أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-5-2020
2364
التاريخ: 12-4-2017
5070
التاريخ: 1-07-2015
2146
التاريخ: 1-07-2015
2385
|
أطبق العقلاء بأسرهم عدا الأشاعرة، على أن الرؤية مشروطة بأمور ثمانية:
الأول: سلامة الحاسة.
الثاني: المقابلة أو حكمها، في الأعراض، والصور في المرايا فلا تبصر شيئا لا يكون مقابلا، ولا في حكم المقابل.
الثالث: عدم القرب المفرط، فإن الجسم لو التسق بالعين، لم يمكن رؤيته.
الرابع: عدم البعد المفرط، فإن البعد إذا أفرط، لم يمكن الرؤية.
الخامس: عدم الحجاب فإنه مع وجود الحجاب بين الرائي والمرئي، لا يمكن الرؤية.
السادس: عدم الشفافية، فإن الجسم الشفاف، الذي لا لون له، كالهواء. لا يمكن رؤيته.
السابع: تعمد الرائي للرؤية.
الثامن: وقوع الضوء عليه، فإن الجسم الملون لا يشاهد في الظلمة..
وحكموا بذلك حكما ضروريا، لا يرتابون فيه.
وخالف الأشاعرة (1) في ذلك جميع العقلاء، من المتكلمين والفلاسفة، ولم يجعلوا للرؤية شرطا من هذه الشرائط، وهو مكابرة محضة، لا يشك فيها عاقل.
في وجوب الرؤية عند حصول شروطها :
... أجمع العقلاء كافة، عدا الأشاعرة على ذلك، للضرورة القاضية به، فإن عاقلا من العقلاء لا يشك في حصول الرؤية عند استجماع شرائطها.
وخالفت الأشاعرة (2)، جميع العقلاء في ذلك، وارتكبوا السفسطة فيه، وجوزوا أن يكون بين أيدينا وبحضرتنا جبال شاهقة من الأرض إلى عنان السماء، محيطة بنا من جميع الجوانب، ملاسقة لنا، تملأ الأرض شرقا وغربا بألوان مشرقة، مضيئة ظاهرة غاية الظهور، وتقع عليها الشمس وقت الظهيرة ولا نشاهدها، ولا نبصرها، ولا شيئا منها البتة.
وكذا يكون بحضرتنا أصوات هائلة، تملأ أقطار الأرض بحيث يدعج (يتزعزع ظ) [كذا من المصدر ولعل الانسب (ينزعج)] منها، كل أحد يسمعها أشد ما يكون من الأصوات، وحواسنا سليمة، ولا حجاب بيننا، ولا بعد البتة، بل هي في غاية القرب منا، ولا نسمعها، ولا نحس بها أصلا، وكذا إذا لمس أحد بباطن كفه حديدة محمية بالنار حتى تبيض، ولا يحس بحرارتها، بل يرمى في تنور أذيب فيه الرصاص أو الزيت، وهو لا يشاهد التنور، ولا الرصاص المذاب، ولا يدرك حرارته، وتنفصل أعضاؤه ولا يحس بالآلام في جسمه (3).
ولا شك أن هذا هو عين السفسطة، والضرورة تقتضي فساده، ومن شك في هذا فقد أنكر أظهر المحسوسات عندنا.
____________
(1) شرح العقائد للتفتازاني وحاشية الكستلي - ص 32، وشرح التجريد للقوشجي ص 238، والتفسير الكبير - ج 13 ص 129.
(2) شرح العقائد للتفتازاني وحاشية الكستلي - ص 32، وشرح التجريد للقوشجي ص 238، والتفسير الكبير - ج 13 ص 129.
(3) وقد اعترف الفضل في المقام بذلك لكنه حاول التوجيه والتأويل، ولا بأس بمراجعة: شرح العقائد - ص 32، وكتاب " المحصل "، و " الأربعين "، والإمام فخر الدين الرازي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|