المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24



هجرة الزهراء ( عليها السّلام ) إلى المدينة  
  
2246   05:00 مساءً   التاريخ: 11-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص72-76
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2022 1385
التاريخ: 7-6-2017 2895
التاريخ: 23-12-2015 3903
التاريخ: 5-7-2017 3093

هاجر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في السنة الثالثة عشرة للبعثة من مكة إلى يثرب « المدينة » حفاظا على نفسه وإبقاء على دعوته ، وأوصى عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) أن يبيت على فراشه ليلة الهجرة ليوهم المشركين ويشغلهم ، وأوصاه ( صلّى اللّه عليه واله ) بعدة وصايا ، منها : أنّه إذا وصل مأمنه يرسل اليه من يدعوه بالتوجّه اليه مع عائلته من الفواطم وغيرهن ، ويردّ جميع الأمانات التي كانت مودعة عنده إلى أهلها ويسدّد الديون التي كانت عليه .

ولمّا وصل ( صلّى اللّه عليه واله ) منطقة « قباء » - وهي على أميال من يثرب - واستقر فيها ؛ بعث مع أبي واقد الليثي كتابا إلى عليّ ( عليه السّلام ) يأمره بالقدوم عليه مع الفواطم وردّ الإمانات إلى أهلها ، فقام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) من ساعته واشترى الرواحل اللازمة وأعدّ متطلبات السفر والهجرة من مكة ، وأمر من كان معه من ضعفاء المؤمنين أن يتسللوا ويتخفّوا إذا ملأ الليل بطن كلّ واد إلى ذي طوى .

فلمّا أدى الأمانات قام على الكعبة فنادى بصوت رفيع : يا أيّها الناس ! هل من صاحب أمانة ؟ هل من صاحب وصيّة ؟ هل من عدّة له قبل رسول اللّه ؟ فلمّا لم يأت أحد لحق بالنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله )[1].

خرج عليّ ( عليه السّلام ) بالفواطم في وضح النهار - وهنّ : فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) وفاطمة بنت أسد الهاشمية امّه وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب - وتبعتهم حاضنة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وخادمته بركة امّ أيمن ، وابنها أيمن مولى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وعاد مع الركب مبعوثه ( صلّى اللّه عليه واله ) أبو واقد الليثي ، فجعل يسوق الرواحل ، فأعنف بهم فقال له الإمام عليّ ( عليه السّلام ) :

« إرفق بالنسوة يا أبا واقد ، إنّهن ضعاف » قال : إنّي أخاف أن يدركنا الطلب ، فقال عليّ ( عليه السّلام ) : « أربع عليك ، فإنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال لي : يا عليّ لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه » ، ثم جعل عليّ ( عليه السّلام ) يسوق بهنّ سوقا رقيقا وهو يرتجز ويقول :

وليس إلّا اللّه فارفع ضنّكا * يكفيك ربّ الناس ما أهمّكا

وسار ، فلمّا شارف « ضجنان » أدركه الطلب سبعة فوارس من شجعان قريش متلثّمين وثامنهم مولى الحارث بن أمية يدعى جناحا ، وكان شجاعا مقداما ، فأقبل الإمام عليّ ( عليه السّلام ) على أيمن وأبي واقد وقد تراءى القوم فقال لهما : « أنيخا الإبل وأعقلاها » ، وتقدّم حتى أنزل النّسوة ، ودنا القوم فاستقبلهم عليّ ( عليه السّلام ) منتضيا سيفه ، فأقبلوا عليه وقالوا : ظننت أنّك ناج بالنّسوة ، إرجع لا أبا لك قال : « فإن لم أفعل ؟ » قالوا : لترجعنّ راغما ، أو لنرجعنّ بأكثرك شعرا - أي رأسك - ودنا الفوارس من النّسوة والمطايا ليثوّروها ، فحال عليّ ( عليه السّلام ) بينهم وبينها ، فأهوى له جناح بسيفه فراغ عليّ ( عليه السّلام ) عن ضربته ، وتختله عليّ ( عليه السّلام ) فضربه على عاتقه ، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مسّ كاثبة فرسه ، فشدّ عليهم بسيفه فتصدّع القوم عنه ، وقالوا له : إغن عنّا نفسك يا بن أبي طالب قال : « فإنّي منطلق إلى ابن عمّي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فمن سرّه أن أفري لحمه وأهريق دمه فليتبعني » فرجعوا مخذولين منكسرين .

ثم أقبل على صاحبيه أيمن وأبي واقد فقال لهما : « أطلقا مطاياكما » ، ثم سار بالركب ظافرا قاهرا حتى نزل « ضجنان » ، فتلوّم بها - أي لبث فيها - قدر يومه وليلته ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين ، وكانوا يصلّون ليلتهم ويذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلّى الإمام عليّ ( عليه السّلام ) بهم صلاة الفجر ، ثم سار لوجهه حتى قدموا « قبا » القريبة من المدينة ، والتحقوا برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حيث كان ينتظرهم بها[2].

