المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

عدم السماح للزوجة بأن تعيق حركته نحو الصلاح والخير
2024-09-20
علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت (شُمَيم الحِلِّي)
29-06-2015
Webster’s dictionary
14-1-2022
Ecosystem
16-10-2015
أثر الكتل الهوائية في مناخ بعض الأقاليم
2024-09-11
مفهوم التوقيع الإلكتروني
22-11-2021


فدك بين النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) والزهراء ( عليها السّلام )  
  
2638   05:01 مساءً   التاريخ: 15-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص131-135
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

قال تعالى : {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الروم: 38]. نلاحظ أنّ هذه الآية خطاب من اللّه عزّ وجلّ إلى نبيّه محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) يأمره أن يؤتي ذا القربى حقّه ، فمن هم ذوو القربى ؟ وما هو حقّهم ؟ وقد اتّفق المفسّرون أن ذوي القربى هم أقرباء الرسول وهم : عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السّلام ) فيكون المعنى : أعط ذوي قرباك حقّهم .

جاء في الدرّ المنثور للسيوطي عن أبي سعيد الخدري أنّه قال : لمّا نزلت الآية فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ . . . ؛ دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فاطمة الزهراء وأعطاها فدكا[1].

وذكر ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة أنّ عمر قال : إنّي أحدثكم عن هذا الأمر ، إنّ اللّه خصّ نبيّه في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال : وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ . . . فكانت هذه ( يعني : فدكا ) خالصة لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

ويستفاد من الروايات التأريخية أنّ فدكا كانت بيد الزهراء وأنّها كانت تتصرف فيها ، ويستدل على أن فدكا كانت بيد آل الرسول من تصريح الإمام عليّ ( عليه السّلام ) في كتابه الذي أرسله إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة ، « بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم اللّه . . . »[2].

عبّرت بعض الروايات أنّه عندما استقرّ الأمر لأبي بكر انتزع فدكا من فاطمة ( عليها السّلام )[3] « 3 » ، ومعنى هذا الكلام أنّ فدكا كانت في يد فاطمة وتحت تصرّفها من عهد أبيها الرسول ( صلّى اللّه عليه واله وسلم ) فانتزعها أبو بكر منها .

وفي رواية العلّامة المجلسي : فلمّا دخل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) المدينة - بعد استيلائه على فدك - دخل على فاطمة ( عليها السّلام ) فقال : « يا بنية إنّ اللّه قد أفاء على أبيك بفدك واختصّه بها ، فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء وإنّه قد كان لامك خديجة على أبيك مهر ، وإنّ أباك قد جعلها لك بذلك ، وأنحلها لك ولولدك بعدك » قال :

فدعا بأديم ودعا بعليّ بن أبي طالب وقال له : « اكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول اللّه » ، وشهد على ذلك عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ومولى لرسول اللّه وامّ أيمن[4].

اغتصاب فدك :

لمّا توفّي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) واستولى أبو بكر على الحكم ومضت عشرة أيام واستقام له الأمر ؛ بعث إلى فدك من يخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

وروي أنّ الزهراء أرسلت إلى أبي بكر : أنت ورثت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أم أهله ؟ قال : بل أهله ، قالت : فما بال سهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : إنّي سمعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يقول : « إنّ اللّه أطعم نبيّه طعمة » ثم قبضه وجعله للذي يقوم بعده فولّيت أنا بعده أن أردّه إلى المسلمين .

وروي عن عائشة أنّ فاطمة ( عليها السّلام ) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهي حينئذ تطلب ما كان لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : لا نورّث ، ما تركناه صدقة ، إنما يأكل آل محمّد من هذا المال . وإني - واللّه - لا أغيّر شيئا من صدقات رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولأعملن فيها بما عمل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا[5].

وعن أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : قال عليّ لفاطمة ( عليهما السّلام ) : « إنطلقي فاطلبي ميراثك من أبيك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فجاءت إلى أبي بكر وقالت : لم تمنعني ميراثي من أبي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بأمر اللّه تعالى ؟ » فقال : إن شاء اللّه إنّك لا تقولين إلّا حقا ولكن هاتي على ذلك شهودا ، فجاءت أم أيمن وقالت له : لا أشهد - يا أبا بكر - حتى أحتجّ عليك بما قاله رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، أنشدك باللّه ألست تعلم أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : « أم أيمن امرأة من أهل الجنة » ؟ فقال : بلى ، قالت : فاشهد أنّ اللّه - عز وجل - أوصى إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ فجعل فدكا لها طعمة بأمر اللّه ، وجاء علي ( عليه السّلام ) فشهد بمثل ذلك ، فكتب أبو بكر لها كتابا ودفعه إليها ، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال أبو بكر : إنّ فاطمة ادّعت فدك وشهدت لها أم أيمن وعليّ فكتبته لها ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فتفل فيه ومزّقه ، فخرجت فاطمة تبكي .

وروي أنّ الإمام عليا ( عليه السّلام ) جاء إلى أبي بكر وهو في المسجد فقال : « يا أبا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد ملكته في حياة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ » فقال أبو بكر : هذا فيء المسلمين ، فإن أقامت شهودا أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) جعله لها ، وإلّا فلا حقّ لها فيه ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « يا أبا بكر أتحكم فينا بخلاف حكم اللّه في المسلمين ؟ » قال : لا ، قال ( عليه السّلام ) : « فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ، ثم ادّعيت أنا فيه ، من تسأل البينة ؟ » قال : إيّاك أسأل البيّنة ، قال ( عليه السّلام ) : « فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وبعده ، ولم تسأل المسلمين بيّنة على ما ادّعوا شهودا كما سألتني على ما ادّعيت عليهم ؟ » . . . فسكت أبو بكر .

فقال عمر : يا عليّ ، دعنا من كلامك ، فإنّا لا نقوى على حجّتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلّا فهو فيء للمسلمين لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه .

فقال الإمام عليّ ( عليه السّلام ) : « يا أبا بكر تقرأ كتاب اللّه ؟ » قال : نعم ، قال ( عليه السّلام ) :

« أخبرني عن قوله عز وجل : إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فيمن نزلت ؟ فينا أو في غيرنا ؟ » قال : بل فيكم ، قال ( عليه السّلام ) : « فلو أنّ شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بفاحشة ما كنت تصنع بها ؟ » ، قال : كنت أقيم عليها الحدّ كما أقيم على نساء العالمين ! ، قال علي ( عليه السّلام ) : « كنت إذن عند اللّه من الكافرين » ، قال : ولم ؟ قال ( عليه السّلام ) : « لأنّك رددت شهادة اللّه بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم اللّه وحكم رسوله أن جعل لها فدكا وزعمت أنّها فيء للمسلمين ، وقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : البيّنة على من ادّعى واليمين على من أنكر » فدمدم الناس ، وأنكر بعضهم بعضا ، وقالوا : صدق واللّه عليّ[6].

 


[1] الدر المنثور : 4 / 177 ، وجاء مثله في كشف الغمة : 1 / 476 ، عن عطية ، ورواه الحاكم النيسابوري في تاريخه.

[2] نهج البلاغة : الكتاب رقم 45 .

[3] راجع الصواعق المحرقة : 25 .

[4] بحار الأنوار : 17 / 378 .

[5] شرح نهج البلاغة : 16 / 217 .

[6] الاحتجاج للطبرسي : 1 / 234 ، وكشف الغمة : 1 / 478 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 16 / 274 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.