي أثقلهم من قولك : أصبح فلان خاثر النفس ، أي ثقيل النّفس غير طيّب ولا نشيط ، وحلي منه بخير كرضي : أي أصاب خيرا .

[49] غير متحلّ منه بطائل : قال الجوهريّ : قولهم : لم يحلّ منها بطائل أي لم يستفد منها كثير فائدة . والتحلّي : التزيّن ، والطائل : الغنى والمزيّة والسّعة والفضل .

[50] النائل : العطية .

[51] التغمّر : هو الشّرب دون الرّيّ ، مأخوذ من الغمر - بضمّ الغين المعجمة وفتح الميم - : وهو القدح الصغير ، وفي الاحتجاج : غير ريّ الناهل . والنّاهل : العطشان .

[52] الرّدع : الكفّ والدّفع ، والرّدعة : الدّفعة .

[53] وفي الأمالي : سورة سغب وسورة الشيء - بالفتح - : حدّته وشدّته ، والسّغب : الجوع . وفي الاحتجاج بدل قولها « وردعه شرر الساغب » « وشعبة الكافل » قال الفيروز آباديّ : الكافل : العائل ، والذي لا يأكل أو يصل الصّيام ، والضامن ، انتهى . أقول : يمكن أن يكون هنا بكلّ من المعنيين الأوّلين ، ويحتمل أن يكون بمعنى كافل اليتيم ، فإنّه لا يحلّ له الأكل إلّا بقدر البلغة ، وحاصل المعنى : أنّه لو منع كلّ منهم الآخرين عن الزّمام الّذي نبذه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو تولّي أمر الأمة ، لتعلّق به أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) أو أخذ محبّا له ويسلك بهم طريق الحقّ من غير أن يترك شيئا من أوامر اللّه أو يتعدّى حدّا من حدوده ، ومن غير أن يشقّ على الامّة ، ويكلّفهم فوق طاقتهم ووسعهم ، ولفازوا بالعيش الرّغيد في الدنيا والآخرة ، ولم يكن ينتفع من دنياهم وما يتولى من أمرهم إلّا بقدر البلغة وسدّ الخلّة .

[54] من الاحتجاج .

[55] وفي الاحتجاج أضاف قوله تعالى : وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ الزمر ( 39 ) : 51 .

[56] وفي رواية ابن أبي الحديد : ألا هلمّنّ فاسمعن ، وما عشتنّ أراكنّ الدهر عجبا .

قولها : وما عشتنّ : أي أراكنّ الدهر شيئا عجيبا لا يذهب عجبه وغرابته مدة حياتكنّ ، أو يتجدّد لكنّ كلّ يوم أمر عجيب متفرّع على هذا الحادث الغريب .

[57] ليت شعري : أي ليتني علمت .

[58] السناد : ما يستند إليه .

[59] قال الجوهريّ : احتنك الجراد الأرض : أي أكل ما عليها وأتى على نبتها وقوله تعالى حاكيا عن إبليس :

« لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ » [ الاسراء ( 17 ) : 64 ] قال الفرّاء : يريد : لأستولينّ عليهم ، والمراد بالذّريّة ذريّة الرّسول ( صلّى اللّه عليه واله ) .

[60] المولى : الناصر والمحبّ ، والعشير : الصاحب المخالط المعاشر ، وبئس للظالمين بدلا : أي بئس البدل من اختاروه على إمام العدل وهو أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) .

[61] الذّنابى بالضمّ : ذنب الطائر ومنبت الذّنب ، والذّنابى في الطائر أربع ذنابى بعد الخوافي وهي مادون الرّيشات العشر من مقدّم الجناح التي تسمّى قوادم ، الذّنابى من الناس : السفلة والأتباع . والعجز كالعضد : مؤخّر الشيء ، يؤنث ويذكر ، وهو للرّجل والمرأة جميعا ، والكاهل : الحارك ، وهو ما بين الكتفين ، وكاهل القوم : عمدتهم في المهمّات ، وعدتهم للشدائد والملمّات ، ورغما ، مصدر رغم أنفه أي لصق بالرّغام بالفتح ، وهو التّراب ، ورغم الأنف يستعمل في الذّل ، والعجز عن الانتصار ، والانقياد على كره ، والمعاطس جمع معطس - بالكسر والفتح - وهو الأنف .

