فدك بين النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) والزهراء ( عليها السّلام ) |
2638
05:01 مساءً
التاريخ: 15-5-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-3-2019
2165
التاريخ: 19-5-2022
1788
التاريخ: 18-10-2015
5105
التاريخ: 18-10-2015
4891
|
قال تعالى : {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الروم: 38]. نلاحظ أنّ هذه الآية خطاب من اللّه عزّ وجلّ إلى نبيّه محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) يأمره أن يؤتي ذا القربى حقّه ، فمن هم ذوو القربى ؟ وما هو حقّهم ؟ وقد اتّفق المفسّرون أن ذوي القربى هم أقرباء الرسول وهم : عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السّلام ) فيكون المعنى : أعط ذوي قرباك حقّهم .
جاء في الدرّ المنثور للسيوطي عن أبي سعيد الخدري أنّه قال : لمّا نزلت الآية فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ . . . ؛ دعا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فاطمة الزهراء وأعطاها فدكا[1].
وذكر ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة أنّ عمر قال : إنّي أحدثكم عن هذا الأمر ، إنّ اللّه خصّ نبيّه في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال : وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ . . . فكانت هذه ( يعني : فدكا ) خالصة لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
ويستفاد من الروايات التأريخية أنّ فدكا كانت بيد الزهراء وأنّها كانت تتصرف فيها ، ويستدل على أن فدكا كانت بيد آل الرسول من تصريح الإمام عليّ ( عليه السّلام ) في كتابه الذي أرسله إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة ، « بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم اللّه . . . »[2].
عبّرت بعض الروايات أنّه عندما استقرّ الأمر لأبي بكر انتزع فدكا من فاطمة ( عليها السّلام )[3] « 3 » ، ومعنى هذا الكلام أنّ فدكا كانت في يد فاطمة وتحت تصرّفها من عهد أبيها الرسول ( صلّى اللّه عليه واله وسلم ) فانتزعها أبو بكر منها .
وفي رواية العلّامة المجلسي : فلمّا دخل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) المدينة - بعد استيلائه على فدك - دخل على فاطمة ( عليها السّلام ) فقال : « يا بنية إنّ اللّه قد أفاء على أبيك بفدك واختصّه بها ، فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء وإنّه قد كان لامك خديجة على أبيك مهر ، وإنّ أباك قد جعلها لك بذلك ، وأنحلها لك ولولدك بعدك » قال :
فدعا بأديم ودعا بعليّ بن أبي طالب وقال له : « اكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول اللّه » ، وشهد على ذلك عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ومولى لرسول اللّه وامّ أيمن[4].
اغتصاب فدك :
لمّا توفّي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) واستولى أبو بكر على الحكم ومضت عشرة أيام واستقام له الأمر ؛ بعث إلى فدك من يخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
وروي أنّ الزهراء أرسلت إلى أبي بكر : أنت ورثت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أم أهله ؟ قال : بل أهله ، قالت : فما بال سهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : إنّي سمعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يقول : « إنّ اللّه أطعم نبيّه طعمة » ثم قبضه وجعله للذي يقوم بعده فولّيت أنا بعده أن أردّه إلى المسلمين .
وروي عن عائشة أنّ فاطمة ( عليها السّلام ) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهي حينئذ تطلب ما كان لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : لا نورّث ، ما تركناه صدقة ، إنما يأكل آل محمّد من هذا المال . وإني - واللّه - لا أغيّر شيئا من صدقات رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولأعملن فيها بما عمل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا[5].
وعن أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : قال عليّ لفاطمة ( عليهما السّلام ) : « إنطلقي فاطلبي ميراثك من أبيك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فجاءت إلى أبي بكر وقالت : لم تمنعني ميراثي من أبي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بأمر اللّه تعالى ؟ » فقال : إن شاء اللّه إنّك لا تقولين إلّا حقا ولكن هاتي على ذلك شهودا ، فجاءت أم أيمن وقالت له : لا أشهد - يا أبا بكر - حتى أحتجّ عليك بما قاله رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، أنشدك باللّه ألست تعلم أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : « أم أيمن امرأة من أهل الجنة » ؟ فقال : بلى ، قالت : فاشهد أنّ اللّه - عز وجل - أوصى إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ فجعل فدكا لها طعمة بأمر اللّه ، وجاء علي ( عليه السّلام ) فشهد بمثل ذلك ، فكتب أبو بكر لها كتابا ودفعه إليها ، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال أبو بكر : إنّ فاطمة ادّعت فدك وشهدت لها أم أيمن وعليّ فكتبته لها ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فتفل فيه ومزّقه ، فخرجت فاطمة تبكي .
وروي أنّ الإمام عليا ( عليه السّلام ) جاء إلى أبي بكر وهو في المسجد فقال : « يا أبا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد ملكته في حياة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ » فقال أبو بكر : هذا فيء المسلمين ، فإن أقامت شهودا أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) جعله لها ، وإلّا فلا حقّ لها فيه ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « يا أبا بكر أتحكم فينا بخلاف حكم اللّه في المسلمين ؟ » قال : لا ، قال ( عليه السّلام ) : « فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ، ثم ادّعيت أنا فيه ، من تسأل البينة ؟ » قال : إيّاك أسأل البيّنة ، قال ( عليه السّلام ) : « فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وبعده ، ولم تسأل المسلمين بيّنة على ما ادّعوا شهودا كما سألتني على ما ادّعيت عليهم ؟ » . . . فسكت أبو بكر .
فقال عمر : يا عليّ ، دعنا من كلامك ، فإنّا لا نقوى على حجّتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلّا فهو فيء للمسلمين لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه .
فقال الإمام عليّ ( عليه السّلام ) : « يا أبا بكر تقرأ كتاب اللّه ؟ » قال : نعم ، قال ( عليه السّلام ) :
« أخبرني عن قوله عز وجل : إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فيمن نزلت ؟ فينا أو في غيرنا ؟ » قال : بل فيكم ، قال ( عليه السّلام ) : « فلو أنّ شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بفاحشة ما كنت تصنع بها ؟ » ، قال : كنت أقيم عليها الحدّ كما أقيم على نساء العالمين ! ، قال علي ( عليه السّلام ) : « كنت إذن عند اللّه من الكافرين » ، قال : ولم ؟ قال ( عليه السّلام ) : « لأنّك رددت شهادة اللّه بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم اللّه وحكم رسوله أن جعل لها فدكا وزعمت أنّها فيء للمسلمين ، وقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : البيّنة على من ادّعى واليمين على من أنكر » فدمدم الناس ، وأنكر بعضهم بعضا ، وقالوا : صدق واللّه عليّ[6].
[1] الدر المنثور : 4 / 177 ، وجاء مثله في كشف الغمة : 1 / 476 ، عن عطية ، ورواه الحاكم النيسابوري في تاريخه.
[2] نهج البلاغة : الكتاب رقم 45 .
[3] راجع الصواعق المحرقة : 25 .
[4] بحار الأنوار : 17 / 378 .
[5] شرح نهج البلاغة : 16 / 217 .
[6] الاحتجاج للطبرسي : 1 / 234 ، وكشف الغمة : 1 / 478 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 16 / 274 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|