أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
920
التاريخ: 3-07-2015
963
التاريخ: 5-4-2018
1063
التاريخ: 25-10-2014
2201
|
نقدّم القول في حدود هذه الألفاظ، ثمّ نبيّن اتصافه تعالى بها.
أمّا القديم ففي عرفنا هذا: ما لا ابتداء لوجوده، و إن شئت قلت: ما لم يسبق
وجوده عدم و الباقي: هو المستمرّ الوجود، و إن شئت قلت: هو الذي لا يتجدّد وجوده
في حال الإخبار عنه بأنّه موجود و الدائم: هو الذي لا ينقطع وجوده و لا ينعدم.
أمّا الدليل على أنّه تعالى قديم، فهو أنّه لا يخلو من أن يكون [قديما أو
محدثا، فإن كان محدثا، احتاج إلى محدث. و الكلام في محدثه كالكلام فيه في أنّه لا
يخلو من أن يكون قديما أو محدثا. فان كان] قديما، فقد ثبت أن الحوادث تنتهي إلى
قديم، و هو اللّه تعالى؛ و إن كان محدثا احتاج إلى محدث آخر، فيؤدّي إمّا إلى
التسلسل الذي بيّنا إبطاله، حيث بيّنا بطلان القول بحوادث لا إلى أوّل، أو ينتهي
إلى قديم به ينقطع التسلسل، و هو المقصود من ثبوت قدمه تعالى.
فإن قيل: هذا إنّما كان يدلّ على أن حوادث العالم تنتهي إلى قديم، و لا
يدلّ على أنّ الذي تولّى خلق العالم بنفسه هو القديم فبيّنوا ذلك، لتكونوا قد
رددتم على المفوّضة.
قلنا: لو كان الذي خلق العالم محدثا لوجب أن يكون قادرا،
و إلّا لما صحّ منه خلق العالم، ثمّ لا يخلو من أن يكون قادرا لنفسه أو بقدرة. و
سيتبيّن أنّه لا يجوز أن يكون في الوجود قادران يقدران لأنفسهما، فيجب أن يكون
قادرا بقدرة و لا يصحّ فعل الجسم بالقدرة.
فإن قيل: لم قلتم إنّ القادر بالقدرة لا يصحّ منه فعل الجسم؟
قلنا: لأنّه لا يتأتّى منه الفعل إلّا إمّا في محلّ قدرته إمّا مبتدأ او
متولّدا، أو خارجا عن محلّ قدرته بسبب معدّ يفعله في محلّ قدرته، و لا يصحّ منه
الاختراع، و إلّا كان يجب أن يصحّ من القويّ منّا أنّ يمنع من هو أضعف منه من
التصرّف إذا أراد منعه، و إن لم يكن بينه و بينه مماسّة لا بواسطة و لا بغير
واسطة، و المعلوم خلافه، فتحقق أنّه لا يتمكّن من الفعل إلّا على أحد الوجوه التي
ذكرناها و لا يصحّ فعل الجسم في محلّ القدرة مبتدأ أو مسبّبا عن سبب لا يعدي الفعل
عن محلّ القدرة [لأنّه يؤدّي إلى اجتماع متحيّزين في حيّز واحد، و هو محال. و إن
فعله بسبب يعدّي الفعل عن محلّ القدرة] فذلك السبب ينبغي أن يختصّ بجهة حتّى يعدّي
الفعل عن محلّ القدرة، و إلّا لم يكن بأن يولد في بعض السماوات و الجهات أولى من
بعض، والمختصّ بجهة إنّما هو الاعتماد و أجناسه في مقدورنا و نفعلها و لا يتولّد
عن شيء منها الجواهر و الأجسام.
فثبت أنّ القادر بقدرة لا يتأتّى منه فعل الجسم، و تحقّق أنّ الذي تولّى
خلق العالم هو القديم تعالى. و إذا ثبت قدمه ثبت كونه باقيا، إذ الباقي هو
المستمرّ الوجود أو الذي لا يتجدّد وجوده في حال الإخبار عنه بأنّه موجود ....
وعلى هذا التفسير، الباقي القديم يكون أبقى الباقيات.
فإن قيل: هل تثبتون للباقي بكونه باقيا حالة زائدة على كونه مستمرا لوجود؟
قلنا: لا، و الدليل عليه أنّه لو كان له حالة زائدة على استمرار الوجود،
قلنا: لا، و الدليل عليه أنّه لو كان له حالة زائدة على استمرار الوجود، لتصوّر أن
يكون باقيا، و إن لم يكن مستمرّ الوجود، أو أن يكون مستمرّ الوجود و إن لم يكن
باقيا، و معلوم خلاف ذلك. فأمّا كونه دائما... فأن معناه أن لا ينقطع وجوده و لا
ينعدم ...
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|