[62] قرئ في الآية « يهدّي » بفتح الهاء وكسرها وتسديد الدّال فأصله يهتدي ، وبتخفيف الدال وسكون الهاء .

[63] يونس ( 10 ) : 35 .

[64] ، وزرعكم حصيدا  فيا حسرتي لكم ،

وفي بعض نسخ ابن أبي الحديد : أما لعمر اللّه ، وفي بعضها : أما لعمر إلهكنّ ، والعمر - بالفتح والضمّ - بمعنى العيش الطويل ، ولا يستعمل في القسم إلّا العمر - بالفتح - ، ومعنى عمر اللّه بقاؤه ودوامه ، ولقحت كعلمت أي حملت ، والفاعل فعالتهم ، أو فعالهم ، أو الفتنة ، أو الأزمنة ، والنظرة - بفتح النّون وكسر الظاء - :

التأخير ، واسم يقوم مقام الانظار ، أي انتظروا [ أو انظروا ] نظرة قليلة ، وريثما تنتج : أي قدر ما تنتج ، يقال :

نتجت الناقة على ما لم يسمّ فاعله : تنتج نتاجا وقد نتجها أهلها نتجا وأنتجت الفرس إذا حان نتاجها .

[65] القعب : قدح من خشب يروي الرجل ، أو قدح ضخم ، واحتلاب طلاع القعب : هو أن يمتلئ من اللّبن حتى يطلع عنه ويسيل . في الاحتجاج : ملء العقب .

[66] العبيط : الطريّ .

[67] الذعاف ، كغراب : السّم ، والمقر - بكسر القاف - : الصبر - وربّما يسكّن - ، وأمقر أي صار مرّا . في الأمالي : ذعافا ممضّا . وفي الاحتجاج : ذعافا مبيدا . والمبيد : المهلك ، وأمضّه الجرح : أوجعه .

[68] غبّ كلّ شيء : عاقبته .

[69] في الأمالي : ما أسكن ، وفي الاحتجاج : ما أسس .

[70] في الاحتجاج : عن دنياكم .

[71] في الأمالي : لنتنها . وطاب نفس فلان بكذا : أي رضي به من دون أن يكرهه عليه أحد ، وطابت نفسه عن كذا أي رضي ببذله .

[72] في الأمالي : ثم اطمئنّوا وفي الاحتجاج : واطمئنّوا . وفي كتاب ناظر عين الغريبين : طأمنته : سكنته فاطمأنّ ، والجأش - مهموزا - : النفس والقلب أي اجعلوا قلوبكم مطمئنّة لنزول الفتنة .

[73] السيف الصارم : القاطع .

[74] الغشم : الظلم .

[75] الهرج : الفتنة والاختلاط . وفي الأمالي : هرج دائم شامل . وفي رواية ابن أبي الحديد : وقرح شامل ، فالمراد بشمول القرح ، إمّا للأفراد أو للأعضاء .

[76] الاستبداد بالشيء : التفرّد به .

[77] والفيء : الغنيمة والخراج وما حصل للمسلمين من أموال الكفّار من غير حرب ، والزهيد : القليل .

[78] والحصيد : المحصود ، وعلى رواية : زرعكم ، كناية عن أخذ أموالهم بغير حقّ ، وعلى رواية ، جمعكم يحتمل ذلك ، وأن يكون كناية عن قتلهم واستئصالهم . وفي الأمالي والاحتجاج : جمعكم حصيدا .

[79] وأنّى بكم : أي وأنّى تلحق الهداية بكم ، وعميت عليكم - بالتخفيف - : أي خفيت والتبست ، وبالتشديد على صيغة المجهول أي لبّست .

[80] وأنّى بكم : أي وأنّى تلحق الهداية بكم ، وعميت عليكم - بالتخفيف - : أي خفيت والتبست ، وبالتشديد على صيغة المجهول أي لبّست .

[81] مصادر الخطبة : معاني الأخبار لابن بابويه ، والاحتجاج للطبرسي ، والأمالي للشيخ الطوسي ، ودلائل الإمامة للطبري ، وبلاغات النساء لأبي الفضل بن أبي طاهر ، وكشف الغمّة للأربلي ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.