ونزل الوحي على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بما كان في شأنهم قبل وصولهم ، بآيات من القرآن المجيد هي : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ...} [آل عمران: 191] .

ومكث النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) خمسة عشر يوما ب « قبا » في انتظار قدوم الوفد ، وفي تلك الفترة أسّس مسجد « قبا » ، ونزلت فيه آيات بيّنات قال تعالى :

لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ كما أنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حثّ على الصلاة فيه وإحيائه وذكر الأجر الكبير لمن صلّى فيه .

وبعد استراحة الركب سار ( صلّى اللّه عليه واله ) بمن معه من أصحابه وأهله متوجها إلى يثرب واستقبلته الجماهير المسلمة بالأشعار والأهازيج وشعارات الترحيب ، واستقبله سادات يثرب وزعماء الأوس والخزرج مرحّبين بقدومه باذلين كلّ ما وسعهم من امكانات مالية وعسكرية ، وكان عندما يمرّ على حيّ من أحيائهم يتقدّم الأشراف ليأخذوا بخطام الناقة رجاء أن ينزل في حيّهم حيث الضيافة والمنعة ، فكان ( صلّى اللّه عليه واله ) يدعو لهم بالخير ويقول : « دعوا الناقة تسير فإنّها مأمورة » .

ثم بركت في رحبة من الأرض بجوار دار أبي أيوب الأنصاري ، فنزل ( صلّى اللّه عليه واله ) ونزلت السيّدة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) مع الفواطم ودخلن على امّ خالد[3] ، وبقيت السيّدة فاطمة ( عليها السّلام ) مع أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) زهاء سبعة أشهر حتى تمّ بناء المسجد ودار رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وبيته المتواضع المؤلف من عدّة حجرات بعضها بالأحجار ، والبعض الآخر من جريد النخل ، أمّا ارتفاع الحجرات فقد وصفه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) سبط رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فيما جاء عنه أنّه قال : « كنت أدخل بيوت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وأنا غلام مراهق فأنال السقف بيدي » .

أمّا الأثاث الذي هيّأه النبيّ لبيته الجديد فهو في منتهى البساطة والخشونة والتواضع ، وأعدّ لنفسه فيه سريرا مؤلّفا من أخشاب مشدودة بالليف ، واستقرّت الزهراء في دار هجرتها وفي بيت أبيها ، ذلك البيت البسيط المتواضع في دار الإسلام ، لتنعم بعنايته وحبّه ورعايته ، تلك العناية والرعاية والحبّ الذي لم يحظ بمثله امرأة ولا أحد من الناس سواها .

إلى هذا البيت المتواضع جاءت فاطمة بنت محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) مهاجرة من مكة لترى أباها بين أنصاره في يثرب يفدونه بالأنفس ومعه المهاجرون ، وقد اطمأن بهم المقام مع إخوانهم ممن أسلم من الأوس والخزرج ، وانصرفوا مع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى الدعوة للإسلام والتخطيط لغد أفضل ، وقد آخى النبيّ بينهم وبين مسلمي المدينة ليذهب عنهم وحشة الاغتراب ويشدّ بعضهم إلى بعض بتلك الاخوة التي تجمعهم على صعيد واحد ، وهو الإيمان بإله واحد لا شريك له ، وترك عليّا لنفسه فأخذ بيده ومعه حشد من المهاجرين والأنصار ، وقال :

« هذا أخي ووصيّي ووارثي من بعدي »[4] ولم يمض وقت طويل على تلك المؤاخاة التي فاز بها عليّ ( عليه السّلام ) حتى أصبح صهرا للنبيّ وزوجا لأحبّ بناته إليه وأعزّهنّ على قلبه وروحه .

وبعد ما استقر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في المدينة تزوّج « سودة » وهي أول من تزوّجها بعد السيّدة خديجة ( ر ض ) ثم تزوّج « امّ سلمة بنت أبي أمية » وفوّض أمر ابنته الزهراء إليها .

قالت امّ سلمة : تزوّجني رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وفوّض أمر ابنته فاطمة ( عليها السّلام ) إليّ ، فكنت أؤدّبها وأدلّها ، وكانت واللّه أأدب منّي وأعرف بالأشياء كلّها[5].

 

[1] المناقب ( لابن شهرآشوب ) : 2 / 58 فصل المسابقة إلى الهجرة .

[2] المناقب : 1 / 184 .

[3] خالد : هو اسم أبي أيوب الأنصاري .

[4] قادتنا ، للميلاني : 3 / 389 نقلا عن حياة الحيوان : 1 / 118 ، وراجع البداية والنهاية : 3 / 277 .

[5] دلائل الإمامة : 12 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.